أميركا غير مهتمة بالملف الرئاسي… والسعودية انسحبت: فهل اللاعب الوحيد هو إيراني؟

لم يترك فريق “14 آذار”، وعلى رأسه تيار “المستقبل”، وفق “الأخبار”، مناسبة إلا أعلن فيها أن تعطيل الانتخابات الرئاسية عائد إلى قرار إيراني. ورغم إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، مسؤوليته عن هذا “التعطيل” الذي يهدف إلى دعم المرشح العماد ميشال عون للوصول إلى الرئاسة، ورغم تأكيده في إطلالته الاخيرة التزام اتفاق الطائف، استمرت قوى “14 آذار” بالغزل على نفس المنوال: “حزب الله” يريد تغيير الدستور.
Mكشفت مصادر دبلوماسية لـ”الأخبار” أنه قبل أيام من الجولة الأوروبية للرئيس حسن روحاني نهاية الشهر الماضي، تواصلت السفارة الفرنسية في لبنان مع نظيرتها الإيرانية. كانت رسالة باريس مباشرة ودقيقة: “ستطرح الرئاسة الفرنسية خلال اللقاء مع روحاني ملف الرئاسة اللبنانيّة، رتبوا أموركم على هذا الأساس. نريد حلاً لهذه القضية”. وكان الرد الإيراني بالوضوح والمباشرة نفسها، وملخصه: “افعلوا ما ترونه مناسباً لكم. نحن لا نتصرف على هذا النحو. الرئاسة ملف داخلي لبناني لا نتدخل فيه. إذا طُلبت منا المساعدة وكنا قادرين على تقديمها سنفعل، لكن لا تتوقعوا منا تدخلاً لمصلحة هذا المرشح أو ذاك، أو من أجل دفع هذا المرشح أو ذاك للانسحاب”.

في حين تساءلت أوساط “الشرق” كم كان بريئاً السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي حين قال ان بلاده لا تتدخل في انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان.وهل يظن سعادة السفير ان هناك لبنانياً واحداً يمكن ان يصدقه؟ولو طرحنا عليه بعض الاسئلة البسيطة؟
ونقلت مصادر “النهار” أنّه في الاونة الاخيرة سمع كلام نقل عن مسؤولين ايرانيين يوحي بذرائع جديدة لم تكن تستعين بها ايران سابقا في معرض الدفاع عن خيار الحزب في دعم عون. وابرز هذه الذرائع يتمثل في ضرورة ان يكون الرئيس يمتلك تجربة المؤسسات في اشارة الى الزعيم العوني الاتي.

ذكرت معلومات ديبلوماسية لـ”الديار” من واشنطن ان الادارة الاميركية لا تمانع في انتخاب رئيس جمهورية في لبنان في أقصى سرعة لكن هذا الامر ليس من اولوياتها وهي غير مهتمة به حاليا، بل منصرفة اولا الى الانتخابات الرئاسية الاميركية التي دخلت مرحلة متطورة وتقترب من اجرائها بعد 11 شهراً.
واذا كانت واشنطن ليست في اولوياتها انتخابات رئاسة لبنان فان موسكو وفق “الديار” بعيدة عن الموضوع، رغم ان بابا الفاتيكان مهتم جدا وسيطلب من بطريرك روسيا ان يناقش مع بوتين الاهتمام بالانتخابات اللبنانية، لكن الموضوع يبقى دون جدوى، ولن يعطي نتيجة.
ومن ناحية فرنسا، فهي مهتمة بحسب “الديار” جدا بانتخاب رئيس جمهورية للبنان، لكن واشنطن ليست معها ولا تستطيع فرنسا القيام بهذا الدور لوحدها.

وبالنسبة الى السعودية اعتقدت بحسب “الديار” انها اعطت كلمة السر ومباركة انتخاب فرنجية، ولكنها بعد أن رأت ان هنالك تحالفاً مسيحياً كبيراً في وجهها مكوّن من عون وجعجع والى حد ما الكتائب ، انسحبت السعودية وطلبت من الحريري الجمود وعدم التحرك السياسي وعدم التصريح السياسي والزمته بالصمت.

اما بالنسبة الى سوريا فتنقل اوساط “الديار” عن الرئيس بشار الاسد ان سوريا لن تتدخل في انتخابات الرئاسة اللبنانية قبل الانتهاء من مهمات داخلية يقوم بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه.

وأشار علي حماده في “النهار” أنّ هناك أكثر من تفسير لـ”تباطؤ” “حزب الله” واسترخائه في موضوع حسم الخيار الرئاسي، وأنه ينتظر أن يعرف اين يتجه الوضع في سوريا، ولا سيما ان التصعيد الكبير الاخير لمحور موسكو – طهران لم تبدأ مواجهته الفعلية على الارض من المحور المقابل الذي تتزعمه السعودية وتركيا، وسط غياب وتواطؤ اميركي مع موسكو.

كما علمت “النهار” أن إلاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجمعة المقبل في بكركي للبحث في الملف الوظيفي للمسيحيين لا يزال قائماً، وأنّ الاتصالات التي ستجرى في الساعات المقبلة ستحدد شكل إجتماع الجمعة بصورة نهائية.

السابق
نواب الأمة يكتمل نصابهم فقط «للبصم» أو «التصفيق»
التالي
مافيات المولدات تحتل طرابلس… فأين الدولة والرقابة؟