ما هي حقيقة الفايروس القاتل الذي يجتاح لبنان بصمت؟

كما هو الجال كل سنة وعند حلول فصل الشتاء يبدأ معه موسم الانفلونزا بالتفشي بين اللبنانيين، ولكن هذا العام سجّلت حالات انفلونزا قاتلة ذهبت بارواح العديد من المسنين على وجه الخصوص وفق ما أشارت مصادرنا، فما هو نوع هذا الفايروس، وما هي سبل الوقاية منه؟

حالة من القلق والخوف تخيّم على اللبنانيين بسبب انتشار خبر تفشي فايروس قاتل مجهول  بين المواطنين، وبعض هذه الأخبارأشاعت أن يكون هذا الفايروس هو انفلونزا H1N1 الذي انتشر قبل اعوام بشكل كبير والذي لا يزال يثير حالات من الهلع والخوف بسبب تسجيل حالات وفاة من بين المصابين به واضطرار عدد من المستشفيات الى إدخال بعض المصابين الى قسم العناية المركزة.

مصادر وزارة الصحة أكّدت لـ«جنوبية» وجود فايروس «انفلونزا الخنازير المعروف بـH1N1 الذي أصبح  من أنواع الإنفلونزا الموسمية التي يتعرض لها اللبنانيون مع بداية كل موسم شتاء».

إقرأ أيضاً: انفلونزا الخنازير في الشمال: بين الحقيقة والشائعة!

رئيس مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة برّي أكّدت لـ«جنوبية» أنّ «انتشار انفلونزا H1N1 هو طبيعي، وسينتشر كل موسم شتاء في لبنان وقد سجّل هذا الانفلونزا ضمن لائحة الانفلونزا الموسمية في منظمة الصحة العالمية منذ عام 2011». وشدّدت برّي أنّ «الاصابات هذا العام لا تستدعي القلق، على الرغم من تسجيل 4 حالات وفاة إلاّ أنّ عدد الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا هذا العام لم تسجل زيادة نسبة إلى العام الفائت، على الرغم من ارتفاع في نسبة الحالات التي ادخلت العناية الفائقة».

ولفتت برّي أنّ «حوالي 33% من المصابين بأنفلونزا داخل المستشفيات هم مصابون بـ H1N1، أمّا النسبة الأكبر من المصابين بأنفلونزا الخنازير هم خارج المستشفيات، لذلك يجب توخي الحظر والوقاية بسبب سهولة انتقال عدوى الانفلونزا بين الأشخاص».

فيروس انفلونزا الخنازير
فيروس انفلونزا الخنازير

أمّا أساليب الوقاية فشرحت برّي « أولاً الإنفلونزا تنتقل من الشخص المصاب عبر السعال والعطس وبواسطة الأيدي. لذلك ينصح بتغطية الأنف والفم بمناديل ورقية اثناء السعال والعطس، والمداومة على غسل الأيدي لأنّه من أهم أساليب الوقاية. كما يُنصح بالتلقيح ضد الإنفلونزا للأطفال (فوق الستة اشهر) والنساء الحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين. علماً أن لقاح الإنفلونزا المتوفر حالياً في السوق يحمي من رزمة فيروسات الإنفلونزا المتفشية بما فيها  (A(H1N1».

وأضافت برّي «كذلك من أساليب الوقاية هو إعطاء إجازة من قبل ربّ العمل أو المدرسة لأي شخص مصاب بأنفلونزا، وملازمة المنزل لحين الشفاء لأنّ تواجده في العمل أو المدرسة لأنّه يزيد من انتشار الانفلونزا بين المواطنين». أمّا عن الأشخاص الأكثر عرضة فهم  «الأطفال دون الخمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل إضافة إلى المدخنين».

إقرأ أيضاً: بين «أيبولا» و«زيكا» أيهما الأخطر!؟

أمّا عوارض ال H1N1 هي «حرارة مرتفعة، ألم مفاصل، سعال، ألم في الحنجرة، التقيؤ والاسهال»، وعن مساهمة النفايات في زيادة هذه الانفلونزا وانتشارها أكّدت برّي أن «لا علاقة لانشار النفايات في شوارع لبنان بالـ H1N1 ، ففي العام الماضي سجّلت إصابات كثيرة ولم يكن هناك نفايات، هذه الانفلونزا موسمية وسنشهدها كل عام مع نفايات أو بدونها، أمّا النفايات فهي تسبب أمراضا أخطر بكثير من الأنفلونزا كالأمراض السرطانية وتشوهات جنينية، وقصور بالكلى وغيرها من الأمراض التي ستنتشر بعد عشر سنوات وأكثر بين اللبنانيين» ختمت برّي.

السابق
كيري: 3 أشهر من الجحيم قد تقتلع المعارضة
التالي
المخابرات الأميركية تقتل ضابطاً روسياً