حلف سنّي يتشكّل للدخول البرّي في سورية

الجيش السعودي
هناك اتجاه لإنشاء حلف سنّي قوامه: السعودية وتركيا. بنتيجة الحشد الإيراني الشيعي المتشكل تحت غطاء روسي. وإذا كان هدف الحلف الثاني هو حماية نظام الأقلية العلوية ويؤسس لصراعات سورية داخلية طويلة، فإن هدف الحلف الأول المباشر هو منع انتصار روسيا وإقامة منطقة حظر جوي إنساني على امتداد الحدود الشرقية للواء الاسكندرون.

عام الاستحقاقات والتحولات الكبرى في سورية. ما سيكون أصعب مما كان. واشنطن تحشر السعودية وتركيا. في وقت تعدى شهداء سورية المليون. وروسيا تستثمر في الوقت الضائع في البيت الأبيض. وتغيّر الواقع على الأرض. أوربا الأقرب إلى اللهب تعيش حالاً من الارتباك وتستقبل مليوني مهاجر من سورية. السعودية تعالج مخاطر الحرب اليمنية وتفاعلاتها، وقد استقبلت 2.5 مليون مهاجر. ولبنان يستقبل 2 مليون فوق مشكلاته وخلافاته السياسية الموتورة.
تركيا يريدها فلاديمير بوتين بوابة لإيواء المشرّدين جراء قصفه المتواصل بلا هوادة ولا رحمة. بوتين مازال مستمراً بكسر شوكة المعارضات السورية. من درعا جنوباً إلى حلب شمالاً مروراً بدمشق وحمص وإدلب وصولاً إلى الشهباء. زد على ذلك 2.5 مليون مهاجر سوري في الداخل التركي وقرابة 100 ألف يتجمّعون على الحدود الجنوبية ينتشرون حول لواء الإسكندرون وهم في تزايد. على طول حدوده التركية من أعزاز المحاذية لمحافظة كيليس التركية مروراً بعفرين وصولاً إلى حارم. وأنقرة لم تسمح للمهاجرين حتى الآن من تجاوز الحدود إلى الداخل. وهي تقدّم لهم الإعانات والخيم على الأراضي السورية.

الجيش السعودي
الجيش السعودي

ما زالت تركيا تنتظر المساعدات الأوربية ولا سيما الإلمانية منها. وتنتظر نتائج المباحثات الأميركية الروسية لوقف القصف الروسي في المنطقة القريبة من حدودها. إن الحلف الروسي – الإيراني وتوابعه الميليشياوية القادمة من العراق ولبنان. بدأ يقابله حلف سعودي – تركي. خصوصاً وأن كل الجبهات مشتعلة باستثناء ضرب الدواعش لمعرفة الروس ونظام الأسد أن الخطر الحقيقي على النظام وسورية المفيدة هو السوريين المعارضين وليس الدواعش المرتزقة. الذين يفتقدون لبيئة سورية شعبية حاضنة بعكس المعارضة السورية.

إقرأ أيضاً: كون متل تركيا وخلي الزبالة تصير كهربا
السعودية وتركيا لن تقبلا بنصر روسي يكرّس عودة نظام الإستبداد والقتل الذي سيؤسس لحروب داخلية مستدامة بعد كل هذا الدم. وهذا الضغط الشيعي الإيراني المتحالف مع الأقلية العلوية سيكّرس بالقوة والضرورة حلفاً سنّياً بين أنقرة والرياض. ولذلك قدمت السعودية اقتراحها بالاشتراك في الحرب البرية. وللسبب عينه تريّثت تركيا عن فتح أبواب حدودها أمام السوريين الهاربين من الموت في الشمال وخصوصاً من حلب. وكأن هناك إمكانية لدخول عسكري بري يلاقي الخطة السعودية ومعها بعض الدول الخليجية والاسلامية. وهذا ما سيفتح الباب واسعاً أمام حروب إقليمية مفتوحة. نقطة التلاقي المشتركة هي في قبول واشنطن لفكرة تبنّي اجتياح برّي.وأن تركيا لن تقدم على هذه الخطوة إلا بالتفاهم مع الولايات المتحدة ودول الحلف الأطلسي.

إقرأ أيضاً: عرسال وحزب الله (3/4): ما علاقة “السرايا” بالتفجيرات والاغتيالات الأخيرة؟
هذا سيعني بالضرورة مزيداً من الحشد. ومزيداً من القتل والتداخل الإقليمي. وسيعني المزيد من تغطيس روسيا بالدم. وإنهاكها وإنهاك إيران. واستكمال تدمير سورية المؤسسات والناس. وسيعني مزيداً من القوة للإحتلال الاسرائيلي. واللافت أن الإبقاء على اللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية سيعيد من جديد طرح فكرة إقامة منطقة حظر إنسانية كإحدى الحلول المقترحة. لأن أوربا اكتوت بنار مفاعيل موجات الهجرة السورية. وبذلك تحاول أنقرة الدخول بفاعلية من هذا الباب. ولأن الولايات المتحدة ما زالت بعيدة عن ساح الضغط المباشر.

السابق
جريصاتي: مقولتنا «عون او لا احد» ومقولتكم «كل احد ولا عون»
التالي
كارول معلوف تنشر المقابلة الكاملة مع أسرى حزب الله لدى «النصرة»