السيستاني يرفض أن يكون «ولي فقيه» العراق

أثار قرار المرجع علي السيستاني التوقف عن إبداء آرائه السياسية التي يعلنها ممثله في كربلاء أحمد الصافي في خطب الجمعة، جدلاً واسعاً في أسباب اتخاذه هذه الخطوة، لكن مقرباً من المرجعية أكد انه يحاول تذكير الجميع بـ»فلسفة النجف المختلفة عن ولاية الفقيه».

وفكرة إيجاد «ولي فقيه» عراقي طالما كانت مسعى، ليس للقوى السياسية الشيعية التي تتبنى النظرية، بل حتى لتلك القوى المؤمنة بفلسفة النجف التقليدية التي تحاول الفصل بين الدين والسياسة. واتخذت من تعاظم دور السيستاني الديني في الأوساط الشيعية، خلال السنوات الأخيرة، مبرراً لمحاولة منحه دوراً سياسياً مباشراً.

وقال الصافي في خطبة الجمعة أمس أن «المرجعية دأبت على قراءة نص مكتوب يمثل رؤيتها في الشأن العراقي، ولكن تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعياً في الوقت الحاضر». وأضاف أن «آراء المرجعية ستُطرح بحسب ما يستجد من الأمور وتقتضي المناسبات».

وكان الصافي يعلن موقف المرجعية أسبوعياً كل جمعة، منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار (مارس) عام 2014، وأعرب خلال خطبه الأخيرة عن خيبة أمله واستيائه من العملية السياسية والوضع الاقتصادي. ومن أبرز مواقفه خلال الشهور الماضية دعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي لتنفيذ الإصلاحات التي أعلنها، وتأييده التظاهرات الشعبية في بغداد والمحافظات الجنوبية، وانتقاده الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003.

وربط سياسيون بين قرار السيستاني أمس وفشل حكومة العبادي في إجراء الإصلاحات، مؤكدين أن المرجع يرغب في النأي بالنجف عن الفشل السياسي، خصوصاً أن الحكومة تتخذه غطاء.

لكن مصدراً في المرجعية قال في اتصال مع «الحياة» أمس، أن «السيستاني الذي قاطع الوسط السياسي العراقي سنوات، ومارس عبر منبر الجمعة دور المعارض والمحرض على التغيير، لا يريد أن يتم التعامل مع خطبه باعتبارها توجيهات سياسية، وهو يصر على أن تكون المرجعية بعيدة عن الشؤون السياسية إلا في حدود ضيقة، ويرفض محاولات جرها إلى هذا الميدان، فعلى القوى السياسية تحمل مسؤولياتها». وأضاف أن السيستاني «مهد لهذه الخطوة بتغيير الأمين العام للعتبة الحسينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي». وأشارت معلومات إلى أن الصافي سيعزل أمانة العتبة العباسية، مع استمرار الرجلين في تمثيله في خطب الجمعة. ويكشف المصدر أن السيستاني «سبق أن وبخ العبادي في رسائل شفوية وأخرى مكتوبة، بسبب محاولته استشارته عبر مقربين منه أو عبر ابنه محمد رضا في قضايا تخص شؤون الدولة والحكم، وهذا ما يرفضه المرجع في شكل قاطع».

وعاد المصدر إلى التأكيد أن «فهم الجمهور والساسة ووسائل الإعلام لخطبة الجمعة أنها توجيهات أو أنها بمثابة طريقة غير مباشرة لممارسة السيستاني ولاية الفقيه في الشأن السياسي العراقي، أمر مرفوض من المرجع، وهذا السبب الأساس لتقليص خطبه السياسية إلا في حالات الضرورة، والاكتفاء بالخطب الدينية».

على صعيد آخر، لقي أكثر من 17 شخصاً مصرعهم بحريق شب في فندق «كابيتول» في كردستان، ونقل تلفيزيون «روداو» عن محافظ أربيل هوزاد هادي قوله إن «معظم الضحايا أجانب، خصوصاً من الجنسية الفيليبينية».

(الحياة)

السابق
لبنان من وصاية سورية إلى وصاية إيرانية؟
التالي
البنك الدولي: كلفة الحرب في سورية 35 بليون دولار