عرسال وحزب الله (2/4): أوّل التهجير… بلدة الطفيل

حزب الله يهجر اهالي الطفيل
مخطّط حزب الله لتهجير أهل عرسال لا يموت. فبإخلاء عرسال يكون حزب الله قد ضمن سيطرته على كامل الخط البقاعي، وخنق المعارضين السوريين في الجرود وما ورائها، و"أخضع" الثقل السني البقاعي، ليصير سهلا وصل حمص بالبقاع وصولا إلى جنوب لبنان.

من معركة القصير إلى الجرود مخطط حزب الله أكبر من سوريا ومن الحفاظ على بشار الأسد. وقتاله في الجانب السوري ليس دفاعاً عن النظام أو عن المقامات الشيعية كما يدّعي، كما أنّه ليس حماية للبنان من المد الإرهابي، وإنّما هو في الاستراتيجية الحقيقية تحصيناً لمحوره الوجودي ولمصالحه، فكل ما يريده حزب الله من هذه الحرب التي قدم بها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وما زال على استعداد لتقديم الأكثر، هو تأمين حاضنته والسيطرة على المناطق الحدودية الهامة لبنانياً واقتصادياً وبشرياً

بعد انتقال المعارك بين حزب الله والنظام من جهة والمعارضين السوريين من جهة ثانية، إلى الجرود في كل من القلمون وعرسال، كان لدى الحزب مخطط يقتضي بقلب المعادلة لصالحه، لما تملكه تلك المناطق من طبيعة قاسية يجهلها المسلحون إضافة إلى الظروف المناخية الصعبة في شتاء كان يطرق الأبواب. وكان على المقاتلين أن يخوضوا حرب بقاء ضدها إضافة إلى حربهم الطاحنة ضد الحزب.

اهالي عرسال واراضيهم
اهالي عرسال واراضيهم

وكما القصير كان لعرسال دورٌ في القلمون، فدعموا المقاتلين واستقبلوا الأهالي وأسعفوا الجرحى، وفي تلك المرحلة بدأت مسميات المعارضة ومقاتليها تختلف ولم تعد الحرب السورية مقتصرة على الجيش الحر بل أصبح هناك تنظيمات محورية أهمها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” و”جبهة النصرة”.

إقرأ أيضاً: عرسال وحزب الله(1/3): حلم القصير… وواقع العرقوب

داعش” الذي لم يجد لا لبنانياً ولا عرسالياَ بيئة حاضنة له، لم يستطع الإقتراب أكثر من الجرود وفي مراكز محددة. وكانت جزء من صفقة تبادر الأسرى بين الدولة اللبنانية وجبهة النصرة ضمان عنصر الأمان لأهالي المقاتلين الذين يسكنون فوق نقطة مدينة الملاهي. ولأن مخطط حزب الله أبعد من سوريا ومن تحريرها وليقين السيد حسن نصر الله المؤكد أنّ حكم بشار مهما استمر فهو ساقط لا محال، لاحت في الأفق حلولاً جديدة لسوريا وهي التقسيم الديموغرافي. 

وحفاظاً على مصالح الحزب في لبنان وفي سوريا كان لا بد لعرسال أن تكون ضمن حصته لتشكل امتداداً لدولة علوية يقيمها النظام على مشارف الحدود.

وبحسب مصادر عرسالية موثوقة فإنّ المشاريع المذهبية التي أظهرتها الحرب السورية، وانعكاسها صراعاً شيعياً – سنياً، أوضحت أنّ تدخل الحزب في سوريا إنّما يهدف إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة يقضي أولاً بتهجير القلمون من سكانه وتسكين به من يتم تهجيره من الفوعة وكفريا، وربما نبل والزهراء من شمال حلب وغيرهم من الشيعة والعلويين، السوريين، وربما اللبنانيين لاحقا.

إقرأ أيضاً: ماذا يجري في جرود عرسال؟

وتضيف المصادر لموقع “جنوبية” أنّ الضربة الأولى التي نجح فيها هذا المخطط كانت في الطفيل اللبنانية، البلدة الصغيرة، حيث تمكّن حزب الله من تهجير أهلها والنازحين السوريين إليها أيضاً، ممن انتقل بعضهم إلى عرسال حيث راحوا يقيمون في خيم مجاورة لخيم النازحين السوريين، فيما البعض الأخر انقسم بين البقاع وبيروت ولم يبقَ بالتالي أحدٌ في القرية، مع الإشارة إلى أنّ الطفيل مرتبطة بجرود بريتال التي يسيطر عليها حزب الله كلياً.

لكن هل ينجح حزب الله في تنفيذ مخطط تهجير أهل عرسال؟ إشارات إصراره كانت واضحة في الأيام الأخيرة، لكن هناك مخطّط مقابل… ستكشف عنه “جنوبية” في الحلقتين الثالثة والرابعة. 

السابق
ميشال عون: ورقة التفاهم «شوكة» وأنا والسيد «واحد»
التالي
المشنوق للمسيحيين: لا تبالغوا في المظلومية