خبر غريب لكن حقيقي: مدير مدرسة لبنانية عريقة يفرض خوّات على الطلاب

"قف للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا"، و"أقعد فديتكً هل يكون مبجّلا، من كان يسرق من طلابه المالا؟". هذا بيت شعر حوّرناه ليتناسب مع ما يجري في مدرسة الإنجيلية - اللويزة، حيث أحد المدراء يفرض خوّات على طلابه، والأهل ساكتون من سنوات.

ليس مبالغة ولا تعدٍّ. إنّه وبكل أسف خير حقيقي تمّ التأكّد منه. فالصرح التعليمي الخاص في المدرسة الإنجيلية حوّله أحد المدراء إلى مؤسسة تجارية. والملايين السبعة، أي نحو 5 آلاف دولار، وهو معدّل القسط السنوي للطالب، دون احتساب المواصلات، لم يعد يشبع جشع من حوّلوا المدارس إلى صفقات رابحة وإلى حسابات في المصارف تعود بفوائدها عليهم.

إقرأ أيضاً: «اللبنانية»: من وطنية التعليم إلى التفريع
تلميذ الإنجيلية لا يشبه أقرانه من طلاب المدارس الخاصة. فهو يخضع لعقوبات من نوع خاص إذ أنّه لم يعد “يشحط” من صفه إن خالف القوانين المدرسية وإنّما يخضع لعقوبة سبسيال ابتدعها المدير steve white وتسمى “saturday detention”، أي “عقاب يوم السبت”. وهي تتلخّص بحضور التلميذ إلى المدرسة يوم السبت، ليجلس مدة 5 ساعات متتالية على كرسي يمنع خلالها من القيام بأي حركة أو حتى وضع اليد على الكرسي لدرجة أنّه إذا اضطر إلى الذهاب إلى الحمام يصبح على العقوبة فائدة نصف ساعة “زيادة”، بحسب أحد الطلاب في حديث لـ”جنوبية”. والعقوبة لا تنتهي هنا وإنّما يعقبها مبلغ مادي وقدره 5000 آلاف ليرة يدفعها الطالب.

وبحسب ما صرّح طالب آخر لموقع “جنوبية”، بهدف مطابقة المعلومات ومقارنتها، فإنّ هذه الغرامات أصبحت تخضع لـ”TVA” منذ نهاية العام الماضي. إذ رفض المدير الإفراج عن علامات الطلاب الذين ما زال في سجل عقوباتهم “saturday detention” إلا مقابل مبلغ 10 آلاف ليرة على كلّ واحدة، أي بمضاعفة العقوبة المالية.

إقرأ أيضاً: النبطية: «أم المدارس» التراثية.. إلى الهدم

يكمل الطالب حكايته بالقول إنّ هذا العام اتخذ المدير قراراً جديداً وهو أنّ من عليه أكثر 13 “saturday detention” تصبح تسعيرة الواحدة بـ50 دولاراً، لتتراوح الغرامات المدرسية المتراكمة على بعض الطلاب بين 400 ألف و 600 ألف ليرة، وصولاً إلى مليون و200 ألف ليرة، أي 800 دولار أميركي، على أحد الطلاب.

والطالب ليس مخيّراَ بالدفع وإنّما مجبر حيث أنّه لا علامة ولا شهادة ما لم تمتلىء جيوب المدير بالدولارات أولاً.

وعن موقف الأهالي يقول لنا الطالب إنّهم يرفضون الدفع غير أنّ المدير متمسك بذريعة اجتماع لم يحضره غير عدد قليل من أولياء أمور الطلاب، والذين، “بحسب قوله”، قد “واقفوا” على هذه الآلية. أما عن سبب عدم تقديم شكوى إلى وزارة التربية فقد صرَح لنا أنّ بعض الطلاب أخبروا المدرسة أنّهم سيتواصلون مع الوزير الياس بو صعب فكان ردّ المدير أنّه سوف يتجه بنفسه إلى الوزارة.

إقرأ أيضاً: التعطيل طريق «بو صعب» للقلوب

وفي هذا السياق الجدير بالذكر أنّ الـ “saturday detention”ليست الدخل الإضافي الوحيد للمدير ستيف، بل أيضاً للهاتف الخليوي تسعيرة يكسب منها مبلغاً وقدرها 20 دولارا يدفعها الطالب ليستردّ هاتفه من الإدارة، دون حاجة إلى حضور الأهالي.

هذه المعطيات نضعها برهن وزير التربية الياس بو صعب. فهل نحن على أبواب أنّ تصبح المدارس الخاصة “وكالات بدون بواب”؟ وإذا كانت وزارة التربية تتغاضى عن الأقساط الخيالية إلا أنّه من واجبها أقلّه أن تحمي الطلاب وأهاليهم من استغلال بعض الإدارات التي تجاوزت الأهداف التعليمية لأخرى مادية بحتة.

السابق
بالصور: مزابل جبل عامل
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الاثنين 1-2-2016