الجمهور العوني: نريد مواقف وليس شعرا

التيار الوطني الحر
كما في كل مرة يطل فيها السيد نصرالله علينا وعلى جمهوره، ليخبرنا باسهاب عن انجازات الحزب وانتصاراته السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية والثقافية، فينتشي جمهوره وتعود الحياة الى عروقه لتدب من جديد بعد أن تكون قد جففتها الحقائق اليومية والمعاناة التي يعيشها هذا الجمهور ويتلمسها ويلتسع منها تماما كما بقية اللبنانيين.

بالأسلوب نفسه حاول السيد بالأمس أن يجرب نفس الاسلوب، ولكن مع الجمهور العوني هذه المرة، هذا الجمهور المختلف بتركيبته الثقافية والفكرية وبطبيعة ولائه وانتمائه عن جمهور الحزب بالرغم من المشتركات الكثيرة بينهما بالخصوص فيما يتعلق بالارتباط الشخصي مع القائد والزعيم، ليكون ميشال عون هو الامل وهو الحلم..
عمد السيد بالأمس الى مخاطبة الجمهور العوني بشكل مباشر، وتوجه إليه بخطاب وجداني شاعري اقرب ما يكون الى مخاطبة القلب منه لمخاطبة العقول، ففي اللحظة التي كان هذا الجمهور ينتظر من سماحته كلامًا سياسيًا واضحًا وحاسمًا لا يحتمل التأويل ولا التحليل في لحظة انكشاف النوايا وفي مرحلة مفترض انها مرحلة الأفعال لا الأقوال.

إقرأ أيضاً: حزب الله يحضّر لانتصار اعلامي آخر على «داعش»
الجمهور العوني الذي كان من أكثر المنتظرين لكلمة السيد، والذي كان يعتقد بشكل كبير أنها سوف تكون بداية المسيرة الطبيعية والخطوة الاولى للجنرال نحو قصر بعبدا، والانتهاء من حالة المراوغة والمراوحة التي تحول بين زعيمهم وبين حقه المبرم بالكرسي الماروني الأول.

محجبات حزب الله في التيار الوطني
صحيح أن الكلام الشعري الذي سمعناه بالامس قد يكون له وقعه اللحظوي، واتصور أن كثيرين من جمهور التيار الوطني الحر قد دمعت أعينهم واقشعرت ابدانهم، إلا أن هذا كله بالنسبة لهم لا يسمن ولا يغني عن رئاسة ، والخيبة الكبيرة من الموقف السياسي للحزب والذي أوحى به بدون أن يعلنه السيد بكلمته لن يخفف من ألم الصدمة وحرقة الخيبة التي مني بها.
فمقاربة سماحة السيد لمشهد معراب لم تكن اكثر من مقاربة لفريقين لبنانيين قاما بمصالحة بينهما بدون أن يكون لهذا المشهد التاريخي أي أثر ولا تداعيات على مستوى الملف الرئاسي، فإجماع أكبر فريقين مارونيين على شخص الجنرال ميشال عون كمرشح لم يغير قيد انملة في موقف الحزب، فلم يدع السيد فريقه الى تبني هذا الخيار كما دعى سمير جعجع فريق 14 اذار، ولا هو تمنى على المرشح فرنجية الانسحاب للجنرال والزامه بما كان الزم به نفسه من قبل.

إقرأ أيضاً: ما بين فنجاني قهوة عون وفرنجية… نصر الله؟

حسن نصر الله

لقد هرب سماحة السيد الى الغزل والى التنبيه والى لغة الحب والثقة والعلاقات العاطفية كبديل عن الكلام السياسي الذي كان ينتظره هذا الجمهور بفارغ الصبر، كأنه يقول له بطريقة او باخرى: أن مصلحة الحزب الآن تقضي بعدم انتخاب الجنرال وعدم السعي الفعلي الى تأمين الاجواء لوصوله، والاكتفاء فقط بالالتزام الاخلاقي بدعمنا اللفظي والكلامي له واتمنى منكم ان تتفهموا موقفنا وان تستمروا بحبنا بالرغم من ذلك!

إقرأ أيضاً:  «جنوبية» يدعوكم للمشاركة بحملة «الأمم المتحدة حليف الأسد»

لا شك أن لهذا الموقف الجديد القديم سيكون له تبعات كبيرة في الاوساط العونية، وسيكتشف السيد قريبًا أنّ الأساليب المعتمدة مع جمهوره قد لا تؤتي اكلها مع جمهور ملّ الانتظار وتعب من الكلام المعسول على حساب موقعه السياسي وفي ظل غياب المركزالماروني الأول، وهذا ما ننتظره في الايام القليلة القادمة، يعلن فيها العونيون أنهم يريدون مواقف وليس مجرد شعر .. انا منتظرون .

السابق
ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي: حسن نصر الله لم يصدق
التالي
كرم: ليس لدينا مشكلة في الجلوس مع حزب الله لكن