في مقابل ما تصدّر الإعلام السعودي خلال الأسبوع الماضي من دعوتين، الأولى لطرد اللبنانيين، والثانية للمجيء بميشال عون رئيساً يحمي لبنان، كان هناك خطّ إعلامي مختلف رأى أنّ مصلحة لبنان في “عدم تخلّي المملكة العربية السعودية عنه”.
هذا التوّجه بدأه الإعلامي اللبناني، الفلسطيني الأصل، جهاد الخازن، بمقال له في جريدة “الحياة”، سرد في مقال نشره الأربعاء الفائت تحت عنوان “دفاعاً عن لبنان… بلد العرب جميعاً”. وفيه تفاصيل استضافة الرئيس تمام سلاّم له ولزملائه في الحياة على غداء في السراي الحكومي.
إقرأ ايضاً: دعوة سعودية لطرد اللبنانيين من المملكة
الخازن، الذي رصد للرأي العام السعودي ولأهل إعلامه وحكامه أبرز ما تمّ تداوله في سياق الجلسة الإخوانية التي جمعته بسلام أشأد بحكمته وأكد على أنّه “حليف المملكة وابن أبيه صائب سلام”. لتتلخص الرسالة التي أراد الكاتب تصويبها بأنّ الحل في لبنان ليس بقطع العلاقات السعودية معه وإنّما في مساعدته للخروج من محنته.
ما بدأه جهاد الخازن يوم الأربعاء استكمله اليوم الإعلامي اللبناني نديم قطيش، المقيم في الإمارات، من خلال مقال نشره في “الشرق الأوسط”، بعنوان “لبنان المحتلّ يقاتل وحيداً”. قطيش أكّد تفهمّه للأصوات التي نادت بطرد اللبنانيين والتي هي كما وصّفها “أصوات ساءها أن ترى لبنان ينأى بنفسه عن السعودية”.
إقرأ أيضاً: الناشطون اللبنانيون: باسيل «#وزير_خارجية_نصر_الله»
قطيش ذهب أبعد من تبرئة لبنان في مقاله أو الدفاع عنه، ليفصل “بين لبنان الدولة ولبنان الساحة”، داعياً السعودية لأن “تعود إلى هذا الوطن الذي يقاتل وحيداً في وجه السلطان الإيراني الجائر وحليفه حزب الله”. ورصد فيما كتبه مواقف للجالية اللبنانية في الإمارت وللوبي الاقتصادي اللبناني في السعودية، ولوزير الداخلية نهاد المشنوق، ليؤكد من خلالها جميعاً أنّ لبنان لن يخرج من حاضنة الخليج عموماً والسعودية خصوصاً.
من الخازن إلى قطيش رسالة موّحدة، وهي أنّ على المملكة ألا تقابل نأي “لبنان باسيل” بالنفس عن العرب، بنأيها بنفسها عن لبنان كلّه، وتخلّيها عن اللبنانيين، وألا تحاسب الساحة اللبنانية شعباً ووطناً على مواقف سياسية صدرت إثر ارتهان الدولة “رغماً عنها” لحزب إيران.
إقرأ أيضاً: اللبنانيون في السعودية يستنكرون انحياز «الخارجيّة» لإيران
غير أنّ المفارقة بين الكاتبين هو ما حاول قطيش تظهيره عن المشروع الإيراني في المنطقة وعن أهمية “لبنان” ومحاولة وضع اليد عليها وما على السعودية أن تقوم به لمنع هذا النفوذ من التمدّد والسطو وبالتالي تحقيق استراتيجيته. وهذا قد شكّل نوعاً من ردّ قطيش على الإعلامي داود الشريان الذي دعا إلى تبني ميشال عون و”حماية الطائف به”.
وكأني بلسان نديم يقول: “لا تتركوا لبنان وحيداً ولا تسلّموا بعبدا للمحور الإيراني“