انفتاح اميركي على ايران وتضييق مالي على حزب الله

تتفاعل العقوبات الأميركية على "حزب الله"، وعلى قيادييه والأشخاص المتعاملين معه. وهو ما بدأ يشكّل أزمة مالية حادّة داخل الحزب. لا تفصل مصادر "جنوبية" رفع العقوبات عن إيران، عن فرض عقوبات على "حزب الله" من قبل الولايات المتحدة الأميركية، إذ أنّ واشنطن تريد تعزيز العلاقة مع طهران، بموازاة تحجيم أدوار حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم "حزب الله"، وفي هذا السياق تضع الشخصية العقوبات المفروضة على الحزب لتجفيف منابعه المالية.

وفي هذا السياق، هناك من يعتبر أنّ واشنطن تريد زيادة الضغط على إيران وحلفائها في المنطقة، لعدم الإستفادة من رفع العقوبات على الأموال الإيرانية، لا سيما أنّ هناك جماعات ضغط أميركية، تطالب بمنع حصول إيران على الأموال، لأن ذلك سيسهم في المزيد من توسّعها وتمددها في المنطقة.

ويربط البعض هذه الإجراءات بنوعٍ من الضغط على إيران عبر حلفائها، بالإضافة إلى إرضاء الخليجيين في نفس الوقت، وعليه يهدف ذلك إلى الحفاظ على باب المفاوضات مفتوحاً مع طهران في المرحلة المقبلة، خصوصاً أنّ توقيع الإتفاق النووية لا يعتبر صفقة كاملة، بل ينحصر في الإتفاق فقط، وعليه فإن حلّ أزمات المنطقة يحتاج إلى المزيد من المفاوضات ولذلك تريد واشنطن إستمرار محاصرة حلفاء إيران مالياً.
إقرأ أيضاً: هل يجرؤ الوفد اللبناني على طلب رفع العقوبات الأميركية عن حزب الله؟!
كما تأتي هذه العقوبات، والتي جرى الحديث عنها مسبقاً، بالتزامن مع رفع العقوبات عن طهران وتسليمها أموال لها كانت محتجزة، ولذلك يريد الأميركيون إيصال رسالة للجميع، مفادها أن توقيع الإتفاق النووي لا يعني تعزيز إيران وإطلاق يدها ويد حلفائها في المنطقة، وفي هذا الأمر بعض الطمأنة للخليجيين.

وتعتبر المصادر أنّ العقوبات الأميركية المفروضة على “حزب الله” في طور التزايد، كما أنّها قد تشمل دولاً أخرى قد تتخذ عقوبات بحق الحزب والتابعين له، وتفيد هذه المصادر بأنّ بعضاً من هذه الدول قد يلجأ إلى العلنية، والبعض الآخر سيبقى في الإطار السرّي، كروسيا التي بدأت تمنع تحويل أيّ أموال إيرانية عبرها إلى الحزب، بخلاف ما كان يحصل في السابق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين.
إقرأ أيضاً: هل يحق لنصرالله ان يطلب من القطاع المصرفي مؤازرة حزب الله ضد العقوبات؟
وتضيف، أنّ الولايات المتحدة بصدد إصدار لائحة جديدة من الأسماء تضم أكثر من عشرين إسماً لرجال أعمال لبنانيين لهم علاقات واسعة ووثيقة بالحزب، ويموّل الحزب نفسه عبرهم وعبر نشاطاتهم التجارية. ويعتبر “حزب الله” هذه الإجراءات بمثابة الحرب التي تشنّها واشنطن وإسرائيل عليه، ودخلت على خطّ هذه الحرب مجدداً المملكة العربية السعودية وروسيا.

انفوجراف العقوبات على حزب الله

الجديد في هذا الكلام، هو دخول روسيا على الخطّ، خصوصاً أنّه يأتي بعد جملة أمور تثبت التنسيق الروسي الإسرائيلي لا سيما في سوريا لضرب “حزب الله” وقوته العسكرية، إذ أنّ ما أصبح معروفاً، هو أنّ هذا التنسيق يسمح لإسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف للحزب داخل سوريا لمنعه من تطوير قدراته العسكرية، وهذا ما أصبح مشهوداً في الفترة الأخيرة.

إقرأ أيضاً: العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع

وفي هذا السياق، تلفت العديد من التقارير الدولية إلى أنّ حزب الله قد يلجأ الى تجارة المخدرات والأسلحة وغسيل الأموال ليموّل نشاطاته. وتشير التقارير إلى أنّ تحقيقات وزارة العدل الأميركية قادت إلى توقيف أميركي يعمل في كولومبيا في تموز الماضي وآخر في ليتوانيا بتهمة غسيل الأموال، كما تلفت إلى توقيف محامٍ في باريس وسيدة أعمال في أتلانتا موّلا “حزب الله” عملاً في المجال المذكور وتجارة الأسلحة والمخدرات.

السابق
هكذا تقرأ «8 آذار» تَدافُع الحريري وجعجع … و«تَطاحُن» فرنجية وعون
التالي
سفير لبنان في فرنسا: أتمنى على نصر الله أن يقول العروبة المغيبة عنه منذ سنتين!