الإعلام السعودي يمهد لتخلٍّ ملكي عن لبنان؟

لم تتخذ السعودية ولم يتخذ محور دول الخليج العربي بشكل عام موقفاً من نأي لبنان بالنفس وخروجه عن الإجماع العربي إن في منظمة المؤتمر الإسلامي أو في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، وإنّما التمس العذر له وهو أنّه تحت إمرة إيرانية، هذه الصورة التي نقلها وزير الخارجية و ولي عهد التيار الوطني الحر جبران باسيل عن لبنان، تحفظت عليها الدول العربية مدركة لهيمنة حزب الله على الحكومة ومقرراتها فيما تناولها الإعلام السعودي بنوع من القسوة والحدّة وصلت إلى حيّز المطالبة بطرد اللبنانيين.

طبيعي أن يطالب إعلامي سعودي بطرد اللبنانيين بعدما التمس إجحافاً من هذه الدولة أمام الكرم السعودي تجاه دولة لبنان، ولكن ما يستدعي الوقوف عنده هو صوت إعلامي سعودي ينادي بميشال عون رئيساً للجمهورية لحماية لبنان والطائف.

وفي وقوف عند ردتي الفعل السعودية عبر الإعلام، نبدأ بالدعوة التي انتشرت تحت عنوان” كشرّوا عن الأنياب واطردوهم”، ومطلقها ليس بكاتب عابر ولا بإعلام متسلّق وإنّما هو رئيس تحرير جريدة عكاظ جميل الذيابي والتي هي من أهم الصحف السعودية.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون في السعودية يستنكرون انحياز «الخارجيّة» لإيران

الذيابي كتب بقلمه ما يدور بخلد العديد من السعوديين شعباً وإعلاماً وربما “حكاماً” فهكذه دعوة لا يمكن أن تمرّ في ظلّ الرقابة المشددة التي تفرضها “المملكة” على المطبوعات لولا رضىً ضمنيّ بها.

لبنان ايران السعودية

أسباب رئيس تحرير عكاظ لهذا “المانشيت” العنيف كانت واضحة للعلن وللأمانة فصديقنا لم يرتكز بدعوته إلا على ما هو مؤكد بالأدلة وبالوقائع، غير أنّه وبدراية صحفية لم يعمم فخصّ بفعل الطرد أولئك الذي لم يجرّموا الاعتداء على السفارة والمتحملقين حول منابر المذهبية التي يشعلها حزب الله في مناطق نفوذه.

إقرأ أيضاً: الناشطون اللبنانيون: باسيل «#وزير_خارجية_نصر_الله»

خصّ بالطرد لبنان “الإيراني” وليس لبنان الوطن الذي لطالما كان الطفل المدلل للسعودية، ولكرمها، كل ما ساقه “الذيابي” في مقالته صحيح وموضوعي ولكن ما ذنب اللبناني او الشيعي اللبناني تحديدا في الخليج ممّا يمارسه نصر الله بين لبنان وإيران، وما ذنب المسيحي المهاجر من تشييع باسيل لوزارته.

هذا السؤال ربما كان قد فكر به الأستاذ داود الشريان قبل أن يخطّ مقالته التي نشرت في جريدة الحياة (الاربعاء) والتي أسند بها مواقف لبنان الأخيرة من الإعتداءات على المملكة لسبب وجيه وهو “حزب الله والهيمنة الإيرانية” لم يخفِ الشريان قلقه من خطف الدولة وقراراتها ومن امتداد النفوذ الإيراني في ذروة الخلاف اللبناني – اللبناني، ومحاولة تعديل الطائف.

إقرأ أيضاً:دعوة سعودية لطرد اللبنانيين من المملكة

ما كتبته الشريان تحت عنوان “هل أصبح لبنان جزءاً من النفوذ الإيراني؟” لا يناقش هذه الفكرة بقدر ما يضيء ويشدد على أنّ الحل في لبنان “عونيّ” بإمتياز، فمن عرض الكاتب لأهمية الدور الذي لعبه جعجع في إرساء اتفاق معراب، لإعترافه أنّ عون أصبح الرمز المسيحي الأوّل مهمشاً المرشّح الثاني فرنجية، وصولاً لجعل الجنرال ضمانة للطائف في حال حصل على الدعم الأزرق يجعلنا نتساءل:

هل جاء الضوء الأخضر السعودي لإنتخاب ميشال عون رئيساً لجمهورية لبنان؟ وهل هذا المقال رسالة سعودية لسعد الحريري تقول له: حماية الطائف والمغتربين في وصل الرابية ببعبدا؟ ربما نعم وربما لا والأرجح ان السعودية بدأت تنسحب من لبنان.

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 28-1-2016
التالي
بالفيديو.. زلّة لسان أعجبت الشعب اللبناني: طاولة من هي«الحوار» أم «الحمار»؟