هل سيُثبَّت سعر صفيحة البنزين عند الـ«20 ألف ليرة»؟

محطة بنزين
نال لبنان حصته الايجابية من تداعيات تدهور أسعار النفط العالمية. فاستمرار انخفاض اسعار المشتقات النفطية في لبنان وتحديداً سعر صفيحة البنزين يسبب خسارة خزينة الدولة مئة مليار دولار من ايرادات الضرائب على المحروقات. فهل تلجأ الحكومة اللبنانية لتثبيت سعر البنزين عند الـ 20 ألف ليرة لبنانية للحد من هذه الخسارة؟

لا يزال سعر برميل النفط العالمي يمر بمرحلة هبوط لأدنى مستوى له منذ عام 2003 ، مسجلا تراجعا بنسبة 70 في المئة منذ العام 2014 . لذلك يستمر تراجع اسعار المشتقات النفطية في لبنان وتحديداً سعر صفيحة البنزين، التي وصل سعرها محليّاً الى 20 ألف ليرة ومن المتوقع أن تسجل المزيد من التراجع انطلاقاً من ارتباط أسعار المحروقات في لبنان بأسعار النفط العالمية . وذلك في حال عدم اتخاذ الحكومة أي قرار شبيه بالقرار 109 الذي صدر في العام 2006 والذي تم من خلاله تثبيت سعر صفيحة البنزين وذلك لتعويض خسائر الدولة اللبنانية من ايرادات الضرائب على المحروقات.

إقرأ أيضاً: بعيداً عن الكيدية السياسية: هل حلال على مفتي الجمهورية أن يسرقنا؟

ومن المتوقع، أن تلجأ الحكومة في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس إلى اقرار تثبيت سعر صفيحة البنزين عند 20 ألف ليرة. لتجميد الخسائر التي تتكبّدها الخزينة جراء تراجع أسعار المحروقات من أن إيرادات الدولة من الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على كل صفيحة بنزين تتراجع مع انخفاض سعر الأخيرة.

غازي وزني
الدكتور غازي وزني

وأشار الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني لموقع “جنوبية” أن “تراجع سعر النفط العالمي يؤدي إلى خسارة الدولة اللبنانية نحو مئة مليار ليرة من ايرادات الضرائب على المحروقات” لأن المعدل السنوي لمبيعات البنزين في لبنان يبلغ نحو 110 مليون صفيحة بنزين سنوياً”.

موضحا أن “أهمية سياسة التثبيت هي تغطية العجز في المالية العامة الذي تجاوز عام 2015 الـ 4 مليار دولار لذا فتثبيت سعر البنزين أمر متوقع”.

لكن مقابل هذه الخسارة ، أكد وزني ” أن تراجع اسعار النفط وتثبيت سعر صفيحة البنزين ملائم للدولة وللمواطن إذ ينعكس ايجابيا على صعيد الدين العام والرواتب والأجور. كما أن لبنان سيستفيد من انخفاض اسعار النفط عالمياً فستتراجع الفاتورة النفطية، كما سيستفيد على صعيد عجز مؤسسة كهرباء لبنان الذي وصل في العام 2015 الى80 مليون دولار وذلك من خلال انخفاض العجز من مليارين ومئة مليون دولار إلى ما يقارب مليار وثلاثمئة مليون دولار أميركي. كما انعكس هذا التراجع ايجابيا على الميزان التجاري والمدفوعات وهو عامل مساعد للاستقرار النقدي”.

إقرأ أيضاً: هل يجرؤ الوفد اللبناني على طلب رفع العقوبات الأميركية عن حزب الله؟!

وباختصار، فان استفادة الدولة اللبنانية الاقتصادية من هبوط سعر المحروقات هو أكثر من خسارتها، خاصة على صعيد عجز مؤسسة الكهرباء. فمقابل خسارتها بعض من ايرادات الضرائب على المحروقات التي تبلغ المئة مليار دولار، الدولة تربح الف ومئتي مليار دولار نتيجة انخفاض العجز على مؤسسة الكهرباء”.

كما أشار وزني إلى أن “تثبيث سعر صفيحة البنزين هو سياسة طبيعية ويفترض على الدولة القيام بها عند انخفاض سعر النفط بشكل كبير وذلك للحفاظ على حجم ايراداتها مع الأخذ بعين الإعتبار الوضع الإجتماعي للمواطنين”. مضيفًا أن “أهمية هذه السياسة هي أن الدولة تكون بذلك قد حددت مقدار ايراداتها من الرسوم والقيمة المضافة على صفيحة البنزين”.

إقرأ أيضاً: حزب الله يقول لا لعون بلسان برّي!!

وبعيدا عن التداعيات السلبية لتدهور اسعار النفط عالميا على اقتصادات دول العالم، يعيش المواطن اللبناني حالة انفراج وارتياح عام وذلك مع انخفاض سعر صفيحة البنزين الى 20 الف ليرة لبنانية بعد أن ثبّت لوقت طويل على سعر 34000 ليرة لبنانية.

السابق
أوراق الغار… هذه فوائدها!
التالي
الاحتلال الحلال … والاحتلال الحرام !