سرايا حزب الله في العرقوب: مراقبة السوريين والمتعاطفين معهم.. و«شهداء سنّة» في سوريا (3/3)

بعدما جنّد حزب الله المئات من الشبان السنة في "السرايا" التابعة له خلال العامين الأخيرين، في قرى العرقوب، بدأ يعمل على توفير بيئة حاضنة محليا لهم، بالخدمات والتوظيفات. وفي المقابل لا يريد منهم غير "المراقبة" و"بعض الشهداء في سوريا، إلى جانب الأسد"، يقول أحد فعاليات العرقوب.

الثابت أنّ عدد المقاتلين من بين العناصر الجديدة في العرقوب ليس كبيراً. لا ينقص حزب الله مقاتلين. مهمتهم داخل قراهم ليست قتالية، بل اجتماعية وسياسية وإعلامية… وخطّ دفاع أوّلي.  

يعمل حزب الله على إقحام بعض عناصر هؤلاء في معاركه إلى جانب نظام الأسد في سوريا، ضد “التكفيريين”، وذلك “بمعية شيوخ يرأسهم الشيخ ماهر حمود، يعملون على غسل عقول الشباب”، بحسب مصدر من فعاليات العرقوب، وهو يكشف أنّ “هؤلاء لا تزيد نسبتهم عن 1 في المئة”.

إقرأ أيضاً: سرايا حزب الله في العرقوب: عرسال ثانية؟ أو طرابلس جديدة؟ (2/3)

“حزب الله يريد أسماء شهداء من العرقوب في سوريا، لا أكثر”، يقول المصدر، ويضيف: “هو فقط لخدمة الدعاية في الإعلام، الباقون يريدهم على الأرض، في قراهم، وقد أغرى كثيرين بالإقامة في قراهم، بدل الإقامة في بيروت، برواتب عالية، أو بتوظيفهم في مؤسسات، أو بفتح أعمال مهنية لهم، مثل مزرعة أو دكان أو غيرها”.

منطقة العرقوب
منطقة العرقوب

معظم المنتسبين الجدد إلى “السرايا”، في قرى العرقوب، وقد صاروا بالمئات، هم من قدامى العاملين إلى “هيئة أبناء العرقوب” وأبنائهم، وقدامى الناصريين وقدامى القوميين السوريين. وهؤلاء لهم وظيفتان أساسيتان تتلخّصان في التالي:

–        توسيع البيئة الحاضة للحزب، وخلق ماكينة بشرية تابعة له، سيكون عتادها أولاد هؤلاء التابعين. فكفرشوبا خلال 15 إلى 25 عاما ستكون موالية في 80 % منها لحزب الله، بحسب المخطط.

إقرأ أيضاً: حزب الله يضاعف عدد سراياه في العرقوب: غاب المستقبل… إلعب يا حزب الله (1/3)

–        – ومراقبة العدد الكبير الذي يتدفق من السوريين، وكذلك ضبط تحركات السلفيين والمتعاطفين مع القضية السورية داخل هذه القرى

هكذا يريد حزب الله من هؤلاء ما يريده من الذين جنّدهم على طول الخطّ الساحلي من بيروت إلى حاصبيا، أي إلى العرقوب: أن يكونوا كتلة “تفتح الطريق” إذا قطعها أحدهم هنا، و”تدافع عن سيارات الهيئة الصحية الإسلامية إذا قرّرت التجول في العرقوب لتقديم خدمات طبية مجانية هناك.

إقرأ أيضاً: جرود عرسال: يسعون للتسلّل الى العرقوب ـ شبعا

يريد حزب الله أن يكون لديه “فرخ” بيئة حاضنة في قرى العرقوب، بدل أن يصيبه ما حصل في عرسال مثلا. حيث لم يجد موطء قدم له… لكن هل فعلا لم يجد موطء قدم له هناك.

السابق
الشرق: عقدة التمثيل في جنيف 3 قد لا تكون كبيرة مقارنة بعقد جدول الأعمال
التالي
من «غنم مارسيل» إلى «قطيع جو معلوف»!