سرايا حزب الله في العرقوب: عرسال ثانية؟ أو طرابلس جديدة؟ (2/3)

سرايا المقاومة
كيف استطاعت "سرايا" حزب الله استباحة قرى السنّة في العرقوب؟ وما علاقة الحرب السورية والثورة في الجانب السوري المتاخم، بقوّة حزب الله في هذه المنطقة؟ ... فتّش عن المال؟ أو أنّه الخوف؟ أم أنّها خط دفاع أولي قبالة "تدفق السوريين" لخلق اصطدام "سني – سني" شبيه بما جرى العمل عليه طوال سنوات في طرابلس؟

شكّل موقف أهالي العرقوب من الأزمة السورية، وتعاطيهم الإنساني مع ملفّ النازحين السوريين من القرى المتاخمة، رهبة لدى حزب الله. فأخذ يسوَق إعلامه وأمنه بأنّ أهل العرقوب يدعمون الإرهاب ويحتضنون الإرهابيين السوريين.

هذه القرى السنية الجنوبية، ومع كل الضغط الحزبي الشيعي من حولها، وما تعانيه من حرمان ومتاجرة بها سياسياً من قبل حزب الله الذي لا ينفكّ يستغلها في حملاته الإعلامية “التحريرية”، كونها تضم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، لم تغلق بيوتها أمام اللاجئين السوريين، بل استقبلتهم، حتّى تخطى عدد النازحين في قراها عدد سكّانها، وهذا ما صرّحت به مصادر بلدياتها رسمياً.

إقرأ أيضاً: حزب الله يضاعف عدد سراياه في العرقوب: غاب المستقبل… إلعب يا حزب الله (1/3)

تحت الواقع الذي فرضه توافد النازحين إلى العرقوب، وبالتزامن مع الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة عرسال البقاعية (السنية) في السنوات الأخيرة، بدأ حزب الله يتخوّف من أن تتحول هذه القرى السنية المجاورة له إلى “عرسال ثانية”. فكان القرار بتحويلها إلى طرابلس ثانية، تحسّباً من عرسلتها. وذلك لتكون قرى العرقوب خطّ دفاع أوّلي قبالة “تدفق السوريين”، وفي أسوأ الأحوال الأمنية، نكون أمام اصطدام “سني – سني” بدلاً من اصطدام “شيعي – سني”، أيّ شبيه بما جرى العمل عليه طوال سنوات في طرابلس وصيدا وغيرها من المدن والقرى السنية. وهذا ما أبقى المناطق الشيعية “آمنة”، إلى أن بدأ زمن “الانتحاريين” في ضاحية بيروت الجنوبية.

إقرأ أيضاً: جرود عرسال: يسعون للتسلّل الى العرقوب ـ شبعا

هاجس العرسلة كان مخيفاً جداً. فعرسال البقاعية تختلف عن العرقوب، العرقوب “يقبض” على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة من جهة، ويتاخم القرى الشيعية المحاذية لإسرائيل من جهة ثانية. وبالتالي هنا يكمن “بنك الحيثية” الحقيقية التي تبدأ من بنت جبيل وتصل إلى طهران. وكلّ العمل جرى لوصل هذا الجنوب بالبقاع فسوريا الأسد. كيف إذا يمكن التفريط بخلخلة الأمن هنا؟

حزب الله والمستقبل في العرقوب
حزب الله والمستقبل في العرقوب

لم يصب الحزب بريبة فقط بسبب تدفق اللاجئين، وإنّما لوجود روابط قرابة ونسب بين الكثير من أهالي العرقوب وبين المناطق السورية المجاورة. هذا ما جعل “التضامن” يصل إلى مرتبة “وحدة الحال”. وهذا أكثر من “خطر”.

وجد حزب الله في تراجع “قدرات” تيار المستقبل في تلك القرى، وتخلّي التيار عن بعض مناصريه، إضافة إلى الأزمة المالية التي يمرّ بها وما ترتّب عليها من توقف للرواتب في الأشهر الأخيرة، ومن تعثّر الخدمات الطبية والمساعدات للفقراء والمحتاجين، وجد فيها ثغرة أساسية مكّنته من التسلّل إلى تلك البيئة.

آخر الأمثلة على ذلك جولات تقوم بها شبه مستشفيات متنقّلة تابعة لحزب الله، باسم “الهيئة الصحية الإسلامية”، في قرى العرقوب، لتطبيب وعلاج اللبنانيين والسوريين مجاناً، وتقديم الأدوية. وكلّ ما استطاع معارضو حزب الله فعله هو منع عشرات الشبان، في كلّ قرية، التابعين لـ”السرايا”، من رفع أعلام حزب الله في القرية.

إقرأ أيضاً: أهالي العرقوب: حزب الله مقاوم.. ولكن

في قرية مثل الهبارية، يقول مصدر في “السرايا” إنّ عدد المنضمّين إليها بات يناهز المئة. وهي من القرى الصغيرة. فكيف ببلدة مثل شبعا؟ أما في كفرشوبا على سبيل المثال: “ثلثها تشيّع، وثلثها في تنظيمات حليفة لحزب الله، و10 في المئة من شبابها مع السرايا”. هكذا باتت كفرشوبا “بيد حزب الله”، في أي انتخابات بلدية او مشكلة اجتماعية أو سياسية.

هناك حجة أخرى ليتسلّل حزب الله إلى البيئات السنية غير الترغيب المالي والخدمات، وغير التجنيد برواتب عالية، وهي إقناع الأهالي أنّه يساعدهم على التصدّر وحمايتهم من الإرهاب المتمثل في “جبهة النصرة” و”داعش”.

وهذا ما حدث. في الأشهر الماضية عمدت السرايا، التي أسّسها حزب الله في العام 2008 لتجنيد شباب السنّة، على مضاعفة أعداد عناصرها في قرى العرقوب. فاستدرجت أوّلاً بعض العاطلين عن العمل وبعض أصحاب السوابق، ممن يحتاجون إلى حماية وتخليص أوراق ومعاملات وسند في مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية.

السابق
نجوم رياضات مختلفة يدهشون الجمهور المتابع بتسريحاتهم الظريفة
التالي
ابو فاعور أحال ملفا يتعلق ببيع أدوية لصالح صيدلية غير مرخصة الى النيابة العام