عون سيزور نصر الله لمعرفة الحق من الباطل!

حتى الآن لم يتلق رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أي جواب أو إشارة من حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر حول مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيحه إلى الرئاسة، كل التحليلات التي صدرت، وموقف الرئيس نبيه بري الرافض لانتخاب عون، لا قيمة لها لدى عون، هو فقط يريد سماع الجواب من "رأس النبع" من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

لا شكّ أنّ الشك بدأ يتسلل إلى قلب الرابية، هناك الحركة لا تهدأ، يريد عون جواباً شافياً، لم يعد يستطع الصبر، وهناك من يحاول المقارنة بما جرى مع ترشيح النائب سليمان فرنجية من قبل الرئيس سعد الحريري، وما يجري مع عون، تعتبر مصادر الرابية لـ”جنوبية” أن ما يثير الشكوك ويطرح التساؤلات، هو أنّ فرنجية فور عودته من لقاء باريس الشهير، ذهب إلى الضاحية الجنوبية للقاء السيد حسن نصر الله، بينما بعد مرور أسبوع على مبادرة معراب لا يزال عون “لا معلق ولا مطلق”.

هو صمت حزب الله الذي يثير حفيظة الرابية وريبتها، عند تلاوة مقررات معراب، كان عون ينظر إلى بعبدا، دون أيّ منطقة سواها، في تلك اللحظات كان يتناسى وجود منطقة اسمها حارة حريك، نشأ فيها وترعرع منذ صغره، كان في ظنّه أن “الحارة” ضيقة، ويعرفها وتعرفه، كان يعتبرها “بالسيلة” وهو شرف لم ينتظره من جعجع، وبمجرّد حصوله، يعني أنّ “الجنرال” سيكون خلال أيام قليلة متربعاً على عرش بعبدا. كل ذلك تبدد فيما بعد.
إقرأ أيضاً: هذه أسباب جعجع في تبرير «الخيار الجديد»

لطالما رمي على مسامع عون، بأنّه مرشح الحزب الوحيد، والحزب مستعد للتضحية بكل شيء من أجل وصوله إلى الرئاسة. ومقارنة بالنسبة إلى عون بين المواقف السابقة والصمت المستجد، تتسلل الأفكار إلى عقله حول إمكانية وجود مناورة ما، أو توزيع أدوار بين الحزب والرئيس بري لإيصال رسالة إلى عون، بأنّ الظروف غير مؤاتية لإنجاز الإستحقاق، ولم يحن وقت انتخابه بعد. ولا يخفى أنّ عون يعيش وضعاً سياسياً وشعبياً ضاغطاً، لا سيما أن هناك تساؤلات شعبية عونية حول حقيقة موقف حزب الله حول ترشيح “الجنرال”.

يتوجس عون من طول مدة صمت الحزب، هناك من يلوح بأنه قد يلجأ إلى الإنقلاب على حزب الله، لكن السياق المنطقي بالنسبة إلى أوساط عون لا يدخل هذا الإحتمال في الحسابات،  إذ يؤكدون أن حزب الله حليف استراتيجي، ولا يمكن أن يتخلى عن عون.

إقرأ أيضاً: جعجع يعيد عون الى لبنان.. تحت سقف الدولة

كل هذه التساؤلات، ضيقت السبل والخيارات أمام عون، فلم يعد قادراً على الإستمرار هكذا، ولذلك فلم يعد لديه أي خيار، سوى الذهاب إلى الحارة المنشأ، للقاء السيد حسن نصر الله والحصول منه على جواب واضح حول مصير ترشيحه، لأن الجواب الوحيد يمتلكه نصر الله نيابة عن الجميع.
وفي السياق فتشير المصادر إلى أنّ نصر الله لن يعطي عون جواباً حاسماً، غير أنّ حزب الله متمسك بترشيحه ويريد وصوله إلى الرئاسة، وهو حريص على التحالف الإستراتيجي والتكامل الوجودي معه، وعليه أن يتريث إلى حين تأمين الأصوات اللازمة لإنتخابه.
إقرأ أيضاً: عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات

السابق
بالصورة: زاهي وهبي يكره «الستات»
التالي
بالفيديو: شاهد لحظة وقوع السائح المصري في مغارة جعيتا.. ومن المسؤول؟؟