عن المعركة النفطية القادمة بين السعودية وايران…

ايران والسعودية حرب نفطية
بحسب تحليلات الصحافة العالمية وكما صوّر الأزمة المحللون السياسيون، فإنّ التوتر بين الجانبين الإيراني والسعودي انتقل من الساحتين السورية واليمنية إلى الساحة النفطية.

وتشير مصادر صحفية أنّ إيران العائدة حديثاً إلى عالم التداول النفطي بعد رفع الحظر عليها عقب الاتفاق النووي، اصطدمت بعقبتين وهما: انخفاض سعر برميل النفط من جهة، وإصرار الجانب السعودي على الاحتفاظ بمستوى انتاجه بغض النظر عن الأسعار من جهة ثاتية.

إقرأ أيضاً: روسيا وإيران ستعانيان بسبب انخفاض أسعار النفط…

هذا القرار الذي اتخذته السعودية وأصرّت عليه أضعف العديد من الدول المنتجة مثل أميركا و روسيا، غير أنّ الارتداد الأكثر سلبية كان على إيران بالخصوص ،وهي العائدة مجدداً إلى عالم التداولات النفطية والمعتمدة عليه في تمويل موازنتها.

وفي حين طرح البعض نظرية أنّ السعودية سوف تعاني من أزمة نتيجة هذا القرار نشرت مجلة “الإيكونوميست” في وقت سابق، عن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أكد خلال مقابلة أجرتها معه عدم تأثر المملكة بالأزمة بل على العكس وضعها أفضل من السابق، فمخزونها ما زال يعدّ ثالث أكبر احتياط للنفط في العالم، ولديها خطط واضحة لخمس سنوات قادمة.

إقرأ أيضاً:غطاء خامنئي واعتدال روحاني والعقوبات والنفط و«الربيع»
في ظلّ هذا الوضع تركزّت أمال الإيرانيين بتحقيق إزدهار في السوق العالمية عبر بيع النفط، لا سيما وأنّهم يحتاجون لتحقيق نمو اقتصادي نظراً لعدد السكان المتزايد، غير أنّ الواقع النفطي كان على خلاف التوقعات وتوقيت الإتفاق النووي لم يأتِ في مناخ سياسي يسهل لإيران مهمتها. لينتقل الإقتصاد الإيراني من مرحلة الأضرار البالغة التي تحملّها نتيجة العقوبات الدولية إلى مرحلة الركود بسبب توترات المنطقة.

هبوط أسعار النفط من سنة 2014 الى سنة 2016
هبوط أسعار النفط من سنة 2014 الى سنة 2016

إلا أنّ هذه المعطيات لم تدفع إيران للتراجع أو التباطؤ، فمع انخفاض أسعار البترول أكدّ مسؤولون إيرانيون أنّهم يسيرون نحو تكثيف الانتاج وأنّ أهدافهم الرسمية هي العودة إلى مستويات الإنتاج قبل العقوبات، لتتلخص الخطة الإيرانية باستمرار الإستثمار بالنفط تحت أي ظرف.

هذه الاستراتيجية الإقتصادية الإيرانية التي ستصطدم بصراع مؤكد مع المملكة السعودية التي بدأت بتقديم الخصومات على مبيعاتها من النفط لشركات استيراد النفط الأوروبية، كي تعطي منتجاتها أسعاراً أفضل من أسعار إيران، لتتحوّل الحرب السعودية – الإيرانية من حرب عسكربة مسرحها الشرق الأوسط في سوريا واليمن، إلى حرب اقتصادية في أسواق النفط العالمية .

إقرأ أيضاً: تدهور سعر النفط يؤلم ايران وروحاني يهدد السعودية والكويت‏

بارقة أمل يمكن ان تحدث خرقاً ايجابياً في الصراع السعودي الايراني جاءت على لسان وزير خارجية ايران جواد ظريف في العشرين من هذا الشهر وبعد مرور اسبوع على مقال له في نيويورك تايمز، إذ صرّح لـCNN “بأنّه ليس لدى إيران معركة لتخوضها مع السعودية”.
ليضيف: “نحن نعتقد أن بإمكان إيران والسعودية لعب دور مهم، يمكنهما استيعاب بعضهما البعض وأن يكملا بعضهما في المنطقة، لا نتوقع ولا نرغب في دفع السعودية خارجا لأنها لاعباً أساسيا في هذه المنطقة”.

السابق
إلى «نانسي – دراما» أفيدينا أين الشبه؟!
التالي
حزب الله المُحرَج… ينتظر المَخرج