مارسيل غانم: إستعراض وإنشاء و«غنميّة» إعلامية أيضاً

مارسيل غانم كلام الناس
"رأي"... أم مقدمة استعراضية، أم نقلٍ عفوي لأوجاع الناس، فماذا صنعت يا مارسيل غانم باللبنانيين؟

ستّ دقائق تكرّرت خلالها لازمة “لو ما نكون نحن غنم” و”لأننا غنم” وكلمة”غنم” ثلاثين مرّة. ست دقائق وصفت الواقع اللبناني باللغة العامية السهلة التي يفهمها المتعلم والجاهل والأمي وحتى المتشرد.

ستّ دقائق كنّا خلالها نحن الشعب اللبناني (المُستَحمِر)، استناداً لما قال مارسيل غانم في برنامج “كلام الناس”، وشكلّنا القطيع الذي يساق ولا يسأل لا عن تبدلات سياسية، ولا عن النفايات، ولا عن مبادرة سعد الحريري وسمير جعجع ولا عن ابتسامة ميشال عون المريبة عن النقاط العشرة ولا عن سياسة الدولة الخارجية ولا عن دور كل من قطر والسعودية وأميركا وغيرها في رئاسة الجمهورية، ولا عن صناعة للرئاسة، تايوانية وأصلية، ولا عن العديد من الأمور والتطوّرات والتقلبات.

إقرأ أيضاً: مضحك أم مبكي: جنبلاط «ضد التوريث»!!

ستّ دقائق لم تأتِ لا على ذكر الإقطاع ولا على التوريث السياسي، ست دقائق نسيَ خلالها مارسيل أنّ “ابن الزعيم بالفطرة زعيم”، وأنّ صديق بيار الضاهر، الذي يمتلك نسبةً من المؤسسة اللبنانية للإرسال والذي كان ضيف برنامجه منذ حلقات قليلة، سليمان فرنجية، هو من سليل العائلات الإقطاعية المارونية.

ستّ دقائق حوسبنا بها، ولم يحاسب مارسيل نفسه بها، لم يسأل غانم كم من سياسي ضحك علينا عبر برنامجه في إطلالة حصرية، ولم يفكّر بها بمبادرة الحريري قبل أن يروّجها باستقبال المرشح فرنجية في حلقة خاصة (سبسيال) يستعرض بها برنامجه الانتخابي.

ستّ دقائق توقف بها على كلمة جعجع “تايواني وأصلي”، لأنّه لم يقلها عبر برنامج كلام الناس ببساطة، وإنّما عبر القناة الضرّة MTV وبرنامج “بموضوعية” المنافس لبرنامجه.

إقرأ أيضاً: حزب الله «الأميركيّ الهوى»: لا لفرنجية.. نعم لسماحة.. والآتي أعظم

ستّ دقائق غاب عنه أنّه شريك بكل ما سلف وبكل ما سرد من موقعه كإعلامي بارز ومن برنامجه السياسي الذي يعتبر الأوّل لبنانياً، غاب عنه صداقاته الوطيدة بعدد من السياسيين الذين هم وراء جمهورية الغنم وصناعتها.

مارسيل وهي ليست المرة الأولى التي يكسر خلالها حاجز اللغة، فيخدش الهيبة الإعلامية ومنطقيتها وينساق في لغة “الشارع اللبناني” متفاعلاً ومنفعلاً ، لتضاف قصيدة الغنم التي ألقاها أمس إلى عبارتين أوردهما في حلقة سابقة عرضت بتاريخ الثالث من أيلول 2015 وهما: “بدن فحص بيضات ، تنشوف اذا عندهن”، متوّجهاً للسياسيين، و”جورة (…) كبيرة” وقصد الواقع اللبناني.

مارسيل، وقد تناسى من خلال مرافعة الستّ دقائق تلك وتفادى ذكر الغنميّة الاعلاميةّ، وأنه جزء من المشكلة وليس من الحل، فبرنامجه كان وما زال دعاية للطبقة السياسية التي حاربت الحراك المطلبي ومنعت التغيير.

إقرأ أيضاً: لمصلحة من تشوّه سمعة الناشطين في الحراك المدني؟

باختصار، ما شهدته حلقة “كلام الناس” الأخيرة كان استعراضاً لافتاً، وتوصيفاً إنشائياً عاميّاً للواقع، لا يعبّر عن حقيقة الرأي بقدر ما يسوّق ويصوّب المشاهد .هذا الاستعراض، الذي نجح بامتياز، بدليل التداول الواسع الذي شهدته المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي لمقدمة غانم “الغنمية”.

السابق
ديما صادق: «تلفنولي إنزل عن الـ تي في»
التالي
«غنم» مارسيل: يشتم اللبنانيين ويرقص مع الذئاب