«غنم» مارسيل: يشتم اللبنانيين ويرقص مع الذئاب

مقدّمته" الخميس الفائت، وهي أشبه بمرافعة، ينقصها أن يقوم بعمله. أن "يزرك" هؤلاء الذين اعتبر أنّهم "يستغنمون" اللبنانيين ويعاملونهم كقطعان ماشية. أن يحطّمهم في حلقاته، في حواراته معهم. أن يطرح الأسئلة الحقيقية، الصعبة، المحترفة، لا أن ينام في سرير من حرير، وهمّه كيف يرفع نسبة المشاهدة، فيستفيق وتلمع الفكرة: سأقول للبنانيين إنّهم غنم، هكذا يشاركون المقدمة على فيسبوك وتويتر وأرفع نسبة المشاهدة.

قبل 25 عاماً، كان مقدّم برنامج سياسي مثل مارسيل غانم يحلم بمقابلة مع رئيس مثل الرئيس رفيق الحريري. اليوم، حين يقرّر الرئيس سعد الحريري التوجّه إلى اللبنانيين، يخرج في حلقة تلفزيونية مع مرسيل غانم. هكذا يمكن اختصار معنى أنّ مارسيل غانم “ابن الطبقة السياسية” و”والدها” في الوقت نفسه. إذ لا شكّ أنّ مارسيل ينتمي إلى الجيل نفسه لأكثر من 70 % من أعضاء “الطبقة السياسية”. وهو أكبر، عمرياً، من كثيرين، أكبر من سليمان فرنجية (في العمر) وأكبر من سامي الجميل. بل هو ساهم في صناعة آخرين، مثل سالم زهران ووئام وهاب وزياد بارود وغيرهم.

إقرأ أيضاً: مارسيل غانم: الإستعراض والإنشاء واللغو الفارغ

يصحّ هنا القول إنّ مارسيل غانم جزء من “أزمة” لبنان، إذا كانت الأزمة مرتبطة بهؤلاء السياسيين. فهو من روّج لهم طيلة 30 عاماً. وهو من “تشتش” معظمهم، ومن رفعهم. لا نذكر له “حواراً قاسياً”. لا نذكر له حلقة من برنامج “كلام الناس” ساهمت في إسقاط نائب متّهم بالرشوة أو وزير متّهم بالسرقة. ولا نذكر له حلقة غيّرت شيئا في وعينا أو أضافت إلى واقعنا السياسي أو حذفت منه.

مارسيل غانم كلام الناس
مارسيل غانم كلام الناس

هو هكذا، “جزء” من هذه الطبقة السياسية التي تحتاج، ضمن ما تحتاج إليه، إلى رعاة إقليميين، وممولين محليين وخارجيين، وصحافيين وكتّاب، ومقدّمي برامج، وممسّحي جوخ (منهم صحافيون ومقدّمو برامج)، وتحتاج إلى فنّاني ترويج… وربّما يكون مارسيل غانم أحد أبرز جامعي المجد من كلّ هذه الأطراف.

إقرأ أيضاً: بالصورة.. «مارسيل غانم» يعتذر ويوّضح

هكذا تلمع الأفكار في رؤوس مثل رأسه. هو “جنون الترافيك” و”رفع نسب المشاهدة”. وهو لا يحقّ له أبدا وصف اللبنانيين بالغنم. هؤلاء الذين اعتادوا على “الجلد”، يحكّ لهم حيث يحبون الحكّ. يعرف أنّ كثيرين منهم يحبّون جلد الذات، بدل جلد السياسيين، فراح يجلدهم. لم يشتم سياسياً، ولم يفضح سارقا، بل قرّر أن يشتم اللبنانيين بأن يقول لهم إنّهم “غنم”، فيما هو “غانم”، إنّهم قطعان، فيما هو يصادق الذئاب ويسهر في بيوتهم ويجلس على موائدهم.

إقرأ أيضاً: استنطاق العسكريين الأسرى… ومهزلة الاعلام اللبناني!

لا يا مرسيل، “كلّ واحد يحكي عن حالو”. ولا يحقّ لصديق الذئب أن يشتم الصوف. نحن اللبنانيون لسنا غنماً، بل كلّ مشكلتنا أننا ابتلينا باصدقائك السياسيين (كما تخبرنا باعتزاز وابتهاج دائما عبر منبرك) والمروجين لهم من “اصدقائهم” الاعلاميين وبعض الذين يحبّون جلد الذات، فيفرحون لمن يشتمهم. لكن لا، لست غانماً، أنت يا مارسيل ما وصفت به اللبنانيين في أقصى تقدير… غنم

السابق
مارسيل غانم: إستعراض وإنشاء و«غنميّة» إعلامية أيضاً
التالي
إحذر من اللحوم الحمراء: «سرطان» و«أمراض قلب»!