«داعش» يهدد بوقف كلي لصادرات النفط الليبي

شن مسلحو «داعش» هجوماً مباغتاً على ميناء رأس لانوف في الهلال النفطي الليبي أمس، وأحرقوا أربعة خزانات للخام كما فجروا أنبوباً رئيسياً للغاز يغذي محطات توليد الكهرباء في مدن عدة غرب البلاد، كما يغذي خط «اكستريم غرين» الذي يوصل امدادات الغاز الى ايطاليا عبر المتوسط.

اقرأ أيضاً: «داعش».. الوظيفة الخارجية!

ووصفت مصادر قطاع النفط هجوم «داعش» بأنه عملية تخريبية الهدف منها وقف صادرات الخام الليبية الى الخارج، الأمر الذي أكده لـ «الحياة» مدير المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بقوله إن الانتاج البالغ 360 الف برميل يومياً، سيتوقف نهائياً، نتيجة تدمير ما تبقى من خزانات.
وتبنى التنظيم الإرهابي الهجوم وتوعد بضرب موانئ النفط الليبية كلها. وظهر في شريط فيديو على موقع مقرب من التنظيم، ملتحٍ يطلق على نفسه لقب «أبو عبد الرحمن الليبي»، وقال: «اليوم ميناء السدرة ورأس لانوف وغداً البريقة، وبعده ميناء طبرق (شرق)، والسرير وجالو والكفرة (جنوب)».
وأفاد شهود بأن مسلحي «داعش» استخدموا صواريخ لاستهداف الخزانات التابعة لشركة «الهروج»، وشحنات ناسفة لتفجير أنبوب الغاز. واندلعت على الأثر، حرائق هائلة وانتشر دخان اسود كثيف في اجواء المنطقة.

النفط
وأعلن حرس المنشآت النفطية انه تدخل لصد المهاجمين، وأجبرهم على الانسحاب في اتجاه مدينة سرت التي يحتلونها.
وفي وقت قدرت خسائر قطاع النفط نتيجة هجمات «داعش»، بنحو ثلاثة ملايين برميل احترقت في الخزانات، أبدت مصادر مخاوفها من استهداف «داعش» مشتقات النفط في المنطقة حيث توجد آلاف الأطنان من مواد الايثيلين ورباعي الكربون والبروبلين وكلها شديدة الانفجار.
واتهم رئيس مؤسسة النفط الليبية قائد حرس منشآت النفط ابراهيم جضران بتبني «أجندة سياسية خاصة»، بمنعه شحن النفط من الخزانات، مشيراً الى ان الجضران رفض السماح لناقلة بالرسو قبل يومين، ما اضطرها الى مغادرة المياه الاقليمية الليبية.
وقال صنع الله لـ «الحياة» ان «توقف انتاج النفط نهائياً، سيرتب على البلاد مبالغ طائلة كتعويضات للشركات الاجنبية». وأضاف أن ميناء رأس لانوف المغلق منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014، سيظل مغلقاً لفترة طويلة بسبب الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم وهجمات سابقة.
وأوضح لـ «الحياة» ناصر زميط مدير «شركة الزويتينية للنفط» (اوكسيدنتال سابقاً) ان تدمير الخزانات أوقف ضخ النفط من الحقول، مشيراً الى ان شركته متوقفة عن التصدير كلياً منذ إغلاق جضران الموانئ النفطية في 2014. وأضاف زميط ان تغيير خطوط الضخ ووجهة موانئ التصدير صعب جداً ويكلف مئات الملايين من الدولارات.
على صعيد آخر، أعلن «مجلس شورى مجاهدي درنة» (شرق) صد هجوم لـ «داعش» على المدينة. وأفاد المجلس بأن مسلحيه المدعومين بشباب الأحياء، أحبطوا محاولة لمسلحي التنظيم لدخول الأحياء الغربية لدرنة ليل الأربعاء – الخميس.
وأتى الهجوم رداً على مقتل خمسة من عناصر التنظيم خلال مواجهات مع شباب المدينة الثلثاء. واستخدمت في اشتباكات ليل أول من أمس، صواريخ ومضادات للطائرات.

السابق
«ثورة الياسمين» في حاجة إلى منقذ
التالي
إيران بين التغيير الحقيقي والتذاكي