باسيل مجدداً: يمثل ايران باسم لبنان

جبران باسيل
سجال جديد على الساحة السياسية في لبنان على أثر اتخاذ وزير الخارجية موقفًا للمرة الثانية خارج السرب العربي، فنأى بلبنان عن التضامن مع المملكة العربية السعودية ضدّ الاعتداء على دبلوماسياتها في ايران، فكيف سيبرّر باسيل موقفه هذه المرّة؟ وما هو موقف جعجع من ما حصل أمس والذي يعتبر نقيضًا لمبادئ معراب؟

للمرة الثانية في غضون شهر خرج وزير خارجية لبنان جبران باسيل عن الإجماع العربي، والتزم سياسة «النأي بالنفس» في مؤتمر القاهرة، وفي المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الديبلوماسية ولرفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية.

اقرأ أيضاً: أغنية غريبة تمجّد جبران باسيل.. واللبنانيون يسخرون

ولكن كيف سيبرّر باسيل موقفه في عدم التضامن مع دولة عربية شقيقة كان لها دور إيجابي وحيوي خلال محطات كثيرة في تاريخ لبنان؟ خصوصًا أنّ حجة ذكر «حزب الله» وإدانته في البيان الختامي لمؤتمر القاهرة انتفت في المؤتمر الإسلامي، ولكن يبدو أنّ باسيل يصرّ على استخدام موقعه لتنفيذ سياسة حزب الله في الوقوف الأعمى إلى جانب ايران والتي أجلبت الويلات للبنان والمغتربين في دول الخليج تحديدًا. فكيف لباسيل أن يعرّض مصالح مئات الآلاف من المغتربين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية خاصةً ودول الخليج عامة من أجل ولاء حزب الله لإيران؟

هذا الموقف لباسيل استدعى ردّا من الرئيس سعد الحريري الذي رأى في بيان أصدره اليوم أنّ «هذا التغريب المتكرر للبنان عنسعد الحريري عروبته وعن قواعد دبلوماسيته التاريخية إنما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضد إرادة غالبية اللبنانيين وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا».

وتساءل الحريري «عن ماذا نأت الخارجية اللبنانية بنفسها هذه المرة خصوصا ان البيان لم يتضمن اي ذكر للبنان او اي تنظيم سياسي لبناني، ام اننا بصدد محاولة للنأي بالدبلوماسية بعيدا عن لبنان وعروبته نحو ايران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية؟».مروان حمادة

كذلك تساءل النائب مروان حماده في تصريح «بعد الكلام الذي سمعناه من معظم القادة العرب حول اللعبة المزدوجة لوزير خارجية لبنان الذي يبيع زملاءه العرب كلاما وزميله الايراني أفعالا، من سيضمن مصالحنا ومغتربينا وعلاقاتنا السياسية والاقتصادية؟ ومن سيحمينا في النهاية من هذا التغريد المستمر خارج السرب؟ واين رئيس مجلس الوزراء، وما هو موقفه، ولماذا هذا الصمت المريب في قضية بغاية الدقة والخطورة؟».

وفي هذا السياق تساءل مصدر متابع «كيف لباسيل أن يتخذ هكذا قرار وحبر اتفاق معراب لم يجّف بعد؟ خصوصًا أنّ جعجع شدّد خلال قراءة البنود العشرة على الوقوف إلى جانب الدول العربية طالبًا من عون التشديد على باسيل للإلتزام بها».

اقرأ أيضاً: جبران باسيل رئيس وحدة «التيار العوني» في «حزب الله»

ولكن يبدو أنّ عداء باسيل للعرب لا يمكن أن يوقفه اتفاق، فعلى الرغم من أنّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أعلن أن «الهجوم على السفارة السعودية في طهران كان سيئا بالفعل وأضر بإيران والإسلام»، وعلى الرغم من مطالبة الرئيس الإيراني حسن روحاني إجراء محاكمة سريعة وفعالة للأشخاص الـ50 المتهمين بالضلوع في الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، معتبرًا أنّ الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية هو «إهانة للسلطة»، وعلى الرغم من الإعتذار الايراني بسبب التعدي على الدبلوماسيتين السعوديتين.. إلاّ أنّ باسيل يصّر على النأي بالنفس والتضامن مع السعودية ضد هذا الاعتداء، مع أن ايران أدانت نفسها أكثر من مرّة!

 

السابق
بالصورة.. «مارسيل غانم» يعتذر ويوّضح
التالي
غارديان: السعودية حريصة على إظهار أنها تتصدى لـ«داعش»