القنابل الروسية أصبحت مواد غذائية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية منذ يومين ان الهدف الجديد لقواتها في سوريا هو تقديم المساعدات الانسانية، وقال مسؤول في الوزارة ان طائرات سلاح الجو الروسي نقلت ٢٢ طناً من المساعدات الى منطقة قريبة من مدينة «دير الزور».
فماذا تريد وزارة الدفاع الروسية ان تقول؟ هل تريد ان تقول ان دورها انساني في سوريا؟
كلام جميل، ولكن اين الحقيقة في هذا الكلام؟
وعندنا بعض الامور التي نريد ان نستوضحها:
اولاً- لماذا لا تعطي وزارة الدفاع الروسية ارقام الاطفال والشيوخ والنساء اي كم هو عدد المواطنين السوريين الذين قتلوا بالغارات الروسية منذ تدخل روسيا في الحرب السورية؟
ثانياً – كم طناً من الصواريخ والمتفجرات والبراميل التي ألقتها الطائرات الحربية (سوخوي) و«الميغ» على المدن السورية بحجة محاربة «داعش»؟
ثالثاً- لماذا استهداف الجيش الحر بدل «داعش» في الغارات الروسية على سوريا؟
رابعاً- لماذا استهداف قوى المعارضة السورية المسلحة وليس داعش؟
ومن ناحية ثانية:
قال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في تصريح له ان ما حققته روسيا في بضعة اشهر يفوق بعشرة اضعاف ما حققته الولايات المتحدة الاميركية والتحالف الدولي خلال اكثر من عام!
ووجه المعلم شكره الى «موسكو» على قيامها بعمليات قتالية في الاجواء السورية… هذا ما قال الوزير المخضرم في النظام السوري…
لم اصدق عندما قرأت تصريحه وقلت لنفسي: كيف يمكن لأي مواطن سوري شريف ان يشكر دولة ثانية على القيام بأعمال عسكرية ادت الى سقوط آلاف القتلى من الشعب السوري نساءً واطفالاً وشيوخاً ورجالاً؟ والسؤال: هل هؤلاء المواطنون السوريون الشرفاء هم فعلاً سوريون ام ان الوزير المعلم يعتبر ان كل مواطن سوري ليس مع النظام يفقد هويته السورية ويصبح اجنبياً؟
بئس الشرف وبئس الحس الوطني وبئس الكرسي الذي يجلس عليه المواطن السوري غير الشريف، حيث يصبح الكرسي هو الذي يتكلم…
ومن اجل البقاء على الكرسي يتخلى الانسان عن كرامته وعن وطنه وعن مبادئه وعن اهله وعن شعبه….
اما ما اعلنته وزارة الدفاع الروسية حول توزيع مواد غذائية للشعب السوري المحاصر، ففي الحقيقة انها لا ترسل مواد غذائية بل ترسل مواد متفجرة لقتل الشعب السوري وليس لإمداده بالغذاء، وافضل رد على هذا الكلام ما تعلنه المنظمات العالمية حول حصار »مضايا« والغوطتين الشرقية والغربية و»دوما« ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فيما يدّعي النظام انه يريد تحرير القدس هو ومعه الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني. وللعلم فإن مخيم اليرموك كان يسكنه ٢٠٠ الف لاجئ فلسطيني ولم يبقَ فيه اليوم الا ٥٠٠٠ مواطن فلسطيني اوضاعهم الصحية لا تسمح لهم بالمغادرة، والا لكانوا قد رحلوا عنه.
نعود الى الحصار الغذائي الى »جوبر« والى حمص والى حماة والى مدينة حلب ثانية اكبر مدينة في سوريا….
هذا كله وروسيا تدعي بكل »بجاحة« انها تساعد الشعب السوري وتمده بالمواد الغذائية.
ولكي يكتمل »النقل بالزعرور« كما يقول المثل الشعبي فإن وليد المعلم يتبجح ويعطي شهادة تقدير لروسيا لأنها تفوقت على اميركا بعشر مرات في قتل الشعب السوري!

المصدر (الشرق)

السابق
اليوم اكتملت قصة اختفاء موسى الصدر
التالي
إيران و «سورية الروسية»