اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد

ترشيح جعجع لعون
ما بعد اتفاق معراب التاريخي لن يكون كما قبله، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رشّح خصمه التاريخي الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مكرسا بذلك الزعامتين الأولى والثانية للمسيحيين الموارنة، قاطعا "الحكيم" بمبادرته هذه على الاقطاب والاحزاب الاسلامية استغلال الشقاق المسيحي واستثماره كما هو حاصل حاليا، وفارضا عودة المسيحيين قوّة وازنة في المستقبل ومقررة لسياسة لبنان بعد استضعافهم واستتباعهم لسنوات خلت.

على هامش الاتفاق التاريخي الذي جرى هذه الليلة بين الخصمين قطبي الموارنة الجنرال ميشال عون وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، واسفر عن ترشيح الثاني للأوّل لمنصب رئاسة الجمهورية الشاغر منذ عام ونصف، فان جملة من ملاحظات سجلها المراقبون على المستويين الطائفي والوطني لا بدّ ذكرها.

إقرأ أيضاً: هذه هي تفاصيل «يوم معراب» التاريخي…

أوّل هذه الملاحظات هو ما ورد على لسان جعجع عندما قرأ بنود “اعلان النوايا” الموقع عليها من الطرفين التيار الحر والقوات اللبنانية وهي:

الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في “الطائف”، ودعم الجيش لبسط سلطة “الدولة وحدها” على كامل الأراضي اللبنانية.

فالالتزام الأول يعني ان عون اقرّ بتعديلات اتفاق الطائف الذي كان دائما ينتقده ويعتبره مسؤولا عن تراجع الحضور المسيحي في لبنان وسبب ضعفهم بعد ادراج تلك التعديلات في الدستور، وغني عن القول ان في ذلك اشارة ايجابية الى السنّية السياسية الممثلة تيار المستقبل والذي يعتبر ان اتفاق الطائف ثابتة من ثوابت الميثاق الوطني لا يمسّ، وبالتالي فان اعلان النوايا هذا يعطي هذه الطائفة الاسلامية الأمان ويدعوها للشراكة والتعامل الايجابي، ويسترضي تيار المستقبل ممثلا بسعد الحريري، فلا يشعر ان هذا الحلف الماروني أو ترئيس عون سيكون موجها ضده أو ضدّ حليفته المملكة السعودية.

إقرأ أيضاً: بعد 11 سنة ناموا «الحراس» … وجعجع مش حكيم!

أما دعم الجيش وبسط سلطة ” الدولة وحدها” على كامل الاراضي اللبنانية، وهي العبارة التي ينزعج منها حزب الله لأنها تذكره بمطلب 14 اذار الدائم الذي يدعوه لسحب سلاحه وتسليمه للدولة، فان ادراج هذا البند في اعلان النوايا له أكثر من معنى خصوصا انه لم يستثن المقاومة (حزب الله) وحقها بالتسلّح أيضا، ليس أوله انه يتطابق مع الطلب الرئيسي لقوى 14 اذار كما اسلفنا، ولكن معناه ايضا انه مطلب حيوي للرئيس القوي القادم الجنرال عون الذي لن يرضى في عهده أن تظلّ الشرعية منقوصة والدولة عاجزة عن بسط سيطرتها على كافة الاراضي اللبنانية.

إقرأ أيضاً: من هي المرأة الواقفة قرب ميشال عون… ولماذا اختارت «العقرب»؟

رشّح سمير جعجع ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ولكنه استطاع بالمقابل انتزاع هذين المطلبين الآذاريين من الجنرال، التسليم باتفاق الطائف، وسيادة الشرعية وجيشها دون غيرها، أما الجائزة الكبرى لهذا الاتفاق، فهي عودة المسيحيين القوية من الباب الواسع الى الساحة اللبنانية، غير مستتبعين ولا مستضعفين من قبل باقي الطوائف والاحزاب الاسلامية في لبنان، بل سوف يصبح المسيحيون بقيادة الموارنة وفي ظل الانقسام السياسي الاسلامي الذي يعيشه لبنان في ظل الانقسام الاقليمي والدولي العام، هم القوة الاولى المقرّرة والمرجّحة في أية حكومة أو ائتلاف سياسي قادم.

السابق
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الاثنين 18-1-2016
التالي
بالفيديو: جعجع رشّح عون وعلَّمَ على باسيل!