هل تستطيع 14 آذار ردّ «صفعة» إطلاق سماحة؟

ميشال سماحة
تنديدات واستنكارات بالجملة في اوساط 14 آذار صدرت عقب قرار المحكمة العسكرية بإطلاق سراح الوزير السابق ميشال سماحة. وعلى ما يبدو، فإن هذا القرار لن يمرّ مرور الكرام، كما تقول تلك الأوساط، وأن ما بعد قرار المحكمة العسكرية ليس كما قبله.

تتخذ قضية الافراج عن الوزير السابق ميشال سماحة منحىً تصاعديًا، ما يؤشر إلى معركة جديدة ستكون ساحتها القضاء العسكري بقيادة قوى 14 أذار التي جمعتها المصيبة منذ أول أمس، بعدما بدا في الآونة الأخيرة مؤشرا لفرط هذا المحور خاصة مع الشرخ والتباين الحاصل بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل التي عادت والتأمت بعدما خلطت الأوراق من جديد.

إقرأ أيضاً: إطلاق ميشال سماحة: قادة 14 آذار هم المسؤولون

فقد نفذت المنظمات الشبابية لهذه القوى و”الحزب التقدمي الاشتراكي” اعتصاماً انطلاقاً من ساحة ساسين باتجاه محيط المبنى الذي يقطنه سماحة في الأشرفية. في مشهدية تذكرنا بنبض الشارع عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري إذ شهدت تلك الفترة تحولات سياسية جذرية في الساحة اللبنانية.

فهل إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بحيازة ونقل أسلحة من أجل تنفيذ أعمال ارهابية  في البلاد يعني مرحلة سياسية جديدة مقبلة على لبنان؟ يسأل المراقبون. وما مصير التسوية والصفقة السياسية  وهل سيتراجع كل من جعجع و الحريري عن خطوتهما بترشيح عون وفرنجية للرئاسة؟  أم أن قرار الإفراج يأتي ضمن سلّة التسوية التي تنذر ببدأ مرحلة سياسية جديدة؟

إقرأ أيضاً: اللبنانيون ردّا على اخلاء سبيل سماحة: لا لمحكمة العار!

علمت “جنوبية” عن مباحثات تجري داخل كتلة المستقبل و قوى 14 أذار للخروج بموقف رسمي وجدي من من إطلاق سراح سماحة في الساعات الـ 24 أو 48 المقبلة .

كما أكدّت مصادر مواكبة أن ما حصل ليس شأنًا قضائيا. بل، هو قرار سياسي وسيتم مواجهته بالسياسة. وهذا يعني أن لبنان امام مرحلة سياسية جديدة قد يكون عنوانها عودة مسلسل الإغتيالات. مؤكدا أننا أمام مفصل جديد، كما ولم يستبعد المصدر أن يلي خطوة الإفراج خطوات تصعيدية وأنه خلال أيام ممكن أن نشهد استقالات من الحكومة.

النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت
النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت

في هذا السياق، رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن “قرار الإفراج يبعث رسالة لفريق 14 أذار لا سيما لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ررئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن حزب الله يستطيع ان يفعل ما يشاء. وبالتالي الأخير له قدرته على تنفيذ ما يريد في شأن التسوية الرئاسية”. مؤكدا أنه “ستكون هناك على الصعيد السياسي ردّات فعل على كافة المستويات”.

إقرأ أيضاً: 14 آذار تستجمع قواها للردّ على «ضربة» الافراج عن سماحة

ولكن هل ستقوم  قوى 14 أذار بتغيير مضمون خطابها وعملها أو انها ستكتفي بخطوات شكلية فقط؟  أجاب فتفت “إن 14 أذار أخطأت في البداية عندما اكتفت بتعديلات شكلية دون التوجه نحو تفعيل المضمون. ونحن اليوم أمام مفصل سياسي وتاريخي لأن هذه الرسالة من قبل أطراف محددة في البلد تعني أنهم غير معنيين باستقرار لبنان نهائيا “.

كما أشار فتفت إلى أن “المواجهة يجب أن تكون بالسياسة لأن المواجهة القضائية لن توصل إلى نتيجة خصوصا أن القرار أبعد من إطلاق سراح فقط، بل هو محاولة لإنهاة القضية”.

إقرأ أيضاً: صدمة اطلاق سراح سماحة تتفاعل…والقلق الأمني إلى الواجهة

وحول ما ستؤول إليه الأمور على الصعيد السياسي خلص فتفت إلى أن “لا يمكن، التنبؤ من الآن لكن ما يمكن قوله أننا نمرّ في مرحلة خطيرة  وسيحدث خلل كبير بالتوازنات على الساحة الوطنية”. واستبعد أن يكون انهاء ملف الإسلاميين مقابل طي قضية سماحة”.

وعليه، فهل سيحدث فعلا الانقلاب الموعود في أداء 14 آذار؟ لانه حتى الان تبقى الاستنكارات والتنديدات أسلحة 14 آذار الوحيدة لمواجهة ما جرى ويجري، فيما يثبت حزب الله يوماً بعد يوم أنه الممسك بمفاصل البلد كافة، وهو الحاكم الفعلي، فيما لا يشكل عليه خصومه أي خطر أو مصدر إزعاج.

السابق
آخر خطاب كبير لرئيس أميركي كبير
التالي
تصريح محمد رعد «أخطر» من تسريح سماحة