لأوّل مرّة عقوبات أميركية على اسرائيل!

الكنيسة الميثودية تقاطع اسرائيل
مع تزايد اعتداءات اليهود المتشددين في المستوطنات ضد المسيحيين الفلسطينيين، والدعوات إلى طردهم، والتعرض إلى رهبانهم قرر صندوق التقاعد في الكنيسة الميثودية الأمريكية، سحب استثماراته من عدة شركات إسرائيلية، بينها خمسة بنوك إسرائيلية كبيرة، احتجاجاً على «ضلوعها في خرق حقوق الإنسان» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

والكنيسة الميثودية هي طائفة مسيحية بروتستانتية ظهرت في القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة على يد جون ويزلي، وانتشرت في بريطانيا وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر التبشير.
هذه الكنيسة التي كانت موجّهة بشكل أساسي للعمال والفلاحين والعبيد، واعتمدت فيما يتعلق بمسألة الخلاص على اللاهوت الأرميني القائل بإمكانية خلاص كل إنسان، تنسب نفسها للصحوة الإنجيلية في بريطانيا في القرن الثامن وتتبع أعمال جون ويسلي، الذي كان رجل دين أنجليكانيا.

إقرأ أيضاً: العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع
كما تعترف بقانون إيمان الرسل وتترك لأفرادها حرية الإيمان بكلّ أو ببعض ما ورد فيه، وتركز بصورة كبيرة على المشاعر الروحية أو الخبرة الصوفية ، وتطالب بالالتزام بالبساطة في العبادة،وعلى الحرص على مساعدة المحرومين.
أما اتباعها فيشكلون ما يقارب سبعين مليوناً في جميع أنحاء العالم، العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أن تونغا الدولة الوحيدة في العالم فيها الميثودية هي الديانة السائدة.
هذا ويمثل الكنيسة الميثودية اليوم عدد من الطوائف والمنظمات الدولية، إضافة إلى كون الكنائس الميثودية والتي يقدر عددها بالأربعين تجتمع بما يعرف بالرابطة الميثودية العالمية .

إقرأ أيضاً: حماية المسيحيين في الشرق الأوسط

هذه الكنيسة والتي يسيطر صندوق التقاعد التابع لها على أملاك تقدر بأكثر من 20 مليار دولار قررت وفي ظل تمويل مصارف اسرائيلية لبناء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية والتي يعتبرها معظم دول العلم محتلة، إضافة إلى دعوة رئيس حركة «لهفاه» اليهودية العنصرية بنتسي غوفشتاين منع الاحتفالات بعيد الميلاد، ووصف المسيحيين بأنهم «مصاصو دماء»، ومع ما يرافق ذلك من اعتداءات يتعرض لها الرهبان في القدس المحتلة و دعوات لطرد المسيحيين و كتابة الشعارات العنصرية على جدران كنائسهم، سحب تمويلها من تلك المصارف .

إقرأ أيضاً: ايران مجدداً على قائمة العقوبات

وفي التفاصيل وضعت الكنيسة الميثودية بنوك العمال وليئومي وهبينلئومي هريشون وديسكونت ومزراحي طفاحوت، ضمن القائمة السوداء للشركات التي يمنع الاستثمار فيها، على خلفية ضلوعها في تمويل البناء في المستوطنات، كما وشمل قرارها أيضاً شركة المعدات الأمنية «البيت معراخوت» على ضوء استخدام منتجاتها في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين و«الإسكان والبناء»، على خلفية عملهما في الضفة الغربية المحتلة.
ويعتبر قرار صندوق التقاعد في الكنيسة الميثودية بحسب ما اطّلع عليه “الخليج أونلاين” في صحيفة “هآرتس” العبرية، استثنائياً وأحد أكبر القرارات التي تتخذها مؤسسة أمريكية في كل ما يتعلق بمقاطعة شركات إسرائيلية بسبب نشاطها في الضفة.
هذه الخطوة غير المسبوقة والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على المصارف فاجأت وزارة خارجية الاحتلال، ويُذكر أنّ هذا الصندوق الكنسي قد جهز قائمة عام 2014 دعاها “القائمة السوداء”، أدرج فيها العديد من الشركات التي تنشط في “مناطق الصراع” في عدة نقاط بالعالم بما في ذلك فلسطين المحتلة.

اسرائيل
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين في خارجية الاحتلال قولهم إنهم ما يزالون يدرسون القرار وسيحاولون إجراء اتصالات بهدوء مع رئيس الكنيسة كمحاولة لدفعه إلى إلغائه أو على الأقل التخفيف من وطأته، وذلك قبل شهر أيار القادم.
وفي هذا السياق وفي وقت سابق من شهر كانون الأول الماضي قام أكبر صندوق تأمين في الدنمارك “FPA Pension”، وتبلغ استثماراته 50 مليار دولار، بسحب استثماراته من الشركة العالمية لمواد البناء “HeidelbergCement”؛ بسبب مشاركتها غير المباشرة في استغلال الموارد الطبيعية في الضفة الغربية عن طريق شركات إسرائيلية.
وتأتي خطورة هذه القرارات لكونها وسّعت مجال المقاطعة لتطال أيضاً الشركات العالمية والأوروبية التي تتعامل بشكل غير مباشر مع شركات داعمة للمستوطنات، أو التي تستفيد من نشاط الشركات الفاعلة في المستوطنات، وهو ما يسمى بـ”المقاطعة من الدرجة الثالثة” لقطع الطريق على الشركات الإسرائيلية من إيجاد طرق التفافية لتلقي الدعم.

إقرأ أيضاً: فيديو صادم.. إسرائيليين يطعنون طفل فلسطيني!

وحسب ما أوردت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ بعض القوى اليمينية الاسرائيلية قد بدأت بالدعوة الى طرد المسيحيين من فلسطين كرد على قرار الكنيسة الميثودية.

السابق
مصطفى علوش: ميشال سماحة جزء تافه من فضائح الممانعة
التالي
حماس في حلبة الصراع الطائفي الإيراني