صدمة اطلاق سراح سماحة تتفاعل…والقلق الأمني إلى الواجهة

ميشال سماحة
سرقَ حدثُ إطلاق القضاء العسكري الوزيرَ السابق ميشال سماحة الأضواءَ من الملفات الأخرى المطروحةة. وقد أحدث هذا القرار القضائي الذي قابَله كثيرون باستغراب واستهجان وصَل الى حدّ التشكيك بعدالته، موجةً من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة، خصوصاً لدى قيادات "14 آذار" التي ذهبَت الى حدّ "نعي" المحكمة العسكريّة واعتبار قرارها "تشريعاً للجريمة والقتلِ والإرهاب".

في خطوة صادمة كادت تتحول الى فتيل مثير للفتنة  صدر قرار مباغت لمحكمة التمييز العسكرية بتخلية الوزير السابق ميشال سماحة الذي بات ليلته أمس في منزله في الاشرفية وسط حال صدمة وذهول وعدم تصديق واسعة سادت شرائح كبيرة من اللبنانيين.

ورأت “النهار” ان سماحة المتهم والمثبتة اعترافاته في ملف نقل المتفجرات بالتواطؤ مع المسؤول الاستخباري في النظام السوري علي المملوك كاد يرفع اشارة النصــــر “السيــــاسيــــة” والشخصيــة عصر أمس لدى وصوله الى منزله عقب موافقة محكمة التمييز العسكرية على تخليته بكفالة 150 مليون ليرة لان ابعاد اطلاقه وتوقيته وملابساته لم تقف عند حدود الغضب الواسع الذي اشتعل في وجه القضاء العسكري وألهب الحملة السياسية الأعنف في وجه هذا القضاء بل تجاوزت ذلك الى الاخطر أي البعد السياسي وربما الرئاسي.

اقرأ أيضًا: إطلاق ميشال سماحة: قادة 14 آذار هم المسؤولون

واعتذرت “المستقبل” من وسام الحسن، خصصواً أنه في وطن دفعت حياتك من أجل منعته وعدله وعدالته، ثمة من يرفع لواء الإرهاب والترهيب فوق قوس العدالة ولا يقيم أي وزن للحق والحقيقة في ميزان العدل. إنه الخميس الأسود في تاريخ الوطن والقضاء سطّرته أيدي ضباط محكمة التمييز العسكرية، قراراً مشيناً مداناً بدم الشهداء الأحمر، حين أطلقت المجرم الإرهابي الموصوف والمضبوط بالجرم الأسدي المشهود ميشال سماحة في صفقة مريبة أخلت سبيله بثمن بخس ووضعت المحكمة العسكرية بحد ذاتها في قفص الاتهام والمساءلة!

 

مواقف منددة

ويبدو واضحاً أن تداعيات هذا التطور المفاجئ تكتسب خطورة استثنائية ان لجهة تعميق أزمة الثقة لدى فئات لبنانية واسعة في القضاء العسكري الذي نالته عقب تخلية سماحة حملة سياسية مركزة غير مسبوقة من “14 آذار”.

اقرأ أيضًا: اللبنانيون ردّا على اخلاء سبيل سماحة: لا لمحكمة العار!

إدانة شعبية.. وتحركات مناطقية

و في البعد الشعبي المباشر فإن تخلية سماحة ألهبت سخطاً في الشارع كاد يتسبب باثارة حساسيات معروفة اذ قطعت ليلاً طرق عدة في بيروت امتداداً الى خلدة، كما تمدد قطع الطرق الى طرابلس واقليم الخروب ومناطق أخرى.

اذ  ما أن شاع قرار إخلاء سبيل المجرم سماحة في الأوساط الشعبية حتى تداعى عدد من المواطنين أمس للتعبير عن رفضهم هذا القرار المشبوه والمتواطئ مع القتلة والمجرمين، بحيث عمد عدد من الأهالي والشبان إلى قطع الطرق احتجاجاً في العاصمة وبعض المناطق تأكيداً على الإدانة الشعبية لقرار المحكمة العسكرية.

وأشارت “المستقبل” و”النهار” إلى أنه ستكون للمنظمات الشبابية في “14 آذار” وقفة احتجاجية مساء اليوم في موقع التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة اللواء الشهيد الحسن في منطقة الأشرفية للتعبير عن رفض قرار إطلاق سماحة وتجديد التمسك بمفاهيم العدالة ومعايير القانون والعدل الواجب أن تسود في الدولة من دون أي تمييز بين مواطن وآخر.

اقرأ أيضًا: بالفيديو: ميشال سماحة لكفوري: بس أطلع وإرجع بدي إرجع جيب

“حزب الله” يدافع عن مجرم الأسد

إلى ذلك، قالت “المستقبل” إنه على قاعدة “كاد المريب أن يقول خذوني”، خرج “حزب الله” أمس ببيان يؤكد كونه أول الدافعين باتجاه إطلاق سراح أحد مجرمي الأسد ميشال سماحة من قبضة العدالة، مكرّساً نفسه في مقدمة فريق الدفاع عنه وفي طليعة الداعمين لقرار المحكمة العسكرية إخلاء سبيله.

ورأت “المستقبل” أن الحزب الغارق في دماء السوريين قتلاً وتفجيراً وحرقاً وتجويعاً، وما أن اطمأن إلى وصول مجرم الأسد إلى منزله سالماً غانماً متبجحاً بعودته إلى الحياة السياسية ضمن أحضان محوره الدموي الممانع، حتى سارع أمس على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد إلى إصدار بيان هجومي ضد المعترضين على إطلاق سماحة متهماً إياهم بـ”النكد والكيدية والاستنسابية”:

–          أبدى دفاعه المستميت عن المحكمة العسكرية والإشادة بسلطتها وقرارها القاضي بإخلاء سبيل مجرم مدان.

–          أكد أنه “لم يعد هناك من مسوغ قانوني لاستمرار توقيفه”.

 

سماحة: السجن كان سياسياً

وقال سماحة الذي أفرج عنه عصراً وعاد إلى منزله مساء، إنه سيلتزم قرار المحكمة الذي منع عنه الكلام في القضية، لكنه سيزاول عمله السياسي وأعماله الأخرى كالمعتاد وإن وجوده في السجن “كان سياسياً”. وبدا عليه وفق “الحياة” التوتر والحدة حين أجاب مراسل محطة “إم. تي. في.” قائلاً: “لن أتكلم في القضية. وأقول لك أنت بالذات إنه مهما تكلمت فإن محطتك لن تتغير”.

السابق
معلومات عن تخطيط لاغتيال سياسي كبير في لبنان!
التالي
قرار المحكمة العسكرية يُضاعف الاحتقان ويدفع الشباب السنّي إلى التنظيمات المتشدّدة