سماحة القضاء في إرهاب الممانعة

لم يكن أحد من محور الممانعة يتصوّر بأن يأتي يوم يتجرأ فيه أي جهاز أمني لبناني على توقيف شخص من جماعتهم بوزن الإرهابي ميشال سماحة.

لكنّ اللواء أشرف ريفي عندما كان على رأس مؤسسة قوى الأمن الداخلي واللواء الشهيد وسام الحسن الذي كان رئيساً لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أقدما على توقيف ميشال سماحة في آب ٢٠١٢ بعد أن ضبطوه بالجرم المشهود وبالصوت والصورة وهو يسلم العبوات ال٢٤ للمخبر ميلاد كفوري ويأكل الصبير ويشرح له بإسهاب عن الشخصيات المستهدفة وعن كيفية تفجير الإفطارات غير مكترث لوجود مئات المواطنين الأبرياء المتواجدين بالقرب من الشخصيات المستهدفة.

ميشال سماحة
ميشال سماحة

فكان توقيف ميشال سماحة بالنسبة لمحور الممانعة، بمثابة الضربة على الرأس، يومها إنتفض رئيس كتلة نواب حزب الله مدافعاً عن ميشال سماحة ومستنكراً توقيفه ومانحاً إياه لقب “المقاوم” قائلاً:” لن نسكت عن توقيف ميشال سماحة وهذه الفبركات الأمنية خبرناها جيداً ولن نتركه موقوفاً”!

إقرأ أيضاً: إطلاق ميشال سماحة: قادة 14 آذار هم المسؤولون
لا أحد يشكك بخبرة النائب رعد بفبركة الملفات الإمنية وهو الذي ينتمي لحزب أمني كبير وخبير بتركيب الملفات الأمنية، لكن الردّ على النائب رعد لم يتأخر يومها، فعاجله اللواء ريفي واللواء الحسن بنسخة عن الفيديو المصوّر للإرهابي ميشال سماحة وهو يتحدث بالتفصيل عن العبوات وزنتها وأهدافها ومرسلها والعارفين فيها، فصمت النائب رعد ومحوره صمت القبور، وبعد فترة وجيزة، وبعد ثلاثة أشهر فقط من توقيف ميشال سماحة، وفي تشرين الأول ٢٠١٢، أقدم محور الممانعة على إغتيال اللواء وسام الحسن بعبوة ناسفة في الأشرفية، وهكذا تمّ الإقتصاص من الجهاز الأمني الوحيد الذي تجرأ على توقيف شخص محسوب على النظام السوري ومحور الممانعة.
وبعد إغتيال اللواء الحسن، باللبنانيون ردّا على اخلاء سبيل سماحة: لا لمحكمة العار! وكان لهم ما أرادوا بعد أن تدخلوا بشكل واضح وفاضح بعمل المحكمة العسكرية التي حكمت على الإرهابي ميشال سماحة بأربع سنوات، مستفيداً من تخفيض السنة السجنية لتسعة أشهر كما حصل مع العميل فايز كرم الذي أدين بالتعامل مع إسرائيل وحكمت عليه المحكمة العسكرية نفسها بسنتين سجنيتين مخفضتين، يومها سكت حزب الله ومحور الممانعة عن توقيف القيادي في التيار العوني المتهم المدان بجرم العمالة للعدو الإسرائيلي، وسكتوا عن خروجه بعد تنفيذ حكمه المخفف جداً.

إقرأ أيضاً: إخلاء سبيل ميشال سماحة.. «إنتصار الإرهاب» في لبنان
غريب أمر محور الممانعة، يدّعي العداء لإسرائيل ويسكت عن العقوبة المخففة التي صدرت عن المحكمة العسكرية بحق العميل فايز كرم، ويدّعي التصدي لحماية لبنان من الفتنة المذهبية ومن الإرهاب، وفي نفس الوقت يغطي الإرهابي ميشال سماحة الذي كان بصدد تنفيذ مخطط جهنمي إرهابي هدفه إشعال فتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر!
إطلاق سراح الإرهابي ميشال سماحة بهذه البساطة وهو صاحب ملف يتضمن أدلة دامغة بالصوت والصورة تثبت تورطه بالتحضير لتنفيذ عمل إرهابي ضخم يهدد الإستقرار والسلم الأهلي، وإثباتات لا يرقى إليها الشك وإعترافات مسجلة وموثقة، هو فضيحة كبرى تطال سمعة القضاء اللبناني وهيبته لا يمكن السكوت عنها.

إقرأ ايضاً: في لبنان : إرهابي بسمنة وإرهابي بزيت!
فكيف يمكن القبول أن يُحكم على شاب كتب رأيه على صفحته على الفيسبوك بالسجن ثلاث سنوات، ويُحكم على إرهابي بحجم ميشال سماحة متورط بمخطط إرهابي جهنمي بأربع سنوات؟ّ قليلاً من الإحترام لعقول الناس وقليلاً من الإحترام لتضحيات الشهداء.

السابق
في ريف دمشق…هكذا تمّ إعداهما
التالي
داعش تجيز للمجاهدين دخول الحانات والتزين بالصليب وهجر المساجد