أين العدالة في عدلون؟

مرفأ عدلون
شاطئ عدلون الجنوبي والذي يعتبر من أهم المرافىء الحيوية والتاريخية للبلدة، ها هو اليوم برسم التعديات على الأملاك البحرية والتي لا حسيب عليها ولا رقيب.

يوم أمس استفاق أهالي عدلون على أعمال الجرف في الشاطئ تمهيداً لبدء تنفيذ مشروع انشاء مرفأ في البلدة، فما كان من “الجنوبيين الخضر” المعنيين بالحفاظ على هذا المطل البحري الفينيقي إلا أن وجهوا كتاباً إلى مدير عام الآثار الأستاذ سركيس خوري الذي بدوره وجه كتاباً لمحافظ لبنان الجنوبي يطلب فيه وقف أي أشغال في الموقع لحين تقديم خرائط المشروع إلى وزارة الثقافة والحصول على موافقتها..

إقرأ أيضاً: بحر عدلون يصعب الوصول اليه !!
وحسب تقرير مصوّر عرضته المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء اليوم فإنّ أهالي البلدة قد رفعوا منذ العام 2014 كتاباً لوزيري الثقافة والبيئة، واللذين طالبا بدورهما من وزارة الأشغال وقف الأعمال لتحديد الأثر البيئي كما طالبوها بخرائط.
وأشار أحد المواطنين إلى أن تقاعس الوزارة في تقديم هذه الخرائط حتى اللحظة يدل على شيء مبهم يٌخطط لـ”عدلون”.

هذا المرفأ المزمع إنشاؤه لن يشكلّ اعتداءً على الأملاك العامة والبحرية فقط، بل إنّه سيقضي على أثار فينيقية تعود لزمن قديم وسيشكلّ ضرراً على الثورة السمكية حيث أنّ بلوكات الباطون سوف تغلق الممر الإلزامي للأسماك العابرة من قناة السويس في البحر إلى عدلون.
من جهة أخرى سوف ينعكس ضرراً بائناً على الحياة البحرية، لأنّه وعلى مسافة قريب من الموقع المزمع، هناك مرفأ آخر يستفيد منه صيادو الأسماك .

إقرأ أيضاً: بالفيديو: مجزرة بحق الثروة السمكية

بالعودة لأهمية عدلون الأثرية وعلى الرغم من الإهمال في التعاطي مع ما تمتلكه هذه البلدة من رواسب الحضارة الفينيقية، واستناداً إلى باحث الآثار الدكتور نيكولاس كاريون الذي زار عدلون في سنوات سابقة ووضع بحثاً حول مرافئها الفينيقية مدعّماً بالخرائط.
هذه الخرائط التي أكدت أن ثلاثة مرافئ فينيقية لا زالت آثارها موجودة كما أكد كاريون بنفسه وآخرون معه في مقارنة بين مواقع هذه المرافئ الفينيقية ومخطط المرفأ السياحي المزمع “أن المشروع سيدمر المواقع الثلاثة”.
وأشار كاريون أيضاً إلى أنّه ومع غياب الحفريات حتى الآن غير أنّه من المؤكد أن الموقع يمتاز بإمكانيات أثرية وتاريخية هائلة وأنّ المصادر التاريخية العديدة تؤكد أن عدلون لعبت دوراً منذ الألف الأول قبل الميلاد أبان الحقبة الفينيقية وحتى عصور مـتأخرة.
وأضاف إنّ تدمير هذا الموقع كارثة ثقافية إضافة إلى كونه يحرمهم من فرصة لإكتشاف تاريخ المدينة والمنطقة خاصة وأنّ الآثار التي لا زالت ظاهرة على طول الشاطئ تشير إلى نشاط تجاري وأعمال تتعلق بالمرفأ والصيد البحري.

من جهة ثانية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة استنكار تحت عنوان “#أنقذوا_عدلون”، فإعتبر الناشطون أنّ ما يجري هو جريمة بحق الإنسانية تاريخاً وحاضراً وطالبوا بإعلان شاطئ عدلون محمية طبيعية وتراثية.

السابق
برسم الشعب اللبناني: هؤلاء من أخلوا سبيل سماحة
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 15-1-2016