شاكر البرجاوي “أبو بكر”، والأبرص كما يلقبه أهالي طريق الجديدة، هو السياسي اللبناني السني ذو القلب الميت وأصغر المجرمين الذين دخلوا السجن على إثر جريمة خنقه لعجوز ثمانينية وهو في الثالثة عشرة من عمره .
مسيرة شاكر خضعت لعدة ولاءات وتنقلات للبندقية، فمن قتاله إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، إلى كونه عضواً في حزب البعث الاشتراكي العراقي، لمشاركته مقاتلاً في حرب الفنادق عام 1975 وصولاً إلى انتقاله إلى العراق ودعمه لجيش صدام حسين ضد الإيرانيين في بداية الثمانينات، كانت تتجه بوصلته حسب المتغيرات والظروف المحيطة .
البرجاوي الذي عاد بعد ذلك إلى بيروت وقاوم الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 ليصاب بحروق جراء قذيفة نابالم، أسس في العام 1983 تجمع الشباب الناصري حيث انفتح على تنظيم المرابطون وزعيمه إبراهيم قليلات .
كذلك كان لشاكر البرجاوي تواصلاً مع الفلسطينيين المنشقين عن فتح قبل أن ينضوي في صفوف حركة 6 شباط التي أخرجت الجيش اللبناني من بيروت الغربية وكانت ضد الرئيس أمين الجميل .
زيارة البرجاوي إلى تونس وعلاقته مع حركة فتح التي كان يقودها أبوعمار ضد الهيمنة السورية، أغضبت السوريين فإعتقلوه، ليظلّ في السجون السورية 7 سنوات حتى تمكنت وساطة وليد جنبلاط ومحسن دلول من إخراجه .
في مطلع العام 2000 عاد وتقارب مع النظام السوري مجدداً، غير أنّ تغيّر الظروف واغتيال الحريري الذي تزامن مع الانسحاب السوري من لبنان دفعه للإنقلاب عليهم من جهة، وللتماهي مع تيار المستقبل من جهة ثانية، فكان في الناحية المعارضة لحزب الله كما حاربه في أحداث 7 أيار 2008 رافضاً استباحة بيروت .
إقرأ أيضاً : بندقية للايجار: من هو شاكر البرجاوي؟
هذا الموقف الذي اتخذه البرجاوي لم يدم، فتقلبه في الحياة السياسية أعاده مجدداً بعد ابتعاد التمويل السعودي وابتداء الأزمة المالية ل آل الحريري، ليكون إلى جانب سوريا وحزب الله كزعيم للتيار العربي .
في هذا الولاء المستجد، نشبت معارك بينه وبين مناصري تيار المستقبل في طريق الجديدة عام 2013 ، ليخرجه في حينها الحزب من المنطقة بسرية ولينتقل إلى منطقة دوحة عرمون التي شهدت بدورها اشتباكات أخرى بينه وبين السنة .
هذا وحلّ شاكر البرجاوي يوم أمس ضيفاً مع تمّام بليق في برنامجه بلا تشفير على قناة الجديد، في سياق الحلقة وصفّ شاكر نفسه بأنّه أكثر أهمية من الشيخ سعد الحريري ودعاه لمناظرة معه، كما اعتبر أنّ مذكرات التوقيف التي صدرت بحقه معيبة، مؤكداً أنّه لا يرحم في الحرب .
إقرأ أيضاً : «بلا تشفير» أو كيف نتصالح مع الهراء
البرجاوي اعترف أيضاً أنّه يقبض الأموال وأنّ ال “الحريري” كانوا يمولونه، وأنّهم يدفعون أكثر من حزب الله، كما أشار أنّه قد عرض عليه العودة إلى تيار المستقبل ولكنّه رفض، متهماً ال “الحريري” بتسليحهم قبل أحداث 7 ايار، ومصرّحاً بوجود ارهاب في طريق الجديدة يهدد كل من ينتمي إلى جماعته .
في نطاق آخر أعلن شاكر أنّ رفيق الحريري قتيلاً وليس شهيداً، وأنّ السيد حسن هو بأهمية جمال عبد الناصر بالنسبة إليه، أما عقاب صقر فهو مشروع أميركي حسب توصيفه، كذلك أبدى اعتزازه بسوريا وبعلاقته معها .
حلقة بلا تشفير قد شهدت أيضاً مناظرة عنيفة في إحدى فقراتها بين البرجاوي والشيخ بلال دقماق، كما قد عمد من خلالها البرجاوي إلى حرق صورة النائب خالد ضاهر على الهواء مباشرةً متهماً اياه بأنّه أسباب الفتنة في لبنان .
