بعد عراكها الشهير مع نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حين أطلق جواد نصر الله عليها تسمية #دكانة_الجديد، بدا كأنّ كلّ همّ مريم البسّام، ومن ورائها وقبلها وبعدها قناة “الجديد”، بات الحصول على “رضى” حزب الله للفوز مجدداً بقلوب جماهيره الشيعية في الضاحية والجنوب والبقاع.
وإذ انتشرت أخبار عن تراجع نسبة مشاهدة “الجديد” في أوساط “الشيعة”، راحت البسام تفعل في “الجديد” كلّ ما في وسعها من أجل استعادة “الرضى”. لم تكن كافية مقابلة مالك المحطة تحسين الخياط مع “أهل بيته”، حين استرضى حزب الله وهاجم خصومه وأكّد أنّه مقاوم أبا عن جد.
إقرأ أيضاً: مريم البسام لجواد حسن نصر الله: أنت ولد تسيء لوالدكَ
“بلا طول سيرة”، قرّرت مريم البسام في “لحظة تخلٍّ” (قطرية؟) أن تصغّر من شأن جواد نصر الله، معتبرة أنّها ندّ والده السيد حسن، فقالت له في مقدمّة عنيفة في 29 آذار 2015: “ليس مسموحاً للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار”. فردّ عليها يومها بأنّها تقبض راتبين، وفضح أنّها تحصل على المال من “حزب الله” لقاء مقدماتها.
الجديد في “الجديد” أنّ مريم البسام قررت أمس أن تمثّل بجثث أطفال مضايا، مجددا طمعا بـ”رضى” حزب الله” وجمهوره، أي “أرقامه”، إن في نسب المشاهدة أو في الراتب الثاني وربما الثالث والرابع… ونحيل هنا إلى ما قاله جواد حسن نصر الله عن “الراتبين” في حسابه على تويتر.
#دکانة_الجديد هشتاغ ضد المتلوّنين تحسين بيك خياط والكاتبة المدفوعة الاجر مريم البسام
في بوست على فيسبوك كتبت مريم البسام التالي: “أكيد في جوع بمضايا وبقرى سورية كتيرة منسية.. بس الأكيد إنو في فجع لبناني لتسلق أي قضية بترجعنا ثوار. أفرغت مستودعات ثورة الأرز فتم التعمشق ع ثورة الرز، وخود ع استثمار وأقلام حرة ونخب ومفكرين وإعلان مضايا من بيروت وحملة تبرعات بمصاري رح ياخدوها ميليشيات مسلحة.. ولك حتى نايلة معوض تبرعت بالبمبونات الي بجزدانها لاهل مضايا. وما حدا وضع اصبعو عالجرح بإدانة أمراء الحرب بهالبلدة المحاصرة يلي استولوا على المواد الغذائية وخزنوها بمستوعادتن.. واليوم رح يكرروا التجربة.. ويتكرر معها الموت جوعا في مضايا. المهم انو المسلحين يتبقطوا ويتغذوا ليضلوا ع قيد الحرب. القصة هون وحيالها اجزم كوني ابنة جنوب كريم حر ان رجال حزب الله هم اكثر المحاربين إنسانية على وجه الارض، قد نشهد على بعض الحالات الفردية التي عوقبت ووبخت.. لكن هذا ليس حالة عامة”.
هكذا استكثرت مريم البسام على المتضامينن أن يتضامنوا، وبالمنطق الإسرائيلي نفسه، الذي يحمّل الضحية مسؤولية جلدها، اعتبرت أنّ ” المهم انو المسلحين يتبقطوا ويتغذوا ليضلوا ع قيد الحرب”. ومن هم هؤلاء المسلّحين؟ أبناء البلدة الذين يرفضون السماح لقوات أجنبية، هي “حزب الله”، باحتلال أرضهم وتهجير أهلها، كما فعل في القصير وكما يفعل في الزبداني.
وتضيف مريم البسّام على فيسبوك أنّ “رجال حزب الله هم أكثر المحاربين إنسانية على وجه الارض”، فقط لأنّها تريد رضاهم، وربما “الراتب” الذي تحدث عنه نجل الأمين العام لهذا الحزب. حتّى لو اعترف هذا الحزب، في بيان ركيك، بأنّه يحاصر البلدة ويجوّع أهلها و”الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها، ولداعمي المسلحين من جهات خارجية هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة”. أي أنّ الجائع يتحمّل المسؤولية، لأنّه لم يستسلم. هكذا يكون المحاربون “الأكثر غنسانية على وجه الأرض”، بمخالفة أسس الحرب وقواعدها.
إقرأ أيضا: #مضايا: صورة المقاومة يا حزب الله؟ صورة المقاومة؟
البسّام سخرت من “إعلان مضايا” ومن “ثورة الرز”، ومن تبرّع نائلة معوّض لأهل مضايا، واستنكرت “تسلّق قضية مضايا من إعلام ونخب ومفكرين”. هكذا بمنطق شعبوي تعيب على معوّض التبرّع فقط لأنّها تكرهها، ولتدغدغ جمهور حزب الله على طريقة “دراع مرسي”.
حتّى التضامن تعيبه البسّام على من تأثّروا وحزنوا على جوع الاطفال وموت العشرات جوعا ومرضاً. وتسخر ممن كتبوا أو تضامنوا. غاب عن بالها أنّ المتضامنين، بمعظمهم، ممن اعتصموا في عدد من المناطق، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا يقبضون رواتب من حزب الله لقاء السكوت عن جرائمه، ولا يطلبون رضى هذا الحزب مثلما تفعل هي.
إقرأ أيضا: مريم البسّام تعتذر من الجمهور – الوحش: هذا ما جنتهُ يداكِ
المضحك أنّه، كما هو ظاهر، ستنحدر مريم أكثر في تبرير الجرائم وتجميل “صورة المقاومة” التي أكلها الصدأ والخجل وتبلّلت بدماء الأطفال والنساء والرجال. ستنحدر طلبا لـ”الصفح والغفران” علّها تترفّع مجددا من رتبة #دكانة الجديد إلى رتبة “قناة المقاومة”.
لكن يبدو أنّ الطريق طويلة جدا.
