بعد احكام الاعدام في الكويت: هل يتكرر السيناريو السعودي – الإيراني؟

العلاقات الكويتية الايرانية
بعد خطوة السعودية بإعدام الشيخ الشيعي نمر النمر. لحقت الكويت بشقيقتها إذ أصدرت المحكمة الكويتية حكما بإعدام المتهمين الرئيسيين، في قضية خلية "العبدلي" الإرهابية المرتبطة بإيران وحزب الله. فهل ستقحم إيران نفسها أيضًا بالشأن الكويتي ويتكرر سيناريو الايراني السعودي مع الكويت؟ وهل يمكن اعتبار الحكم الكويتي استمرار لسياسة الحزم العربية بوجه التجاوزات الإيرانية؟

لا تزال تداعيات الصراع الدبلوماسي بين السعودية وإيران على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر يرخي بظلاله على الساحة الإقليمية. وجديد التوترات بين الخليجين العربي والفارسي ما أقدم عليه القضاء الكويتي بإصدار حكما بإعدام المتهمين الرئيسيين، في قضية خلية “العبدلي” الإرهابية بتهم منها التخابر لصالح ايران وحزب الله اللبناني وحيازة متفجرات.

فقد قضت المحكمة بإعدام كويتي وآخر إيراني هارب، وبمعاقبة أحد المتهمين بالسجن المؤبد. كما أصدرت أحكاما بحبس 15 متهما يحملون الجنسية الكويتية 15 عاما. وهو حكم محكمة أول درجة وقابل للاستئناف ثم التمييز.

إقرأ أيضاً : الإعدام للمتهمين الرئيسيين في خلية «حزب الله» بالكويت

وتعود القضية إلى الـ13 من آب من العام الماضي، حين أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن ضبط أعضاء في خلية إرهابية ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في منطقة العبدلي.

فهل ستقحم إيران نفسها أيضًا بالشأن الكويتي ويتكرر سيناريو الايراني السعودي مع الكويت؟ وهل يمكن اعتبار الحكم الكويتي استمرار لسياسة الحزم العربية بوجه التجاوزات الإيرانية؟ خاصة، أن الكويت حينها اكتفت بإستدعاء السفير الإيراني لديها وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران. ولم تقدم على اتخاذ إجراءات مشدّدة كما فعلت السودان والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير الايراني”.

في هذا السياق، إعتبر الكاتب والصحافي مصطفى فحص في حديثه لـ “جنوبية” أن قرار محكمة الجنايات الكويتية موقف تصعيدي بوجه ايران”. مضيفا أن “القرار الكويتي وان كان غيابيا بحق المتهم الإيراني إلّا أنه حساس أكثر من السعودية في هذا الإطار. لكن، هذا الموقف هو داعم للحليف السعودي بالتأكيد، ورسالة لكل من يريد أن يعبث بأمن المنطقة والخليج”.

إقرأ أيضاً : إعدام الشيخ النمر: رسالة سعودية بكسر التمدد الإيراني

الكاتب والصحافي مصطفى فحص
الكاتب والصحافي مصطفى فحص

كما لفت فحص إلى أن “انفعال ايران إزاء هذه المسألة أقل من انفعالها على خلفية اعدام النمر”. وأعاد ذلك لعدّة أسباب اولها أن “تبني اعدام النمر هو سياسي بالدرجة الأولى، إذ اعتبرت ايران أن اتهامه بالإرهاب غير كاف. بينما في الكويت، فهناك أدلة جنائية واضحة وملموسة”. مضيفا أن “المأزق السياسي لإيران مع السعودية وليس مع الكويت، كما ان مهاجمة إيران للسعودية هي من منطلق سياسي وليس دفاعا عن الشيخ النمر”.

وخلص فحص إلى ” ضرورة التمييز بين السعودية في الحجم والقدرة وبين الكويت”.

وكان للكاتب والصحافي راشد الفايد رأي مغاير إذ أكّد لـ “جنوبية” أن ” الشبكة الارهابية كشفت قبل التوتر الايراني السعودي وان الحكم بالإعدام ليس ردة فعل”. مشيرا إلى أن ” الكويت تحرص على أن تكون مستقلة وإن كان هذا الموقف يتماهى مع ما جرى مع السعودية لانه يرتبط بما فعلته هذه الخلية وليس لأسباب أخرى”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد
الكاتب والصحافي راشد الفايد

ورأى أن ” رغم حجم الكويت ودورها وحرصها على استقلاليتها إلا أن قراراتها منسجمة مع دول التعاون الخليجي”.
كما استبعد الفايد أن “تلجأ إيران إلى خطوات تصعيدية بسبب الحكم أو عند تنفيذه خصوصا أنها لم تتخذ هي وحزب الله موقفا في تلك الفترة عند القبض على الخلية وهذا يعني أنهما يريدان حلولا”. ولفت إلى “الحكم لم ينفذ وقابل للاستئناف.مشيراً إلى أن “إيران في المراحل الأخيرة من اشتباكها السياسي مع السعودية تعمل على التهدئة”. لافتًا إلى أنه أيضًا “إيران تقترب من موعد رفع العقوبات المالية الدولية عليها والتصعيد لا يصب في مصلحتها”.

كما أن الفايد لم يستبعد أن “تنفذ الكويت الحكم لكن ليس في المدى القريب خاصة أن مثل هذه الأحكام تدخل فيها السياسة”.

إقرأ أيضاً : تفاصيل مثيرة عن خلية «حزب الله» الإرهابية في الكويت

والجدير بالذكر، أن المحكمة اعتبرت المتهم الأول – وهو كويتي – “العقل المدبر للخلية وخائنا للوطن وحمل أسلحة فتاكة تلقاها عن طريق البحر”. كما قضت بإعدام المتهم الإيراني لضلوعه في قضية خلية العبدلي، ولتخابره مع إيران وحزب الله وحيازة ترسانة أسلحة ومفرقعات، إضافة إلى تجنيده 14 شخصا اتهمتهم المحكمة أيضا بـ “الخيانة العظمى، والغدر بالكويت”.

وشملت الأحكام بمعاقبة متهم واحد بالمؤبد، وآخرين بفترات سجن تراوحت بين خمس سنوات و15 سنة.

السابق
جواد حسن نصرالله: هؤلاء يخططون لإغتيال والدي
التالي
بالفيديو: خطف لبنانيَيْن في ليبيا لمقايضتهما بهنيبعل