عن المنار وفيلمها الهوليودي«مضايا»

من بعد ما انتقد جمهور الممانعة الصور المفبركة التي زجّت بين صور ضحايا مضايا ، ها هي اليوم قناة المنار وفي تقريرها الذي عرض مساءً تحت مانشيت "ترقبوا ملحقاً إخبارياً لشهادات من أهالي مضايا حول الواقع المعيشي داخل البلدة" ، تصوّر سيناريو مفبركاً سقط بعدة هفوات إخراجية وتمثيلية ، أظهرت للمشاهد النفاق الإعلامي الذي تعتمده وسائلنا ، وأكدت على غياب الحس الموضوعي في نقل كارثة إنسانية يعاب علينا استثمارها سياسياً .

حول تقرير ‫قناة المنار‬ الذي نشرته مساء اليوم الأحد وتضمن مقابلات مع أشخاص ذكر التقرير أنهم من داخل ‫‏مضايا‬:
بعد فلاشات “عاجل” على شاشتها أن “ترقبوا ملحقاً إخبارياً لشهادات من أهالي مضايا حول الواقع المعيشي داخل البلدة”، بثت قناة المنار في نشرتها الإخبارية المسائية تقريراً مصوراً يهدف إلى نفي تهمة الحصار التجويعي لأهل مضايا من قبل ‫ ‏حزب الله‬. وأتبعته بتعليقات لشخصيات سورية تدعّم ما ذهب إليه التقرير. لننتقل إلى التقرير:

إقرأ أيضاً : «إعلان مضايا» الشيعي: ليس بإسمنا يا حزب الله
1- يبدأ التقرير بعرض مشهد قصير لامرأة تقول جملة واحدة فقط: “مضايا 10/1/2016″، ثم ينتقل التقرير للمشاهد الأخرى والمقابلات. وكأن المخرج أراد أن يوهمنا أن كلام هذه المرأة “المجتزأ من أيّ سياق” هو توثيق تاريخي لما سيأتي بعده. وهذا استغباء لعقول المشاهد وتغييب للمهنية، فهو كمن يأخذ توقيعاً من شخص على ورقة بيضاء ثم يكتب على الورقة بعدها ما يشاء. وبالتالي لا يمكن لنا أن نعرف تاريخ تصوير المقابلات، وهذا ينسف مصداقية المقابلات من حيث المبدأ.
2- مدة التقرير (2.39) دقيقتان وتسع وثلاثون ثانية. لكن كلام معدّ التقرير فوق مشاهد عامة يكاد يكون نصف مدة التقرير. فإذا به ينسب معلومات كثيرة ذكرها إلى “مصادر للمنار”. فأين المصداقية والتوثيق؟ وماذا أضاف التقرير إذن؟
3- ذكر المعلّق في التقرير أن شاحنات من المساعدات دخلت إلى مضايا منذ شهرين. لكن الحقيقة أن المساعدات دخلت بتاريخ 18-10-2015 أي منذ حوالي ثلاثة أشهر.
4- ذكرت إحدى النسوة أن “لا حليب للأطفال وما في أكل متل العالم وعم يعطونا (الثوار) شي رمزي”. هذا يؤكد أن المدينة محاصرة وجائعة، ويشير أن من يدير شؤونها يقوم بتقنين توزيع المساعدات على الناس بهدف الصمود، لطول أمد الحصار.

https://www.youtube.com/watch?v=ycmfikXGohQ
5- تحدثت امرأة ثانية عن المسلحين وتذمرها منهم. فهل يمكن لشخص يعيش في مدينة محاصرة وتحكمها مجموعات مسلحة “إرهابية”، أن يعلن للكاميرا: “الله يخلّصنا من المسلحين”؟ وعجوز آخر يقول: “جماعة المعارضة ذبحوا ولادنا”!! أيّ حرية للتعبير يعيشها الأهالي تحت سلطة هذه المجموعات “الإرهابية المتوحشة”؟ هل يجرؤ أن يقول هذا من يعيش تحت سلطة حديدية لمجموعات مسلحة؟
6- مع تأكيدنا لإساءة البعض استخدام صور في غير مكانها للتدليل على الحصار، لكن إعلام حزب الله يقوم بالأمر نفسه، حيث يستخدم مقابلات لا ندري أين جرى تصويرها ومتى؟

مضايا
7- إضافة إلى الملاحظات السابقة، فإن المقابلات الواردة في التقرير لم تستطع أن تنفي عملياً الحقائق التالية: مدينة مضايا محاصرة من قبل النظام السوري وحزب الله، وهي محاطة بالألغام، وآخر دفعة مساعدات غذائية دخلت المدينة وجوارها كانت منذ ثلاثة أشهر.

إقرأ ايضاً : حزب الله يهجّر أهلها: مضايا كربلاء سورية!
8- لم يكن التهليل الإعلامي الذي سبق بث التقرير بمستوى الرسالة التي أوصلها.
9- مرة جديدة يفشل إعلام حزب الله في اللعبة الإعلامية في مأساة مضايا، حيث يستخدم أساليب غير مهنية وبعيدة عن المصداقية. فهل ينتبه جمهوره إلى هذا؟

السابق
لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟
التالي
#حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعاً