«حزب الله» يستغل المجاعة في مضايا وكيلو الرز على حواجزه بـ 300 دولار

تمثل ميليشيا “حزب الله” اللبناني سبباً رئيسياً في الكارثة الإنسانية التي تتعاظم يومياً مع استمرار الحصار المفروض على بلدة مضايا بريف دمشق، حيث يموت السكان هناك جوعاً، ويضطر الأطفال لأكل لحوم الكلاب والقطط، والحشائش الغير صالحة للتغذية الإنسانية.

وتفرض الميليشيا مع قوات نظام بشار الأسد حصاراً خانقاً على البلدة الصغيرة التي يعيش فيها الآن ما لا يقل عن 40 ألف نسمة، تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية، بسبب منع الغذاء عنهم وحصارهم منذ ما يقارب 7 أشهر، ولم تشفع الهدنة الأخيرة التي تم التوصل إليها بين النظام والمعارضة بتحسين أوضاع المحاصرين، إذ تخرج يومياً من البلدة صور لمدنيين قضى بعضهم جوعاً، رغم أنه من المفترض بحسب بنود الهدنة فك الحصار عنهم وإيصال المساعدات إليهم.

ويشير الناشط السوري علي إبراهيم التيناوي وهو ممثل الحراك الثوري وأحد أبرز الإعلاميين في الزبداني وريفها، إلى دور ميليشيا “حزب الله” اللبناني باستغلال مأساة المحاصرين في مضايا، لافتاً في تصريحات لموقع “14 آذار” إلى أن النظام والميليشيا اللبنانية يسعون لتحقيق مكاسب مادية من تجويع السكان، وقال: “قام كثير من السوريين المحاصرين بالذهاب بسياراتهم إلى هذه الحواجز واستبدال سياراتهم ببضع كليوغرامات من الطعام مثلاً، حتى إن سعر كيلو الرز أو كيلو البرغل تجاوز أرقاما خيالية، فأصبح يتراوح ما بين 200 إلى 300 دولار على هذه الحواجز التابعة للنظام وحزب الله. وبات المحاصرون يتندرون بهذه المسألة حين طالبوا أن تُدرج هذه الأسعار في كتاب غينيس للأرقام القياسية”.

ويخلص الناشط التيناوي الوضع المأساوي في البلدة بحديثه عن إحدى الأمهات التي وجدت نفسها أمام أربع أطفال يتضورون من الجوع، حينها فقدت صوابها وأصيبت بالجنون وباتت تركض في شوارع المدينة. كما إنه بحسب قوله “تم تسجيل موت ما يزيد عن 60 شخصاً حتى اللحظة بسبب الجوع وبمعدل بلغ شهيد إلى شهيدين يومياً”.

ويؤكد التيناوي إلى أن بلدة مضايا تخلو من وجود كتائب عسكرية تابعة لقوات المعارضة مقاتلة ومنظمة كما هي في حلب والقلمون وغيرها من المدن الثائرة ضد النظام، وأضاف: “لذلك، ارتأى بشار الأسد وحزب الله إتباع أسلوب تجويع بلدة مضايا حتى الموت عبر فرض حصار مميت عليها بُعيد صيف عام 2015، بعد أن اجتمع فيها كل هؤلاء المدنيين. والغريب أن حواجز النظام وحزب الله سمحت بدخول أيٍ كان إلى مضايا ومنعت خروجهم، كما منعت دخول الإمدادات من طعام وشراب ومؤن وأدوية وأدوات طبية. وفي هذه الإجراءات خبث مُبيَت، يرمي إلى جمع أكبر عدد ممكن من الناس وتجويعهم، ومن ثم المساومة على حياتهم وربما تحقيق ترانسفير ديمغرافي وتهجيرهم على أساس طائفي، من دون أن يضطر النظام ومن معه لإطلاق طلقة واحدة أو القيام بمذبحة دموية علنية. مع الإشارة إلى أنه تم زرع المناطق المحيطة بمضايا بحقول من الألغام الفردية منعا للهروب من هذه المدينة القابعة تحت ألم الجوع”.

وبحسب التيناوي، يتراوح عدد المحاصرين في مضايا بين 40 إلى 45 ألف شخص، نصفهم من البلدة، والآخرين نزحوا إليها من بقين، والغوطة، والمعضمية، والغالبية من المنطقة الشرقية لمدينة الزبداني، هجروا قسرياً على يد قوات النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني.

ويحذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وفق تقارير تلقاها اليوم الخميس، من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السنِّ في مضايا، نتيجة ندرة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية اللازمة لعلاج الأوبئة والأمراض الناتجة عن الحصار، وقال في بيان له إنه “يضع المجتمع الدولي، ومعهم أصدقاء الشعب السوري، أمام مسؤولياتهم إزاء ذلك”.

(السورية نت)

السابق
اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة الواقع في 8 كانون الثاني 2016
التالي
الشبكة السورية: 17318 برميلاً متفجراً ألقاها طيران النظام خلال 2015