حزب الله يهجّر أهلها: مضايا كربلاء سورية!

مضايا تعرّي حزب الله، فبعد التهجير والقتل ومناصرة الظالم ها هو يستخدم أقذر أسلوب في التاريخ لتركيع المدنيين العزل وتهجيرهم من أرضهم، كما فعل جيش يزيد في كربلاء قديما، وفعل الصهاينة في فلسطين في العصر الحديث.

قبل أيام بدأت مواقع التواصل الإجتماعي تغصّ بصور ومقاطع فيديو أظهرت هول الكارثة الإنسانية التي يعيشها أبناء مضايا المحاصرين منذ حوالى الستة أشهر من قبل الجيش السوري النظامي وحزب الله اللبناني من جهة، وحقول الألغام والقناصة من جهة أخرى.

اقرأ أيضاً: «الزبدانيون» يخوضون معركة الأمعاء الخاوية و«الجوع» في مضايا

مشاهدٌ بدّلت تلك الصورة الجميلة التي علقت بأذهان زائري البلدة الجبلية التي تقع شمال غرب دمشق والتي كانت مقصدًا للسواح العرب والأجانب، مضايا المصنفة أغنى المناطق السورية لما تملك من خيرات وجمال خلاّب قبل عام 2011، أصبحت اليوم تصرخ جوعًا ومرضًا وفقرًا لأنّها انتفضت منذ بداية الثورة السورية بوجه نظام بات يستخدم «الجوع» سلاحًا لتركيع السوريين.

لم يكتفِ النظام السوري وحزب الله باستخدام الصواريخ والطائرات وبراميل الإبادة المتفجرة من أجل تحقيق انتصار وهمي، فكلّ شيء في حربهم القذرة بات مباح، رغيف الخبز وحليب الرضّع وسيلة جديدة لتحقيق الانتصار على النساء والأطفال والكهول الذين لا يملكون إلاّ الدعاء والرجاء وسيلة لمقاومة أفظع جريمة إنسانية ترتكب بحقهم على مرأى من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي «تحظر تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب».

مضايا

ولكن كيف لحزب الله الذي يدّعي نصرة المظلوم على الظالم ويحاضر بالإنسانية ويدعو لنصرة فلسطين وتحريرها من محتليها أن يساهم بتجويع أبناء مضايا وتهجيرهم من أرضهم؟ وهل هذا هو «الواجب الجهادي» الذي يقتل من أجله شباب لبنان ليعودوا جثثًا هامدة الى تراب الوطن؟

اقرأ أيضاً: ما بين مضايا وكربلاء: مقاومة الموت جوعاً وعطشاً

في العام 2013 أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله صراحةً تدخله في الحرب السورية بحجة حماية اللبنانيين، ومن ثمّ بحجة حماية المقامات، إلى أن اعترف نصرالله أن مشاركته في الحرب السورية هي لحماية محور المقاومة والممانعة، ثم عاد ليقول ان مهمته هي قتل «التكفيريين» الذين ينفذون المخطط الصهيوني في المنطقة.

خاض «مجاهدو المقاومة» معارك عديدة في سوريا، أبرزها معركتي القصير والزبداني، في الأولى اعتلى نصرالله منبره ووعد مناصريه «بالنصر»، شنّ الحزب والنظام السوري هجومًا شرسًا على البلدة كانت نتيجته تدمير القصير وتهجير أهلها وسقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وأعلن الحزب انتصاره ليجدّد الوعد أمام جمهوره بانتصارات أخرى.

وفي الزبداني كما القصير وعود بالنصر والحسم، حملات إعلامية وتجييش الجمهور الذي استعدّ أكثر من مرة لتوزيع «البقلاوة» وإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجًا، إلاّ أنّ اليوم المنتظر لم يأت. انتهت معركة الزبداني باتفاق هدنة، وذلك بفضل ثوارها الذين صمدوا رغم كل الوسائل والأسلحة التي استخدمها الحزب بمساندة الطيران السوري ضدّهم.

مضايا

وعلى الرغم من بقاء المسلحين في أرضهم إلاّ أنّ أبناء الزبداني هجروا الى مضايا ليواجهوا مع أهلها حصار التجويع الذي يفرضه المحور الذي ينتمي إليه حزب الله، حزب الله الذي يعلن أنّه على «درب الإمام الحسين سائر»، الإمام الحسين الذي أصابه مصاب أهل مضايا من قبل ظلاّم ذاك الزمان، فكيف لمن يدعي مناصرة قضية الحق والإنسانية أن يمارسها على النساء والأطفال؟ أم أن رفع شعار مظلومية الحسين وآل بيته هي شعارات شكلية وعصبية ومذهبية، فالإنسانية لا يمكن أن تكون استنسابية وقضية الحسين هي إنسانية بحتة.

اقرأ أيضاً: #مضايا: «صورة المقاومة» يا حزب الله؟ صورة المقاومة؟

التجويع والحصار والقتل والدمار إضافةً إلى التهجير هو ما يقوم حزب الله في سوريا، وتحديدًا في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية في الداخل السوري، أهالي القصير والزبداني وحمص..باتو خارج أراضيهم وبيوتهم، والحصار التجويعي على مضايا وبقين ودوما والحجر الأسود والمعضمية.. مستمر، ففي تلك البلدات، الغذاء مقابل الأرض والاستسلام وكل ذلك من أجل استكمال مخطط التهجير الديموغرافي الذي يهدف الى استبدال السكان الأصليين بمستوطنين موالين للنظام. هو مخطط شبيه بما فعله العدو الإسرائيلي عندما هجّر أبناء فلسطين ليحوّلهم الى لاجئين في دول الجوار ويستولي على أراضيهم لتصبح مستوطنات لليهود القادمين من الغرب.

 

السابق
400 سوري في مطار بيروت بعد تعذر مغادرتهم الى تركيا
التالي
فنانون مصريون… ولكنهم غير مصريين!‏