بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران

ايران
الأزمة المستفحلة بين السعودية وإيران طالت شظاياها لبنان مما يضع الإقتصاد اللبناني في مهب الريح. فهل يتحمل لبنان اهتزاز علاقاته الاقتصادية المتينة مع السعودية كرمى لإيران التي تشكل حلقة ضعيفة في نشاطه الإقتصادي؟

يتفاعل التوتر الإقليمي الذي تشهده المنطقة مؤخراً اثر التصعيد الحاصل بين السعودية وايران على خلفية اعدام المعارض السعودي الشيخ نمر النمر بوتيرة متصاعدة منذراً بعواقب وخيمة على المنطقة. وقد وصلت شظايا انفجار الصراع بين الخصمين اللدودين إلى لبنان، إذ من الصعب بقائه بمنأى عنه، كون الدولتين ترعيان وتدعمان القوى السياسية المتنافسة في الميدان.

اقرأ أيضاً: التصعيد السعودي_الإيراني: هل يبقى لبنان بمنأى؟!

وبعد المستنقع السوري الذي أقحم فيه لبنان منذ عام 2013 تاريخ التدخل الصريح والعلني لحزب الله في الحرب السورية، يعاني بلدنا ما يعانيه من انعكاسات وأثار سلبية على الأصعدة كافة. اليوم، يعمد الأفرقاء المتخاصمون إلى تحويل الوطن إلى ساحة صراع بين هاتين الدولتين الخليجتين الكبيرتين، من دون الأخذ بعين الإعتبار العواقب المباشرة للإنخراط في المحاور الإقليمية والدَولية على الإقتصاد اللبناني الريعي. خصوصًا، وأن المملكة السعودية تشكل داعماً كبيراً للإقتصاد اللبناني من حيث حجم الإستثمارات والتبادل التجاري ناهيك عن الهبات المالية وكان آخرها 3 مليارات دولار كدعم للجيش. إضافة إلى التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين في المملكة التي من شأنها تنشيط الدورة الإقتصادية.

بالمقابل، تظهر العلاقات الإقتصادية بين لبنان وإيران ضعيفة على الصعيد التجاري نظرا للعقوبات الدولية. ويكتفى بالتدفق المالي الإيراني الفعلي المتجه نحو شريحة لبنانية معينة ويتخذ شكل مساعدات مادية غير منظورة.

فهل يتحمل لبنان هزّ علاقاته الاقتصادية مع السعودية كرمى لإيران التي تشكل حلقة ضعيفة في النشاط الإقتصادي؟ إذ يقارب حجم التبادل التجاري بين بيروت والرياض ٨٠٠ مليون دولار. بينما وصل التبادل التجاري بين لبنان وايران قيمة واحد مليون دولار فقط في بعض السنوات!

اقرأ أيضاً: حصر إرث «سعودي – إيراني»

وبحسب مركز الدراسات الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة في لبنان بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى إيران عام 2014 نحو 3.2 مليون دولار. بينما بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية في العام نفسه نحو377.5 مليون دولار. وصنفت السعودية في المرتبة الاولى على لائحة أهم أسواق الصادرات اللبنانية عام 2014، واستأثرت بنحو 11 بالمئة من اجمالي الصادرات اللبنانية.

المستوردات اللبنانية من السعودية ومن إيران:

وبالنسبة للواردات، بلغت قيمة البضائع المستوردة عام 2014 من السعودية نحو 415.4 مليون دولار، أما حجم الواردات من إيران بلغت قيمتها نحو 50.1 مليون دولار.

السعودية و ايران

أما الميزان التجاري بين لبنان وإيران في حالة عجز متواصل لصالح إيــران منذ العام 1993 وحتى العام 2014. تراوحت قيمة هذا العجز ما بين 300 ألف دولار كحدّ أدنى كما هو الحال في العام 2005، وما بين 46.9 مليون دولار كحدّ أقصى كما في العام 2014.

فيما يظهر التبادل التجاري بين لبنان والسعودية في الفترة ما بين الأعوام 1993 – 2014 فائضاً لصالح السعودية بلغ أوجّه في العام 2004 حين بلغ 300.7 مليون دولار، أما أدناه فكان 8.9 مليون دولار عام 1993.

– الاستثمارات المتبادلة بين لبنان والسعودية:

بلغت قيمة التدفقات الاستثمارية السعودية المتراكمة في لبنان في الفترة ما بين الأعوام 1985-2009 نحو 4 مليار و819 مليون دولار نسبتها 39 بالمئة من إجمالي الاستثمارات العربية في لبنان. انحصر التوزع القطاعي لهذه الاستثمارات في ثلاثة قطاعات رئيسية هي: القطاع العقاري (56 بالمئة) والقطاع المصرفي (20 بالمئة) والقطاع السياحي (13 بالمئة).

فيما وبحسب دراسة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية فانه لا استثمارات متبادلة بين لبنان وإيران.

السائحون السعوديون في لبنان

امتنع عدد من السياح الخليجيين من السفر إلى لبنان تلبية لدعوات بعض الحكومات العربية التي فرضت حظر سفر على رعاياها.

وبعد ان سجل العام 2004 قدوم 201 ألف سائح سعودي الى لبنان، ونسبتهم 37 بالمئة من السياح العرب و16 بالمئة من اجمالي السياح، سببت الاحداث السياسية والامنية التي أعقبت اغتيال الرئيس الحريري وكذلك للعدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006 والتجاذبات السياسية في الاعوام اللاحقة، كما الاحداث الامنية في سوريا في الاعوام 2011 -2014، أثراً بارزاً على تراجع عدد الوافدين السعوديين الى لبنان.

السائحون السعوديون في لبنان
السائحون السعوديون في لبنان

السائحون الايرانيون في لبنان

بلغ عدد السائحين الايرانيين الذين قدموا الى لبنان 131,870 سائح نسبتهم 8.0 بالمئة من اجمالي عدد السائحين عام2011 ، فاحتلوا بذلك في المرتبة الاولى.

في العام 2012 تراجع عدد السائحين الايرانيين الى 28,134 سائح نسبتهم 2.1 بالمئة من اجمالي عدد السياح، وفي العامين 2013 و2014 لم يلحظ تصاعد لهذا العدد.

السائحون الايرانيون في لبنان
السائحون الايرانيون في لبنان

– تحويلات اللبنانيين المالية من دول مجلس التعاون الخليجي

قدرت قيمة التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين باكثر من 8 مليارات دولار عام 2014، 50 بالمئة من هذه التحويلات كانت من السعودية اي نحو 4 مليارات دولار، و2.5 مليار من باقي دول الخليج العربي، و1.5 مليار دولار من باقي دول العالم. أما التحويلات المالية من ايران الى لبنان تتخذ شكل تحويلات غير منظورة وذات اهداف سياسية بحتة.

اقرأ أيضاً: هل رجال الدين أمميّون؟

وبناء على ما تقدم من أرقام واحصاءات، فانه يجب الحذر جيدا والتطلع لمصلحة لبنان الاقتصادية قبل التورط في مغامرات جديدة لا نعلم تكلفتها على الدولة والشعب وعلى اقتصادنا واستقرارنا.

السابق
الجيش الاسرائيلي سحب «الهامر» المدمرة من مزارع شبعا
التالي
جنبلاط: بئس المصالح التي تتقاطع فوق أشلاء وجثث السوريين