وضاعت فرصة التغيير

الحراك المدني
صدر في بيروت العدد 157 من مجلة شؤون جنوبية الفصلية حاوياً ملفاً أساسياً بعنوان: "الحراك المدني في لبنان إلى أين (شتاء 2016). وقد سقط سهواً أسماء بعض المشاركين. منهم إسم نعمت بدر الدين. وكانت مقالتها: يا أهل الحراك صارحونا. ومحمد أبو زيد: "ضاعت فرصة التغيير".

إن الحراك المدني الذي بدأ بعد أزمة النفايات المستمرة، قد انتهى بمفهوم 29 آب، ذلك اليوم المشرّف في وطننا لبنان والذي شارك فيه أعداد كبيرة من اللبنانيين الذين شعروا للحظة أن الخلاص الوحيد هو الإبتعاد عن التبعية العمياء واللحاق بدرب أحرار الوطن، لكن مرة جديدة يفشل الحراك المدني والقيمون عليه أو المبادرون بإطلاق شرارته الاولى (مشكورين) بالحفاظ على مكاسب 29 اب، مرة جديدة سننتظر فرصة مستقبلية أخرى، كما انتظرناها بعد حراك اسقاط النظام الطائفي عام 2011، لربما ننجح يوماً ما…

اقرأ أيضاً: يا أهل الحراك صارحونا

أتساءل… لما تم كبح جماح الناس بعد فك عقدة تلبية النداء بالوقوف ضد الطغمة الحاكمة والسلطة الفاشلة في لبنان من قبل مطلقي الحراك؟

الحراك المدني

كنا نسعى جاهدين يوما بعد يوما لإقناع الناس فيها بالتخلي عن الطائفية والاحزاب والنزول الى الشارع، قلة كانوا يستجيبون لهكذا دعوات، ويوم وجدنا الحل وفككنا عقدة الناس وبدأ الناس يتوافدون الى الساحات، علّقنا الاعتصامات واتجهنا الى أساليب أخرى ربما تكون ناجحة لكنها شبيهة بالخصخصة وتجاهلنا الناس!؟!، متناسين أنّ الأحزاب بتاريخها وقدراتها المادية واللوجستية لا يمكن أن تتجاهل مناصريها وآراءهم وتعمل دائماً على تحفيز القواعد الشعبية لاستمالتهما.

تلك الليلة!

حبذا لو يقول لي أحدهم… ما كان يجري في عقول البعض من المنظمين يوم الأحد الذي تلى أول مظاهرة وأول أحداث شغب حصلت في رياض الصلح؟ مازلت اذكر يومها توافد االمواطنين من كل مكان في لبنان، وأسبابهم عديدة مقنعة وصادقة، والكل يشكي همه من هذا النظام. كيف تجرأ مطلقو الشرارة الأولى الى التراجع والتأجيل؟ ماذا كان يجري في عقول البعض من المنظمين في ربط فكرة الاعتصام المفتوح فقط مع إطلاق المعتقلين من الناشطين؟ إن المعركة الأساسية لم تكن يوماً متعلقة بالاعتقال، لأن الاعتقال هو الثمن الطبيعي لناشطين آثروا العمل في سبيل الوطن دون مقابل، كل مرة كان الاعتصام المفتوح رهن إطلاق جميع المعتقلين، وأظنها هي النقطة الفارقة في عمر هذا الحراك، بالإضافة الى المحاولات المستميتة من قبل الأحزاب وزعمائها بإطفاء شمعة الحراك وكان سيد النفخ هذه المرة هو نفسه عام 2011، استاذ الاساتذة، رئيس الرؤساء، الثابت الوحيد في هذا البلد.

النضوج والسلطة الآكلة

إن النضوج الفكري السياسي للحملات التي نشأت من رحم هذا الحراك لا ترتقي الى المستوى المطلوب من تحمل المسؤولية إلا من رحم ربي، حتى وصلنا الى عدد من الحملات يوازي عدد المشاركين في الحراك. ومؤتمرات وندوات ومقابلات تلفزيونية لا تعد ولا تحصى ونحن في خضم معركة ضارية في وجه نظام متعدد الألوان الحزبية الطائفية الذي يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف.

محمد أبو زيد
محمد أبو زيد

ألم يعلم هؤلاء أن كل كلمة تقال محسوبة على الحراك؟

ألم يدرك هؤلاء أنهم لم يكونوا على القدر المطلوب من تحمل المسؤولية؟

ألم يدرك هؤلاء أنهم أضاعوا علينا فرصة تغيير حقيقية بدأت بملف النفايات وكادت أن تطيح بهيبة زعماء الطوائف؟

من الواضح أنهم لم يدركوا جيدا ماذا كانوا يفعلون أو ما كان بإمكانهم تحقيقه على الساحة اللبنانية.

لا يهم… فإن الحراك المدني على طريق الدخول في غيبوبته الثانية بعد غيبوبته الاولى عام 2011 والله وحده يعلم متى وكيف سيستيقظ من جديد.

 

اقرأ أيضاً: محمد علي مقلّد: مشكلة لبنان ليست في الطائفية بل في مكان آخر…

 

السابق
إسلام علّوش لـ«جنوبية»: مستمرون بالقتال ضد الأسد
التالي
بدء مراسم جنازة فؤاد بطرس في الاشرفية