عملية الثأر للقنطار خجولة… وحزب الله «غير جاهز»

عاد الوضع الأمني في الجنوب إلى الواجهة مجدّداً، بعد العملية التي نفذها الحزب في مزارع شبعا كردّ على اغتيال سمير القنطار في 19 كانون الأوّل الماضي. وكان اللافت هو العملية المحدودة التي لم تسفر عن خسائر في الجانب الإسرائيلي كما وعد السيد نصرالله جمهوره. فهل تُعتبر عملية مزارع شبعا أمس ردا نهائيا؟ أم أنها ستكون حلقة من حلقات الردّ، كما أعلن حزب الله بعد انتهاء العملية صراحة في بيانه أمس؟

بعملية مباغتة ولكنّها فاجأت جميع المراقبين بفعاليتها المحدودة نفذ حزب الله أمس، ما وعد به أمينه العام السيد حسن نصرالله بالثأر لاغتيال سمير القنطار. ومع إعلان العدو الاسرائيلي عن عدم وقوع خسائر في صفوف قواته، أعلن حزب الله عقب انتهاء العملية واكتشافه أنها لم تسفر عن خسائر، أنها “حلقة من حلقات الردّ”. لذا، فإن ماجرى يبدو أنه سيكون له تبعات وان عملية الثأر لإغتيال القنطار لم تستكمل بعد كما حاول أن يوحي الحزب بذلك.

اقرأ أيضاً: هذه هي وصية سمير القنطار

وفي التفاصيل، تمثّل الردّ الموعود بتفجير عبوة ناسفة “كبيرة” كما قال بيان الحزب، استهدفت آلية “هامر” إسرائيلية مصفحة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، موضحاً الحزب أنّ العملية نفذتها “مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار” وأدى انفجار العبوة على طريق زبدين قفوة لدى مرور الدورية الإسرائيلية مؤوللة المؤلفة من آليتين إلى “تدمير الهامر وإصابة مَن بداخلها”.

في المقابل، سارعت قوات الاحتلال إلى الرد فبادرت إلى قصف عدد من البلدات والمناطق في الجنوب حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف بلدات الوزاني، المجيدية، العباسية، بسطرة، حلتا والماري، ما دفع عدد من الأهالي والعائلات إلى إخلاء منازلهم عند محور كفرشوبا والنزوح منها خشية تدهور الأوضاع على الجبهة الجنوبية، في حين أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ “الجيش الإسرائيلي استعمل القنابل العنقودية في قصفه محور المجيدية – العباسية الماري” وسط تحليق حربي واستطلاعي كثيف في أجواء المنطقة.

لقمان سليم
لقمان سليم

في هذا السياق، رأى مدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق والمحلل السياسي لقمان سليم أن “حزب الله منذ زمن اخترع ما يسمّى بالرد مجاملة وجاء الردّ كما كان متوقعا”. وكان قد صرّح سليم لـ “جنوبية” عقب إغتيال القنطار أن ردّ حزب الله سيكون أجوفا ومحدودا وفي المنطقة “اللقيطة” أي مزارع شبعا”.

كما أشار إلى أن “ليس مهما الشماتة بحزب الله لعدم قدرته على الردّ أكثر من ذلك. بل الأهم الوضع الميداني الجديد إذ لم يعدّ اللعب بالحدود الجنوبية متاحاً”.

وفي تقدير سليم أنه في حال وجود “حلقات أخرى للردّ ستكون على نفس القدر من الرمزية كما أن الردّ من الجولان مستبعد، ومن الجنوب الشيعي غير مستحب”.

وفيما يتعلّق بتوقيت العملية خلص سليم إلى أن “العملية كانت تمثيل حي لخطاب نصرالله وجاءت مباشرة بعده للتذكير أنه شتم السعودية وثأر للقنطار وأنه قادر عمليًا على مواجهة الصهاينة والإرهاب”.

IMG-20160104-WA0020

في المقلب الآخر، اعتبر العميد الركن المتقاعد أمين حطيط أن وظيفة الردّ محددة بثلاثة عناصر أولا انتقاما للقنطار، ولتثبيت معادلة موازنة الردع وأخيرا أن تشعر اسرائيل بأنها ليست طليقة اليدّ بملاحقة قيادات المقاومة”.

أمين حطيط
العميد أمين حطيط

كما رأى أن “الردّ بالميزان العسكري من أكثر العمليات تعقيدا في الدقّة من الناحية المناخية والعسكرية والتخطيط. إضافة إلى أن تنفيذها مسبوق بحرب نفسية”.

وإذا كان حزب الله سيكتفي بهذا الردّ قال “حتى الآن لا نستطيع الجزم أن الردّ نهائي أو سيستكمل في عمليات أخرى وهذا يحدد من قبل قيادة المقاومة وفقا لتقييم هذا الردّ وحول ما إذ استطاع تحقيق الأهداف المحددة”. لافتًا إلى أن “حزب الله غير معني بفتح جبهة مع اسرائيل ووظيفة الردّ هي “الإنتقام، الردع، الحماية”.

في الختام ، أكّد حطيط “أن الحساب لا يقفل قبل القيام بعملية تقييم الردّ”. معتبراً أن ” توقيت العملية يؤكّد أن المقاومة لا تتأثر بما يجري في المحيط بل حسب ما تخيط تنفيذ بحسب ظروفها وحسب الميدان”.

اقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(3): «سمير المحرّر» اصبح غريبا عنّا!

عملياً، يمكن تلخيص ما جرى بالامس، هو بمثابة دفعة على الحساب، تهدف إلى حفظ ماء الوجه بالنسبة إلى حزب الله، لا سيما أنها أتت مترافقة مع عقوبات دولية مفروضة عليه، ومع توتر سعودي إيراني إلى أقصى الحدود، هذا إلى جانب استمراره في الغرق بالمستنقع السوري، وعليه فكان لا بد من إيصال رسالة للجمهور أولاً، وللجميع ثانياً، بأن الحزب لا يزال على مواقفه ولم يتراجع، وهو حاضر في كل الساحات، ونتيجة العملية تؤشر إلى أن الحزب غير جاهز للدخول في معركة شاملة مع الإسرائيلي.

السابق
بدء مراسم جنازة فؤاد بطرس في الاشرفية
التالي
مرفأ صيدا لا يزال مقفلا بسبب العاصفة وأضرار في بساتين الموز والخيم البلاستيكية