السعودية وايران: تراكم توترات.. وقطع علاقات

ايران والسعودية
أعلنت السعودية أمس عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وذلك بعد سنوات من حرب باردة مفتوحة بين البلدين وان كانت لم تصل الى المجابهة المباشرة بعد. وكانت التوترات وصلت للذروة منذ يومين مع اعلان الرياض عن اعدام الشيخ الشيعي المعارض نمر باقر النمر، ونعرض هنا انفوغراف لتاريخ تصاعد التوتر السياسي بين هذين البلدين الواقعين على ضفتي الخليج العربي - الفارسي.

قبل يومين أعلنت وزارة الداخلية السعودية في اليوم الثاني من بداية العام الجديد 2016، عن إعدام الشيخ الشيعي نمر باقر النمر، إضافةً إلى 46 شخصاً آخرين متهمين بأنهم “ارهابيون ومحرضون” واشار البيان الى أن معظم من أعدموا ضالعين في سلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة في الفترة الممتدة بين 2003 و2006.

هذه النهاية المأساوية للسجين السياسي الشيخ النمر سبقها منحى تصاعدي للتوتر والمواجهة بين الجارين اللدودين السعودية وايران، وفي محطات سابقة يوم كانت شعرة معاوية ما زالت غير مقطوعة بين الرياض وطهران، كانت السعودية تعمد لاطلاق سراح الشيخ المذكور وغيره من المعتقلين الشيعة كبادرة حسن نية، لكن في عهد القطيعة والحرب الوجودية القائمة بين هذين الجارين العربي والفارسي في ساحات اليمن والبحرين وسوريا التي تستنزف آلاف القتلى، فان الدم استدعى الدم كما يبدو، وسقط الشيخ النمر شهيد هذا الصراع العرقي الطائفي المجنون على امتداد العالم العربي.

إقرأ أيضاً: إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة

هذا المنحى التصاعدي بين السعودية وايران بدأ منذ حوالى نصف قرن وقبل انتصار ثورة الامام الخميني في ايران عام 1979، ولكنه استعر اكثر بعد ذلك اثر استفحال المذهبية والعداء القومي مع قيام الجمهورية الاسلامية الشيعية في ايران.

ففي عام 1968، انسحبت بريطانيا وهددت إيران بضم البحرين بالقوة العسكرية إلى اراضيها فرد الملك فيصل بأن أي هجوم على البحرين سيرد عليه من السعودية، وفي نهاية العام قام الشاه بزيارة السعودية في محاولة لرأب الصدع مجددا مع اصراره على رفض استقلال البحرين وبقاء مقاعد البحرين في البرلمان الإيراني فارغة.

-العام 1979 سقط الشاه الذي كان يمثل العلاقات الجيدة بين البلدين، ليعلن عن حقبة جديدة في العلاقات المتوترة بين البلدين بعد السعي الإيراني الحثيث لتصدير الثورة.

عام 1981 اندلعت الحرب العراقية الايرانية اثر هجوم الجيش العراقي بأمر من الرئيس الاسبق صدام حسين واحتلاله شط العرب ثم التقدم باتجاه المدن الايرانية الجنوبية الشرقية واحتلال عدد منها، وقد ناصرت دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية العراق ضد ايران، ماديا واعلاميا، وهذا ما خلّف توترا كبيرا واتهاما ايرانيا للسعودية بدعم النظام الدكتاتوري العربي الذي اعتدى عليها واجتاح أراضيها.

1984 قامت القوات الجوية العراقية بغارات على جزيرة خرج الإيرانية التي يصدر منها نحو 1.6 مليون برميل نفط يوميًّا، كما قامت الطائرات العراقية بضرب 7 سفن بالقرب من خرج، وكرد فعل إيراني هاجمت طهران ناقلة نفط سعودية.

1986اكتشفت الجمارك السعودية مواد متفجرة مع حجاج إيرانيين، ونجحت في إفشال مخطط إيران لتفجير الأماكن المقدسة وبتفكيكها وجد أن في قاعها ما يقارب الكيلوجرام من المتفجرات، وبتفتيش حقائب حجاج آخرين وجدت كميات مماثلة في 95 حقيبة.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون منقسمون بين الشيخ النمر وزهران علوش

وتم القبض عليهم وعرضهم علي السلطات السعودية ، حيث أعترفوا بأنهم كانوا يريدون تفجير هذه المواد داخل الحرم المكي كما سجلت إعترافاتهم وأعلنت بالتلفزيون السعودي.

وفي أواخر الثمانينات وتحديدًا في 1988م، تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، حيث قام الحجاج الإيرانيون بمظاهرة سياسية عنيفة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

في 25 حزيران عام 1996 وقع تفجير في مدينة الخبر السعودية على الساحل الشرقي وأدت إلى مقتل 19 جنديا أمريكيا، وجرح 372 شخصا، وقد اتهمت الولايات المتحدة ايران بالضلوع بالتفجير غير ان السلطات السعودية نفت ذلك حينها، وكانت العلاقات بين طهران والرياض بدأت تشهد تحسنا ملحوظا.

infograph

العام 2001 شهدت العلاقات استقرارا جعلها تسمّى بالفترة الذهبية بين البلدين، قادها هاشمي رفسنجاني، توجت باتفاقية أمنية وتبادل للزيارات بين البلدين.

– العام 2006 عاد التوتر ليسود بين البلدين بعد ان وصل أحمدي نجاد إلى الحكم، وأطلق البرنامج النووي الإيراني، وبدأت مرحلة جديدة من سباق التسلح بين البلدين.

2012 دخلت سوريا كأرض جديدة للمواجهة بين البلدين حيث ازدادت المواجهة والصراع على النفوذ فيها بين السعودية وإيران بعد قيام الثورة السورية حيث دعمت إيران الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعمت السعودية فصائل المعارضة المناهضة له.

وفي هذا العام 2012 اعتقل الشيخ نمر باقر النمر بعد ان هاجم الأمير نايف بن عبدالعزيز عقب وفاته واصفا اياه بالطاغية الذي سيعذب في قبره ولن يدخل الجنة، مما استدعى إيقافه وعند محاولة اعتقاله قاوم رجال الأمن، ولكن تم القبض عليه بعد إصابته في فخذه وتم نقله للمستشفى.

إقرأ أيضاً:إعدام الشيخ النمر: رسالة سعودية بكسر التمدد الإيراني

في 15 تشرين 2014 أصدر القضاء السعودي حكماً بإعدام نمر باقر النمر، بعد محاكمته بتهمة إثارة الفتنة في البلاد

26 آذار 2015 بدأت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في شن عملية عاصفة الحزم العسكرية على الحوثيين المدعومين إيرانيًّا في اليمن، وشنت السلطات الإيرانية هجومًا شرسًا على السعودية بسبب تلك العملية.

وفي نيسان من نفس العام نشبت أزمة دبلوماسية بين السعودية وإيران على خلفية اتهام موظفين سعوديين بالتحرش بحجاج إيرانيين في المطار.

24 سبتمبر 2015 وقع حادث التدافع في مشعر منى، وشنت إيران هجومًا شرسًا على السلطات السعودية واتهمتها بالتقصير، وحمل مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الحكومة السعودية مسؤولية حادث تدافع الحجاج في منى. واتهمت السلطات الإيرانية الجانب السعودية بالمسؤولية عن اختفاء السفير الإيراني السابق لدى بيروت غضنفر ركن أبادي، بعد دخوله الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج.

وأعلن عبداللهيان، أن الخارجية الإيرانية ستسدعي المسؤول في السفارة السعودية بطهران، لإبلاغه احتجاج إيران وتقديم التوضيحات اللازمة عن أسباب الحادث.

وفي 30 10 2015 قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان ايران تأوي المسؤولين عن اعتداء الخبر، معتبرا ان إيواء إيران لهؤلاء تورطا مباشرا في حادثة التفجير، التي وقعت في مدينة الخبر على الساحل الشرقي في 25 من يونيو/ حزيران عام 1996، وأدت إلى مقتل 19 جنديا أمريكيا، وجرح 372 شخصا.

وفي 27 تشرين الاول من العام الفائت 2015 قالت عائلة عالم الدين السعودي الشيخ نمر النمر، ان المحكمة العليا صادقت على حكم الإعدام بحقه. وكانت محكمة سعودية أصدرت في 15 أكتوبر 2014، حكماً بإعدام نمر باقر النمر، بعد محاكمته بتهمة إثارة الفتنة في البلاد، ووصفت المحكمة في حيثيات حكمها النمر بأن “شره لا ينقطع إلا بقتله”.

إقرأ أيضاً:السيد نصر الله: اعدام الشيخ النمر يحمل رسالة سعودية بالدم للعالم العربي والاسلامي

وقبل يومين في 2 – 1- 2016، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر، إضافةً إلى 46 شخصاً آخرين متهمين بأنهم “ارهابيون ومحرضون” واشار البيان الى أن معظم من أعدموا ضالعين في سلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة في الفترة الممتدة بين 2003 و2006.

السابق
تعليقات ساخرة بعد فتوى مفتي مصر حول الخمر والحشيش
التالي
سقوط 9 قذائف اسرائيلية في محيط بلدة الوزاني