الرد على اغتيال القنطار آت..لكن الهتاف«الموت لآل سعود»

رغم دعوته للإبتعادعن التحريض المذهبي ربط السيد حسن نصرالله إعدام الشيخ نمر النمر باستشهاد الإمام الحسين. وتوّعد بأن الدماء ستكتب نهاية النظام السعودي،والعائلة المالكة.

لم يكتف نصرالله في خطاب اليوم باعلان الموقف الإيراني بقطع أي سبيل للحوار مع السعودية، ولم يكتف بتكرار ما قاله المسؤولون الإيرانيون عن إعدام الشيخ النمر، بل ذهب حتى أبعد من كلام الخامنئي نفسه، عندما جزم أن النظام السعوديّ إقترب من نهايته.

في الشكل ان رفع صورة الشيخ النمر الى جانب صورة الراحل الشيخ محمد خاتون (وهو قيادي في حزب الله) مع كلمات الخامنئي “الصحوة لا تُقمع”، دليل على تبنيّ قضية النمر وجعلها شعار المرحلة لحزب الله، ونوع من التعميم لأمر ما الى المحازبين والمناصرين. وكذلك تفسر إقحام التعزية بالنمر في بداية مناسبة حزبيّة لبنانية بحتة.

إقرأ أيضاً: إعدام الشيخ النمر: حلقة طبيعية من حلقات الإسلام السياسي
وقد انتقل نصرالله ليقدّم المبررات لهجومه اللاحق بقوله: “المشروع الأخطر كان أميركيا صهوينيا وصار تكفيريا وهذا يعكس التحول الإستراتيجي لحزب الله نحو الساحات الداخلية وترك ساحة المواجهة الإقليمية في هذه المرحلة مع إسرائيل.
إنتقل الى الهجوم العنيف جدا على السعودية. وقد وعد منذ البداية بالحديث بوضوح ومن دون مواربة. وهكذا فتح النار بأعنف صورة ممكنة ضد المملكة.
البداية من تسمية المملكة وتاريخها، وقد اعتبر إن تأسيسها جاء كمؤامرة إنكليزية بالتوازي مع مشروع إقامة إسرائيل. وهذا هو الهجوم الأعنف عنما يعتبر تاريخ المملكة مجرد خطة إستعمارية. علما انه سبق وتناول تاريخ المملكة في خطابات سابقة ولكنه لم يمسّ بالأسس كما فعل اليوم.
اللافت أنه في حديثه عن الذين أُعدموا تنصّل من مجموعة القاعدة وداعش وإعتبر انه لايعرف ملفاتهم، لكنه ألمح الى براءتهم لأنه شكك بالقضاء السعودي حتى في ملف القاعدة.

فقوله لا يمكن المرور عليها مرور الكرام هو استمرار لكلام خامنئي بأن السعودية ستدفع ثمن فعلتها.
وكذلك الحديث عن البحرين. حيث العلماء في السجون ولكنهم لا يُأمروا بالعنف.وهذا تلميح الى اللجوء الى العنف لاحقا.
يقول ان النمر هو رجل اصلاح، ولكن كلام نصرالله يذهب بعيدا في التهجم على السعودية، وخصوصا القول انهم زوروا اسم شبه الجزيرة العرب، ليتابع شتم حكامها وأمرائها.
الحديث عن النفط في المنطقة الشرقية عند الشيعة والزعم أن الأميركيين عرضوا على بعض علماء الشيعة في السعودية التقسيم، هو تلميح الى إمكان لجوء الشيعة الى دعوات الإنفصال، ولعل نصرالله يحضّر لخطاب من هذا النوع يُلقيه لاحقا.
توقيت الإعدام برأيه ذو دلالة سياسية، لأن السعودية تريد إحباط كل الحوارات الممكنة في سوريا والعراق واليمن وغيرها، وتسعى بالدم لتكريس سياستها ونفوذها وسطوتها. ولأن السعودية لا تأبه للعالم الإسلامي ولا للعرب ولا للأصدقاء ولا للمجتمع الدولي. ثم قوله ان السعوديين يخيّرون الناس بين أن يعيشوا في المملكة كالغنم وإما تقتلوا، وهذا في الحقيقة ينطبق على إيران.

ايران والسعودية غداة اعدام النمر: لا نرغب في التصعيد
كل الإتهامات الموجهة لإيران من قبل العالم عكسها نصرالله وألصقها بالسعودية بالقول أنها تُوغل في الفتنة، وأنها تُظهر وجهها الإستبدادي الإجرامي الإرهابي التكفيري، كما فعلت في اليمن، والهدف ليس السيطرة عليه بل الإنتقام منه بتدميره وسحقه كما فعلت بإعدام النمر.
عرض نصرالله لمواقف إيرانية وشيعية منددة بإعدام النمر، وقال أن ثمة مواقف سنيّة ايضا، وهذا غير صحيح، لأن من نطق بذلك هم من أتباع إيران غير الوازنين.

واذا كان الإعدام تمّ لأن النمر حرّض على فتنة سنية- شيعية، فبالنسبة للسيد نصرالله ان الرد على الإعدام لن يكون فتنة سنيّة شيعيّة وهذا مناف لمواقفه وسلوكه.
ولفت نظر الشيعة في كل البلاد ان لايحولوا الموضوع الى سنيّ- شيعيّ. كل شاب شيعي يجب ان يعبّر ضد آل سعود، وليس ضد السنّة. فاذا كان يريد ان يتلافى الفتنة فلماذا يحرّض على دولة عربية أخرى، وهل هذا من شأنه، الا اذا كان يعتبر شيعة السعودية مسؤوليته الخاصة، وهذا هو أساس الفتنة.

السيد نصرالله مهد الطريق لردود فعل إنتقاميّة ضد السنّة، مُعتبرا أنه غير مسؤول عنها لأن ثمة إختراقات في صفوفنا وسيعملون على خدمة آل سعود.
الرد على إعدام النمر، برأي السيد نصرالله، هو في محاربة السعودية فكرّيا في كل مكان، والقول للعالم ان منشأ ومصنع الفكر التكفيريّ القاتل ويهدد العالم هو من آل سعود ومن هذا النظام. وان كتب داعش هي نفسها كتب آل سعود. وأن كل الجماعات الإرهابية مموّلة من آل سعود وهم المسؤولون عن القتل في كل مكان.وأنهم مجموعة سارقة، وناهبة، وفاسدة، يشكلون نظاما إرهابيّا.

إعدام الشيخ النمر: رسالة سعودية بكسر التمدد الإيراني

هذه الحرب الفكرية بدأتها ايران بالفعل قبل سنوات في أوروبا، وقد تكثفّت في الأشهر الأخيرة بعد توقيع الإتفاق النووي، بالزعم ان الفكر الوهابيّ هو خلف كل الإرهاب الإسلامي الذي يضرب العالم. ولا حاجة للسيد نصرالله ان يضيف شيئا، فخطابه لم يفعل سوى النطق بما تفعله إيران بالفعل.

وعلى رغم دعوته للإبتعاد عن التحريض المذهبي فانه ربط إعدام الشيخ النمر باستشهاد الإمام الحسين عندما إعتبر أن الرد سيكون كما كان ردّ زينب في مجلس يزيد على مقتل شقيقها.
وتوّعد السيد نصرالله بأنه في اليمن وفي كل أرض عربيّة ستكتب الدماء نهاية هذا النظام، وهذه العائلة.وقال: “ملامح نهاية هذا النظام الإرهابي تلوح في الأفق. ولكن يبقى السؤال كيف سيفعل نصرالله ذلك، وحزبه وإيران من خلفه.
ختاما،أضفى السيد نصرالله على الخطاب بُعدا قوميّا إسلاميّا بالتذكير بأن الرد على إغتيال سمير القنطار آت لا محالة.لكن كان الهتاف الموت لآل سعود.

السابق
الحريري ردّ على نصرالله: الشيعة العرب ليسو رعايا ايرانيين في دولهم
التالي
سجال من طرف واحد..