الحريري:”لقد بات من المؤكد ان الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك ايران ومن معها

اتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، “حزب الله”، بأنه “يتصرف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم”، وبأنه “على خطى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة”.

ورأى أن “حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية”، لافتاً إلى أن النمر “مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لاحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا ايرانيا تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري”.

ودعا “بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي”.

وأشار إلى أن “هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها، كما لو انه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها ايران ويعاني منها الشعب الإيراني”، معتبراً أن “الكلام عن الاستبداد والقهر والارهاب والقتل والاجرام والإعدام وشراء الذمم، والكلام عن التدمير والتهجير والتشريد وتعطيل الحوار وارتكاب المجازر والتدخل في شؤون الآخرين، والكلام عن الايغال في الفتن وتعميم ثقافة السب والشتائم وإقصاء المعارضين ورفض الآخر واجتثاث الاحزاب والجمعيات ورجال الدين وتهديم بيوتهم ومقارهم فوق رؤوسهم، هي كلها صفات طبق الأصل تنطلق على ألسنة القيادات في حزب الله، وتنطبق قولا وفعلا وممارسة وسلوكا على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني ومشروع التمدد الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم”.

ولفت إلى أن “الحزب على جري عادته، يتصرف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، من نيجيريا إلى البحرين إلى الهند والباكستان وصولا إلى السعودية وسائر دول الخليج، وهو على خطى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقا غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والاساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها”.

وأضاف: “لقد بات من المؤكد، في ضوء المسلسل الإيراني الطويل الجاري تقديمه في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ومصر والسعودية وغيرها من الدول، ان الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك ايران ومن معها، والذي أصبح علامة فارقة من علامات التوتر واثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي”.

وأكد أن “الإصرار على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والتطاول على كرامات الأشقاء وقياداتهم ورموزهم، مسألة مرفوضة وغير مقبولة للمرة الألف، لأنها مسألة لا وظيفة لها سوى الاساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوما، وابقاء لبنان وشعبه فوق صفيح ساخن من التوترات المذهبية، وفتح النوافذ امام الخارج للتدخل في شؤوننا الداخلية”، مشدداً على أننا “على يقين تام بأن السعودية، تلتزم حدود المصلحة الاسلامية والعربية، وان القرارات التي تتخذها لن تتعارض مع هذه المصلحة في شيء، خلاف ما تراه الجهات الموالية للخط الإيراني التي تجد في المملكة، عقبة أمام مشاريع التمدد والنفوذ الخارجي”.

ورأى أن “السعودية ضنينة على سلامة لبنان واستقراره، وهي حتما لن تتوقف عند كثير من الترهات التي تتناولها وتسيء اليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية، مهما تعالت حملات التحريض ضدها”، منبهاً “كل الذين يحبون المملكة ويعبرون عن التقدير والاحترام لقيادتها، الى أهمية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب الى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتن”.

 

السابق
البعثة الدبلوماسية السعودية في دبي بعد اجلائها من إيران
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين الواقع في 4 كانون الثاني 2016