معاناة الحرب ترافق جرحى الزبداني وتعكس همجية النظام و«حزب الله» على المدينة

لم تتوقف معاناة جرحى مدينة الزبداني بخروجهم من ديارهم مجبرين فحسب، وإنما رافقتهم في رحلتهم إلى الأراضي اللبنانية ووصولهم إلى محافظة إدلب شمال سورية، وذلك جراء الحرب الشرسة التي شنتها قوات النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني على مدينتهم، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين والعسكريين.

عمر حاج قدور أحد المصورين الميدانيين والذي استقبل الجرحى لحظة دخولهم إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا يتحدث لـ”السورية نت” أن “حالات عديدة من جرحى مدينة الزبداني دخلت الأراضي السورية، حيث أن جراحهم كافية لتحاكي معاناة الحرب التي تعرضت لها مدينتهم في ظل حصار خانق ونقص بالكوادر الطبية والأدوية والغذاء اللازم للعلاج”.

اقرأ أيضًا: اهالي الزبداني: سوف نبقى هنا

ويضيف حاج قدور أن “العديد من الإصابات التي وصلت، تعاني من حالات تعفن في الجروح، جراء عدم وجود عناية طبية ونقص الأدوية اللازمة، إضافة لوجود الكثير من حالات البتر والتي أجبرت القائمين في المراكز الطبية التي كانت متوفرة بالمدينة (الزبداني) إلى بترها، خوفاً من تعفنها وانتشارها إلى أجزاء إضافية من جسم المصاب”.

وتابع حاج قدور أن “عدداً من حالات الشلل والتي أصابت شبان لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، سببتها شظايا استقرت في عمودهم الفقري، كانت ضمن حالات الجرحى التي وصلت، إضافة إلى حالات العجز جراء بتر أحد الأطراف وأحياناً طرفين لدى حالات عدة “.

أحمد مواطن من مدينة الزبداني يقول لـ”السورية نت”: “أصبت بكسر في ساقي اليمنى، جراء إحدى غارات النظام على المدينة، ونظراً لصعوبة الموقف والقصف المتواصل وعدم وجود مراكز طبية، اضطررت إلى ترك قدمي حيث جبر العظم على حاله دون أن يتم إعادة العظم إلى مكانه الطبيعي، مما خلف لدى أحمد حالة من العجز في حال لم يجرى له عمليات جراحية بالمستقبل القريب”.

ويضيف أحمد أن “مدينة الزبداني لا يوجد فيها أي طبيب أخصائي جراحة لإجراء العمليات الجراحية خاصة وأن عدداً كبيراً من الإصابات كانت بحاجة إلى عمل جراحي نظراً لطبيعة الإصابات التي تسببها الغارات والقذائف الصاروخية على المدينة، حيث كنا مجبورين على الاستناد لخبرات بسيطة من قبل عدد من الممرضين والأطباء الذين يملكون اختصاصات لا تخولهم إجراء عمليات جراحية أو سواها في مداواة الجرحى”.

اقرا أيضًا: الوقائع تردّ على ازدواجية حزب الله: الزبداني ووادي الحجير نموذجاً!!

أبو فتحي رجل ستيني، من أهالي الزبداني، وهو أب لشهيد ويرافق جريحاً مصاباً في شظايا برأسه وقدمه، يقول حاج قدور إن ملامح وجهه كانت تتغير بالدقيقة الواحدة بين الضحك لإيصال الجرحى وإمكانية معالجتهم والبكاء بسبب خروجه مرغماً من مدينته والتي قضى فيها سنين عمره، أحاديثه عن الظروف التي مرت بها سورية، من أيام حافظ الأسد وحتى أيام رأس النظام بشار الأسد، والتي عبر خلالها عن الظلم والقسورة والاستبداد التي ابو فتحيحكمت بها سورية. وأردف حاج قدور أن “أبو فتحي حدثني عن ولده الشهيد وعن حال الزبداني وكيف انتظروا بفارغ الصبر خروجهم من الحصار، شكر جيش الفتح وكان يشتكي من تفرقنا وعدم وحدة الفصائل، أكد على أن نكون كالجسد الواحد وأن ننصر بعضنا”.

يشار أنه وصل 118 شخصاً يوم أمس من سكان مدينة الزبداني، في، قادمين من تركيا، وذلك في إطار صفقة التبادل بين المعارضة من جهة، ونظام بشار الأسد وميليشيا “حزب الله” من جهة أخرى.

ويوم أول أمس الإثنين، بدأت عبر الأراضي اللبنانية والتركية، عملية إجلاء حوالي 500 من الجرحى وعائلاتهم، من مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا (التي تحاصرها المعارضة) في محافظة إدلب.

وقام أهالي محافظة إدلب والفصائل العسكرية للمعارضة السورية باستقبالهم، لحظة وصولهم إلى معبر باب الهوى الحدودي السوري مع تركيا، ونقلوهم بحافلات إلى المدينة، ووفروا لهم جميع احتياجاتهم بما فيها مساكن خاصة للإقامة فيها.

يشار إلى أن عملية إجلاء جرحى الزبداني ومرافقيهم، تأتي في إطار تنفيذ بنود هدنة، اتفقت عليها فصائل المعارضة السورية من جهة، ونظام الأسد من جهة أخرى، في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، وجرت المفاوضات بين ممثلين عن المعارضة السورية، ووفد إيراني يمثل نظام الأسد.

(السورية نت)

السابق
التيه السني الكبير
التالي
فضيحة النفايات: شركة للتصدير عنوانها منزل في قرية هولندية وفرعها الألماني يبيع المطابخ