الرئاسة لدى حزب الله: جزء من سلّة التسوية الإقليمية

قبل انتهاء العام 2015 قرّر حزب الله نعي التسوية الرئاسية، ليؤكد على مواقفه السابقة بعد صمت حمل الكثير من التأويلات حول موقفه من ترشيح النائب سليمان فرنجية، فعلى ماذا يراهن حزب الله في تمسكه بعون؟ وماذا عن مستقبل العلاقة بين فرنجية والحزب؟

بعد تمسك حزب الله بالصمت الملتبس حيال «مبادرة» الرئيس سعد الحريري لوصول النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، اختار الحزب الصرح البطريركي ليعلن موقفه بعد شهر على إطلاق المبادرة.

«بالالتزام الأخلاقي» برّر وفد المجلس السياسي في «حزب الله» إلى بكركي  تمسكه بترشيح عون إلى الرئاسة، وعدم المضي بالتسوية وتبني ترشيح فرنجية، وأضاف السيد ابراهيم أمين السيد للصحافيين إثر لقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي: «نحن التزمنا مع الجنرال عون في ترشيحه للرئاسة ولا نستطيع أن نتحلل أمام أي معطيات جديدة أو أمام أي مفترق سياسي جديد وأن نتخلى عن التزامنا هذا»، معلناً في الوقت عينه رفض الحزب لعب دور في إقناع عون بالتخلي عن ترشيحه ما لم يقم هو من تلقاء نفسه بذلك.
بات واضحا موقف حزب الله تجاه القضايا الداخلية، اعلانه بالأمس هو بمثابة «نعي للتسوية» أي استمرار الفراغ والتعطيل إلى أجل غير مسمى، فيبدو أنّ اللحظة الإقليمية التي  دعا خلالها الحزب بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله «لتسوية شاملة»  تبدّلت. والأكيد أنّ نصرالله والحريري لم يقدما على هذه المبادرة إلاّ بوجود ضوء أخضر إيراني وسعودي، وهذا ما أكدّه النائب سليمان فرنجية في مقابلته الأخيرة أنّه وضع نصر الله في كلّ تفاصيل التسوية منذ البداية.

اقرأ أيضًا: حزب الله من بكركي: ينعي التسوية..

فلماذا لم يبادر حزب الله لإنجاح التسوية وإقناع عون خلال الفترة الماضية؟ وما هي المتغيرات الإقليمية التي ينتظرها حزب الله لحلّ أزمة الرئاسة في لبنان؟

عضو كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت رأى أنّ «موقف حزب الله يدّل على أنّه متمسك بالفراغ وليس التمسك بشخص عون، لإبقاء موقع رئاسة الجمهورية شاغر، وعندما يقرر الحزب تحريك ملف الرئاسة سيدخل في مفاوضات جدّية»، ولفت فتفت أنّ «النائب سليمان فرنجية أكدّ للحريري منذ البداية أنّ حزب الله يريد السير بتسوية شاملة، ولكن ربما هناك ظروف إقليمية تبدّلت لمصلحة الحزب من منظاره، لذلك فضّل تأجيل التسوية».

وأخيرًا أكدّ فتفت أنّ «الحريري مستمر في اتصالاته مع كافة الأفرقاء، ومستمر في حراكه السياسي من أجل التوصل تسوية تملئ الشغور الرئاسي» واستبعد فتفت أن «يطلّ الحريري قريبًا ليعلن ترشيح فرنجية رسميًا طالما أنّ التسوية لم تنضج بعد».

اقرأ أيضًا: هكذا رشّح نصر الله فرنجية… قبل أسبوع من مبادرة الحريري

على الرغم من موقف تيار المستقبل الثابت تجاه ترشيح الخصم اللدود سليمان فرنجية، لكن مواقف الحلفاء المفاجأة كشفت الكثير من التزعزع داخل صفوف 8 آذار، خصوصًا بعد التخاذل الذي تعرّض له فرنجية من أقرب الحلفاء، فماذا عن مستقبل التحالف بين المردة من جهة وحزب الله والوطني الحرّ من جهة أخرى؟

مصدر قيادي في تيار المردة أكدّ لـ«جنوبية» أنّ «المردة تتفهم أي موقف لحزب الله، وهناك أمور كثيرة استراتيجية نتفق بها مع الحزب، وسنبقى حلفاء وثابتون على مواقفنا تجاهه وكذلك تجاه ترشيح النائب سليمان فرنجية حتى لو لم يدعمه حزب الله».

إذًا يبدو أنّ التسوية التي أطلقها الحريري قبل شهر تقريبًا من نهاية العام الحالي دخلت في موت سريري، يوم واحد يفصلنا عن نهاية العام الثاني والشغور في منصب رأس الدولة اللبنانية مستمر مع عدم بزوغ أمل قريب بالتوصل إلى تسوية شاملة طالما أنّ حزب الله ينتظر تغيير إقليمي ما ومتمسك مع حليفه العوني بمواقفهم المعطلة.

السابق
الأحواز: استفاقة العرب المتأخرة
التالي
مناصرو النائب السابق حسن يعقوب قطعوا المسلك الغربي لطريق المطار