اهالي الزبداني: سوف نبقى هنا

نفذ أمس البند الثاني من اتفاق «الزبداني ـ الفوعة وكفريا» وهو تبادل الجرحى بين هذه المناطق الزبداني برعاية الأمم المتحدة، بانتظار تنفيذ البند الإنساني وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى بلدة مضايا المحاصرة. ولكن هل إخراج الجرحى من مدينة الزبداني هوجزء من مخطط التهجير المذهبي الذي يتعرض له السوريون؟

بعد أربعة أشهر على اتفاق «الزبداني ـ الفوعة وكفريا» بين إيران وتركيا الذي تضمن في بنده الأول وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر، بعد معارك دامية، نفّذ البند الثاني أمس الذي نصّ على اجلاء حوالي 350 من المقاتلين الجرحى وعائلاتهم من مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية في ريف إدلب اللتين تحاصرهما المعارضة، في وقت متزامن مروراً بلبنان وتركيا برعاية وإشراف الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: فيديو «يدمع العين»: عن حصار مجموعة لحزب الله في الزبداني

بحسب الإتفاق، فإن قافلة كبيرة للصليب الاحمر ضمّت سيارات واوتوبيسات نقلت حوالي 190 جريحًا مع بعض عائلاتهم من الزبداني، وصلت الى المطار بمواكبة امنية من الجيش والامن العام، ومن مطار بيروت إلى تركيا.

في المقابل تمّ نقل أكثر من 300 جريح مع نساء وأطفال ما دون 18 سنة من بلدتي الفوعة وكفريا السوريتين عبر تركيا الى بيروت ومن ثمّ غادر الجرحى في اوتوبيسات الى دمشق.

الزبداني

دمّرت مدينة الزبداني وهي آخر معاقل مقاتلي المعارضة السورية على الحدود مع لبنان، بعد هجوم شنّه الجيش السوري وحزب الله في تموز الماضي على المدينة، وكان نتيجة هذه المعركة دمار وتهجير وجرحى وقتلى، فأهالي الزبداني هجّروا بسبب البراميل المتفجرة وصواريخ النظام إلى بلدة مضايا القريبة، ولم يبق سوى بضع مئات من المعارضين في المدينة والجرحى بعد اتفاق «الزبداني ـ الفوعة وكفريا».

تنفيذ البند الثاني من الإتفاق، يوجّه الأنظار إلى بلدة مضايا التي يقطنها المهجرون من مدينة الزبداني والذين وصل عددهم إلى حوالى ال 40 ألف نسمة، وتعاني وضعاً مأسوياً، بسبب انعدام المواد الغذائية والطبية في البلدة.

نبيل الحلبي
نبيل الحلبي

مدير مؤسسة «لايف الحقوقية» نبيل الحلبي أكدّ لـ«جنوبية» أنّ «الأولوية الآن هي لإدخال المساعدات إلى بلدة  مضايا»، وبحسب الحلبي «فمن المتوقع أن ينفذ هذا البند مباشرة بعد رأس السنة لأن إدخال المساعدات يحتاج ترتيبات».

وعن بند تسليم المعارضة المسلحة في الزبداني السلاح الثقيل، يشرح الحلبي «هذا البند سيسبقه خطوات عديدة، بداية تسوية أوضاع القانونية لأبناء الزبداني اللاجئين إلى لبنان، إدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية إلى مضايا، تجديد بند وقف إطلاق النار ومن ثمّ تسليم السلاح»، وأكدّ أنّ «تسليم السلاح الثقيل لا يؤثر على قدرة المسلحين العسكرية لأنّهم لا يستخدمونه في مواجهة النظام وحزب الله فالمواجهة بين الطرفين هي حرب شوارع».

ورفض الحلبي وصف تبادل الجرحى وخروجهم من الزبداني بأنّه جزء من المخطط الإيراني للتغيير الديمغرافي في سوريا، وشدّد أنّ أهالي الزبداني لن يسلموها إلى النظام وحلفائه، بل هم صامدون في أرضهم ولكن الوضع المأساوي للجرحى وعدم وجود مستشفيات ميدانية جعل من خروج الجرحى ضرورة للحفاظ على حياتهم».

اقرأ أيضاً: تركيّا وإيران والنفوذ الإقليميّ

إذاً صمود مسلحي الزبداني في مدينتهم ومقاومتهم النظام السوري وحليفه حزب الله، أحبط المخطط الإيراني الذي يهدف إلى تبديل ديمغرافية المنطقة التي تمتد من ريف دمشق، القلمون، السلسلة الشرقية مع الحدود اللبنانية، حمص وصولاً إلى الساحل السوري للوصول إلى «سوريا المفيدة» ذات الغالبية العلوية.

 

السابق
تفاصيل اعترافات شبكة عملاء الموساد في صيدا
التالي
تعرفوا على طول أبرز الفنانين العرب!