نصر الله يردّ على اغتيال القنطار: دول الخليج أخطر من إسرائيل!!

حسن نصر الله
ما هو سبب تصعيد السيد حسن نصرالله باتجاه دول الخليج؟ هل هي إشارة إيرانية؟ ولماذا انتظر أسبوعا ليكون رده موجها ضد دول الخليج العربي؟

حاز السيد حسن نصرالله على الضوء الأخضر الإيراني الذي كان ينتظره من أجل رفع سقف التهديد بالإنتقام لمقتل سمير القنطار، لذلك جاء خطابه عالي النبرة وإن كان معهودا في مناسبات كهذه.
واللافت في لغة الإنتقام هذه أن نصرالله أقحم الدول العربية وخصوصا الخليجية في عاصفة رده على إسرائيل إذ قال: “لا تنتظروا عاصفة حزم من العرب ولا إعادة أمل ولا تحالف إسلامي عربي ولا تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، فاسرائيل شريك يعترف بها العالم في الحرب على الإرهاب حتى عند بعض الأنظمة الإرهابية”.

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي
وهذا يعني أن نصرالله حسم خياره باعتبار الحرب على العرب جزءا من الحملة الدائمة على اسرائيل، وهو يساوي كل الأطراف، مشيدا في الوقت نفسه بطهران، وهذا يعكس موقفا إيرانيا بالتصعيد ضد السعودية والخليج، ونحن نعتقد أنه آت.

وسّع نصرالله من دائرة التهديد، ملمحًا الى عمليات في الخارج، أوروبا وأميركا اللاتينية وغيرها، وهذا بالأحرى رد على العقوبات المالية الأميركية وليس على اغتيال القنطار، وهو تعبير عن ضيق الحزب من هذه الإجراءات ولو زعم أنها لن تؤثر عليه. ومن هنا يفهم ما قاله في الخطاب السابق عن المصارف اللبنانية التي تتعاون مع القرار الأميركي.

سمير القنطار

التهديدات الحربية لنصرالله بضرب اسرائيل في أي مكان، والقول إن جنودها وضبّاطها مختبئين كالفئران، وأن اسرائيل أخطأت في التقدير والحساب، يعني أولاً رفع معنويات حزبه ومقاتليه، وثانيًا ممارسة حرب نفسيّة ضد اسرائيل، وثالثًا القول للقيادة الإسرائيلية “كما ضربتونا من دون أن تتوقعوا رداً كبيراً، فإننا سنضربكم ولن تكونوا قادرين على ضربنا بقوة، لأن قواعد اللعبة مضبوطة”.

– وهكذا يتناغم نصرالله مع نتنياهو لمعرفتهما أن التوازنات الدوليّة في سوريا، لا تسمح بحرب إقليمية جديدة لأن الصراع العربي الإسرائيلي انتهى، ونحن في مرحلة الصراعات الإقليمية الموضعية، إيران – إسرائيل في لبنان، إيران – السعودية في اليمن، وغيرها..

إقرأ أيضاً: لغز غارة القنيطرة 2: هل كان سمير القنطار هو المستهدف؟

خلاصة القول، يمكن التأكيد ان حزب الله سيرد على اغتيال القنطار بعملية مماثلة للإنتقام لابن عماد مغنية جهاد، ويتوقف الأمر عند هذا الحد. ولكن السؤال الأهم يبقى عما قيل صراحة وتلميحا حول اعتبار الخليج دولا معادية تماما كاسرائيل! وربما أخطر، لأن الموسم اليوم، ليس موسم القضية الفلسطينية، بل موسم محاربة الإرهاب، وبما أن الحزب وإيران من خلفه، يتهمان دول الخليج وعلى رأسها السعودية بدعم الإرهاب، وبالتالي الواجب اليوم هو محاربة هذا الخطر التكفيري، لأنه يشكّل تهديداً أكبر من التهديد الإسرائيلي المقدور عليه بمنظور الحزب.

السابق
مصر طالبت إسرائيل بعدم السماح بأي نفوذ تركي في غزة
التالي
القصيدة تهمة تستحق الاعتقال في إيران