دماء القنطار وعلوش هل تجمع التركي والايراني؟

صفقة تبادل الجرحى وأهالي المسلحين في كل من الزبداني والفوعة وكفريا حصلت بسلاسة وهدوء مشهودين فهل تكون مؤشر بداية التقارب بين تركيا وايران في سوريا؟

لم تمضِ أيام معدودة على اغتيال سمير القنطار حتى استهدفت الطائرات الروسية قائد جيش الإسلام زهران علوش ، وكما تفيد كل المعطيات فإنّ الإغتيالين إنّما جاءا بقرار وتخطيط و أوامر روسية بغض النظر عن الأسلوب المتّبع في كلا الأمرين، فالإغتيال الأوّل الذي استهدف القنطار إنّما يسيّل بالسياسة على أنه يأتي في سياق الصفعة الروسية المباشرة التي توجّه للحليف الإيراني من ضمن الإستهدافات الكثيرة التي أصابته بعد التدخل الروسي المباشر، وما يُحكى في هذا المجال عن نيران صديقة تصيب كبار جنرالات الحرس الثوري المتواجدة في سوريا، بحيث صار من الواضح التوجه الروسي في تقليم أظافر وقدرات التواجد الإيراني والدور المرسوم له في اللعب الإقليمية . وكذلك هو الحال في الرسالة الثانية الموجهة عبر اغتيال علوش ولكن هذه المرة للجانب التركي، وليس للجانب السعودي كما أشارت تقارير كثيرة وصفت علوش على أنّه رجل السعودية الأوّل، وهذا ما ينفيه متابعون عارفون بالتحوّلات الولائية التي تشهدها الساحة السورية بشكل شبه يومي.

سمير القنطار السيد حسن نصر الله

اذ لا شكّ بأنّ المرحلة الحالية التي تلي القرار الدولي 2254 الصادر منذ أيام عن مجلس الأمن والمعني برسم خارطة طريق لحل الأزمة السورية، تعتبر مرحلة تجميع الأوراق ولملمة عناصر القوة عند كل الأفرقاء المعنيين بالجلوس على الطاولة حين تحين لحظة الحقيقة وقبض الأثمان . الروسي لا يزال يصرّ على تقديم نفسه كلاعب أوّل، ويحاول جاهداً من خلال الملعب السوري استعادة إرث الدولة العظمى التي لا تسمح حتى للحليف أن يساهم برسم وظيفته أو أن يكون لهذا الحليف أيّ مدخلية في تحديد إطار المصالح الروسية، هذه العقدة الروسية باستعادة الحلم ” السوفياتي ” ومن ثم محاكات الخصم الأميركي من موقع الندّية تشكل الرافعة الأساسية للتعاطي الروسي، ويدفع ثمنها أوّل ما يدفع هم الحلفاء ومن يقف في طريقه.

إقرأ أيضًا: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(3): «سمير المحرّر» اصبح غريبا عنّا!

لا شكّ أنّ الدور الايراني هو الخاسر الأكبر من أي تضخم للدور الروسي، فالإيراني مصر هو الآخر على التعاطي مع روسيا كدولة إقليمية لا تزيدها حجماً وحضوراً ، وبالتالي فان طهران تعتبر أن حضورها الميداني على الأرض من خلال الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله، يمكن أن يشكلان لها بطاقة الحضور على الطاولة كلاعب أساسي لا يمكن الإستغناء عنه، في حين أنّ موسكو لا تتوانى عن القول انّ ما تبقى من جيش الأسد هو الذراع الذي تحتاجه في هذه المرحلة، فيأتي اغتيال القنطار كواحدة من هذه الرسائل شديدة اللهجة. أمّا الحديث عن محاولة قطع اليد التركية عن الساحة السورية فهذا لا يحتاج إلى دليل أو برهان، فبينهما ما صنع الحداد وما اغتيال زهران علوش إلا حلقة من حلقات مسلسل ابعاد انقرة.

إقرأ أيضًا: من هو زهران علوش مؤسس «جيش الاسلام»؟

هنا يحلو السؤال الذي قد يبدو مستهجناً للوهلة الأولى: هل المصيبة ” الروسية ” يمكن أن تجمع بين الإيراني والتركي على قاعدة المصلحة المشتركة ؟؟ وبالتالي فتكون صفقة تبادل الجرحى وأهالي المسلحين في كل من الزبداني والفوعة التي حصلت بسلاسة وهدوء مشهودين تشكل مؤشر بداية هذا التقارب ؟؟؟؟ ليتحوّل بعد ذلك دماء القنطار وعلوش سبباً بخلق محور جديد ؟؟؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

السابق
الراية: حان الوقت لوقف القتل في سوريا
التالي
اتفاق الزبداني الفوعا: اقلاع طائرتان من تركيا باتجاه بيروت وأخرى من بيروت باتجاه تركيا