بحثاً عن الحقيقة وردّا على كلام الواعظين

مقتل شخص واحد في معركة بثياب مرقطة عسكرية وبيده بندقية على أرض غير أرضه أمر جليل يستدعي ردّا عظيما! أما إرسال العشرات من الأبرياء يومياً إلى الموت في وطنهم فتلك مسألة رياضية بحته تخضع لفرع الإحصاء ولفلسفة الأعداد والارقام الحسابية

وكأنّ بدخولهم الحرب السورية يريدون أن يمحوا آخر ما علق في الاذهان عن المقاومة، لقد أمسى هؤلاء ذئاباً منجرفة إلى حيث دم الناس على الناس مباح، والبغي عرض من نوع دراما الخوارق تدور أحداثه بين الطوائف، تراهم وقد حرفوا القبلة الجهادية، وشرعوا الحرب في سبيل صراع لا ينتمي إلى العهد ولا يرتقي بالشرع إلى فرض العين، وخاضوها بالمؤلفة قلوبهم، إنتهكوا الحرمات حداً بات معه التمييز بينهم (أي بين المتناحرين ) بالدرجة لا بالنوع، فجميعهم ينشدون الشهادة فرحاً على قتلى يحسبونهم عند الله شهداء.

إقرأ أيضاً: بالارقام: الجنوبيون غير راضين عن بلدياتهم

يروى أنه في أحد المتاجر العالمية الكبرى، و جرياً على عادته عند نهاية كل عام، قام بإجراء تخفيضات على المبيعات، إحتشد أمام بابه عدد من اللاهثين مفترشين الأرض لإغتنام فرصة إمتلاك ما ينقصهم أو لربما ما يفيض عن حاجاتها لكون الحصول على المعروض نادر الحدوث أو لربما غير متوفرعلى المدى المنظور، فكان ان تدافعت الجموع لحظة موعد الدخول، فوقعت على إحدى أبوابه إمرأة حامل عجزت عن القيام، فتدخل أحد رجال الامن لدفع الناس عنها والحؤول دون دهسها، فنجت هي ومات المندفع دون خبرة أو تدريب نتيجة لتدخله، وللمفارقة لم تغلق المؤسسة أبوابها ولو ليوم واحد أو حتى لبضع ساعات، ذلك أنه الموعد المنتظر والفرصة من قبل الجميع لجني المكاسب والأرباح.

الكل ينحني أمام عظيم الموت ورهبته، والعاقل بطبعه يحترم حرية المعتقد، هو يدرك أن لكل إنسان الحق في إختيار طريقه أو لربما (كما هو ثابت) أن يختار نهايته، لكن وبالمقابل للعقول أيضاً ما تراكمها، فهي لا تقبل أن تجتاز بفوقية حدودها وأن تتجاوز ببساطة حقوقها أو أن تفرض عليها خيارات هي ليست بوارد إعتناقها لانها بالاصل ليست من طباعها.

تشييع سمير القنطار

مبالغ فيها حياة الثائر سمير القنطار، وقد تكون لكثرة فصولها حمالة أوجه، يخشى عليها منها ومن أن تلتصق بسيرته صفات عن كونه مخلوق خلق للغزو والقتال، وعن انه مفارق للموحدين وتاريخهم المشرف في نصرة المظلومين، ومنهم الفرسان الأشاوس بقيادة القائد العظيم وبطل الجهاد والمجاهدين سلطان باشا الأطرش أحد آباء الثورات الحقيقيين.

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي

عملية إغتيال القنطار يمكن قراءتها على انها علامة من علامات إقتراب ساعة التسوية التي لا بد لقيادة حزب الله ان تقرأها جيداً، ذلك أن وجوده في الداخل السوري بالنسبة لكثيرين ومن يتكلن منهم اللغة العربية والإنكليزية والتركية والعبرية وإلى حد ما بالروسية غير مرحب فيه، وعليه البحث مع القادة الإيرانيين عن مخرج يحول دون خروجهما خالي الوفاض ذلك انه ترسخ لدى الجميع أن إيران بمقلديها تريد أن تتسيّد على جغرافيا متنازع عليها معهم يسعى كل واحد منهم للتخلص من الآخر.
سمير قنطار عذراً منك و معذرة، فصورتك وأنت تولد حراً بعد خمس مؤبدات إسرائيلية ستبقى أحب إلى كثيرين من لحظة مفارقتك للحياة الدنيا في جرمانا السورية وأحب من أيام التهنئة الأربعة (بالعزالأبدي)، لأنها ستنتهي بالفطرة عند أغلبهم بعد ذكرى أسبوعك لترسو دون حراك مع قائمة الأسماء المحفورة على مسلّة الحزب الالهي

سيبقى نضالك العربي وأنت موحداً راسخاً في عقول الأجيال من دون إذنك، وسيبقى صبرك وراء القضبان مدرسة للأحرار وتعلمك في الأسر عبرة للأخيار، ستبقى عند كثيرين ثائر ضد الظلم وليس كما يحلو للبعض تصويرك مكللاً بعلم جمهورية تسقط سلطة لتقوم محلها وتتسيد.

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(2): اختلفنا معه لأنه أيّد اتفاق أوسلو وعزّى بـ«اسحاق رابين»…

السابق
الجيش :طائرة استطلاع اسرائيلية نفذت طيرانا دائريا فوق رياق و بعلبك
التالي
مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 24/12/2015