من جبيل.. إلى العالم رسالة من الرسل!

عامٌ عن عام وتزداد جبيل تمايزاً وأناقة ، حتى لم تعد مدينة عادية كسائر المدن اللبنانية التي تشابهها حجراً وبشراً وأسواقاً ، فكل ما بها ينطق حروف الجمال ويجسد مثالية تعكس العناية التي أرسلها الإله لساحتها وأروقتها لتنهض شامخة ...

لم تعد هذه المدينة تنافس أخواتها من اللبنانيات بل تخطّتها بمراحل عدة وكثيرة وبجماليات لا تحصى ليس فقط المحلية بل أيضاً العربية إلى العالمية، لتعد مناسبة الميلاد بما تحمله من صبغة دينية ذات خصوصية بالنسبة لجبيل، لكونها حدثاً جاذباً تسعى لإقتطافه و التميز به بإبتكار شجرة غير تقليدية وأجواء ميلادية تنافس بتصميمها المدن الأوروبية الأولى .

نجحت جبيل بهذه المهّمة على مدى عامين وأثبتت بما حصدته من ألقاب عدة في السنوات الأخيرة، أنّها نأت بنفسها عن لبنان وسياساته وانقسماته وفراغه ونفاياته، لتخلق على “عفويتها” بوصلة الجمال و قبلته !

أثبتت جبيل المدينة العتيقة بالأسواق والحجارة، أنّها مدينة الأعياد والتعايش والمحبة، مدينة الفقراء والأغنياء والمسلمين والمسيحيين وجميع ما احتوى لبنان من طوائف ومذاهب، وأنّها تستحق أن تكون مثالاً تحتذي به سائر المناطق في لبنان .

اقرأ أيضًا: للسنة الثانية على التوالي… شجرة جبيل الميلادية بين الأجمل عالميا

فهذه المدينة كهيكل وكفطرة تجد لها عديداً من الصور في أنحاء لبنانية عدة، وتجد ما زاد عنها من بصمة جمالية أثرية أو ربانية، إلاّ أنّها تميزت عن غيرها بأنّها وجدت من يرعاها لا من يستغلها، ومن يخاطب عقل شعبها بعيداً عن التعبئة، ومن يضع السياسة في مكب النفايات ليكون الإعمار والإنماء وحده الهدف .

جبيل الميلاد

هكذا نجحت جبيل وهكذا استطاع زياد الحوّاط ( رئيس بلديتها) تحقيق ما عجز وما زال يعجز عنه الكثيرون .

إقرأ أيضًا: جبيل في لبنان، ثاني أقدم مدينة في العالم

فزياد لم يرد من بلدته منصباً سياسياً ولا تبعية لحلف ما أو لزعيم ما، وإنّما أرادها للجمال، هو لم يشأ أن يجعل منها دائرة انتخابية تباع وتشترى بحفنة من الدولارات، بل خلق من فطرتها أيقونة تستقطب اللبناني بشكل خاص والعرب والغرب بشكل عام .

نجح زياد الحوّاط بأنّ حوّل أهالي جبيل على اختلاف توجههم السياسي لمواطن لبناني واحد، وبأنّ جعلهم يتفقون معه على تباينهم لا لشخصه ولا لانتمائه ولا لدينه، وإنمّا لرؤيته الإنمائية لمستقبل هذه المدينة والتي جسدّها على مدى أعوام …

اليوم حينما تعبر جبيل، تجدها على صورة لبنان كما مفترض أن يكون لا كما صنعه زعماءه، وتجد عند شجرتها المجيدة جميع الطوائف والمذاهب، لتصبح بميلادها ميلاد المحبة وبأضوائها الأديان كافة تلتقي بدائرة خشوع واحدة .

فهل نتعلّم من جبيل ومن “الحوّاط”، وكم هي حاجتنا بأن يأتي رئيس جمهورية للبنان تكون رسالته الإنماء لا الحروب والتفرقة والطائفية وتغذية الارهاب.

السابق
هل يحق لنصرالله ان يطلب من القطاع المصرفي مؤازرة حزب الله ضد العقوبات؟
التالي
فتفت من معراب: لم يطرح اسم فرنجية بالأصل كي يطرح بديل عنه