ثلاثة احتمالات لاغتيال اسرائيل القنطار من دون إحراج روسيا

اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سابقاً #سمير_القنطار وتوجيه الاتهام الأول للعدو الاسرائيلي، طرحا العديد من التساؤلات حول دور روسيا التي يفترض أنها المسيطر الأكبر على الأجواء السورية، أكان بمنظومة “أس 400” التي وضعت لمنع الطائرات التركية من دخول الأجواء وما تؤمنه من رادار يكشف أي جسم متحرك في مساحات تتجاوز سماء سوريا، أو بالقاعدة الجوية في حميميم حيث تقلع طائرات “السوخوي” نحو غالبية الأراضي السورية، ومن المعروف أنه منذ دخول روسيا إلى أجواء الشرق الأوسط بدأ التنسيق الروسي مع تل أبيب من جهة، والتحالف الدولي والنظام السوري من جهة أخرى بهدف منع تصادم الطائرات، فهل كانت روسيا على علم بمسار الطائرة الاسرائيلية التي اغتالت القنطار؟

بعيداً عن التحليلات حول هوية منفّذ العملية، خصوصاً بعدما أطلّ أحد فصائل “الجيش الحر” بفيديو يتبنّى فيه العملية، فإن إسرائيل قادرة على التنزّه في سماء سوريا وضرب الأهداف بكل سهولة، خصوصاً في سماء سوريا المتعددة الجنسيات، وسبق أن أقدمت على مثل هذا الفعل أكان في اغتيال جهاد نجل عماد مغنية أو باستهداف قافلات الصواريخ التي تتجه إلى أحضان “حزب الله”. ويجزم العقيد السوري المنشق والطيار عبد الستار عساف معرفة “روسيا بمسار الطائرة الاسرائيلية في حال دخلت إلى الأجواء السورية”، مذكراً بـ”التنسيق الجوي الكامل بين الطرفين والمعروف بالتنسيق “الكهرومغناطيسي” وعدم التشويش رادرياً ولاسلكياً بتوقيع بين البلدين، اضافة إلى الخط الساخن أرضاً من مطار حميميم مع القاعدة الجوية في تل أبيب”.

لكن عساف يتحدث أيضاً عن سيناريوات أخرى قد تمنع روسيا من المعرفة المسبقة بالعملية، ويقول عساف: “إذا أرادت إسرائيل أن تتفادى إحراج روسيا، خصوصاً ان الأخيرة نشرت منظومة الصواريخ “اس 400″، وعدم إضعاف مكانتها أمام المجتمع الدولي، يمكن أن تقوم باحتمالات عدة:
اقرأ أيضًا: بعد ان ثأرت «إسرائيل» من القنطار كيف سيكون ثأر حزب الله؟

أولاً: من الممكن أن تكون العملية تم تنفيذها من منصة خاصة لإطلاق صواريخ عالية الدقة من هضبة الجولان المحتل، الذي يبعد عن جرمانا بين 50 و59 كلم.
ثانياً: يمكن تنفيذ العملية من السماء الحدودية اللبنانية، ومن أقرب منطقة لجرمانا كـ”دير العشائر”، التي تبعد نحو 29 كلم عن المنطقة، وتستخدم حينها قاذفاتها الجوية التي تحمل أسلحة متطورة صاروخية وموجهة عبر الليزر فتُصيب الهدف بدقّة، بحيث يدخل الصاروخ الموجه من نافذة الغرفة للوصول إلى هدفه.
ثالثاً: تستطيع قاذفات إسرائيل الجوية أن تستخدم سماء الجولان، تحديداً من منطقة فض الاشتباك، حيث هناك مسافة ما بين 30 و40 كلم نحو جرمانا، فهذه المنطقة معروفة بأنها محتلة من اسرائيل من ناحية الجولان ومحرّرة من الجهة السورية، فهي منطقة بين الطرفين ويمكن أن تنفذ العملية من فوقها وتصيب الهدف الذي تريده من دون أن تدخل الاجواء السورية، وإحراج القوات الروسية”.
ويذكّر عساف بأن “إسرائيل سبق ونفذت غارات من الحدود اللبنانية في الفترة الاخيرة، واستهدفت من أجواء لبنان مستودعات صواريخ اللواء 155 في القلمون القريب من الحدود اللبنانية، بضربات دقيقة وأصابت الاهداف، والمستودع فيه صواريخ بالستية وموادها ومعداتها، ولديها ضربات سابقة في سوريا كاستهداف اللواء 90 الاستطلاعي في القنيطرة واللواء 55 ومواقع أخرى”.

اقرأ أيضًا: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي
أما احتمال دخول الطائرة إلى الأجواء السورية، فيستبعده عساف لأن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها من الخارج، لكنه يقول: “إذا دخلت الطائرة إلى الاجواء السورية، بالتأكيد أن روسيا على علم بها، لأنها تتحكم بالسماء السورية وتسيطر راداريا ولاسلكياً فيها، أكثر من التحالف الدولي”. ويقول: “يمكن لاسرائيل أن تطلق الصواريخ من خارج الحدود، وهي صواريخ موجهة بالليزر، ورأسها يتعامل مع جي بي أس، ويستعلم عن موقع الهدف مسبقاً ويتم تحديد خط رحلته وإحداثيات الهدف”، مشيراً إلى أن “القاذفات الجوية، في شكل عام، تعمل على أهداف مبرمجة مسبقا على الأرض بعكس المقاتلة التي تتعامل مع هدف جديد وتطلق عليه”.
وتستند اسرائيل في عملياتها على الأقمار الاصطناعية وبحسب عساف: “إنها ترصد كل شيء على الأرض طوال 24 ساعة، لكن تحديد هوية الأشخاص يكون عبر معلومات استخبارية من الداخل”، مذكراً بأن “إسرائيل تمتلك طائرات متنوعة وتتباهى بأنها تملك الذراع الطويل لضرب أي هدف يهدّد أمنها أو يعارض مصالحها في العالم”.

(النهار)

السابق
سلام: ترحيل النفايات مؤقت وانتقالي ومرحلي شهيب :التكلفة 191 للطن وتأكيد على تحويل النفايات الى طاقة بديلة
التالي
هذه هي وصية سمير القنطار