هذه هي مآسي وأفراح السياسة لعام 2015

نستذكر قبل وداع عام 2015 بأيام بعض من مآثر مشاهدها التي حصلت عالمياً وإقليميا ومحلياً من أحداث ومصائب مهمة، بعدما احتل تنظيم "داعش" من خلال ممارساته الإجرامية والإرهابية صدارة الأحداث على المستويين العربي والأوروبي.

أيام معدودة، ونودّع عام 2015 التي ان تميزت بالغزل السياسي بين إيران الثورة الإسلامية وأميركا “الشيطان الأكبر“. بعد نهاية الكباش الدبلوماسي الذي تمثّل بالمفاوضات بين إيران ومشروعها النووي من جهة، والمجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة من جهة أخرى، انتهت بانتصار الأخيرة بعد تقليم أظافر مشروع إيران النووي.
أحرق لهيب شمس 2015 الذي سوف يأفل أصابع نفوذ إيران وأتباعها الحوثيين في اليمن، وذلك بفضل كرباج المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب من خلال “عاصفة الحزم”.

وفي العام 2015 لبست العاصمة باريس الوشاح الاسود لما تعرضت له من موجات عنف إرهابية وإجرامية على يد خلاية تنظيم “داعش” ضد صحيفة “شارلي إيبدو” العالمية، ليعود مجدداً بعد أشهر عدة ليعتدي على ضاحية باريس من خلال سلسلة اعتداءات انتحارية للدواعش داخل ملعب دو فرانس لكرة القدم، ومقاهي داخل الأحياء الباريسية، وداخل مسرح باتاكلان.

اعتداءات باريس

إقرأ أيضاً: عن شجاعة أهل الضاحية وسذاجة أهل باريس

كذلك حمل العام 2015 المزيد من المآسي والدموع والنكبات والقهر، وقتل وتهجير للشعب السوري المستمر على يد تنظيم “داعش” ونظام بشار الأسد، ناهيك عن التدخل الإيراني وأتباعه في “حزب الله” إلى جانب نظام الإجرام وفرق القتل في حزب بعث الأسد الحاكم، كما كانت سماء سورية مسرحاً للمقاتلات الاسرائيلية واعتداءاتها الجوية المتكررة على مواقع عسكرية ومستودعات صواريخ إستراتيجية لـ”حزب الله” وللنظام السوري بعد تدميرهم بالكامل دون الرد.

ولا ننسى قيام المروحيات الإسرائيلية بالإغارة على القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة مستهدفة بعملية اغتيال موجعة بحق كوادر من الصف الأول في “حزب الله” من بينهم جهاد مغنية نجل الراحل عماد مغنية، والجنرال في الحرس الثوري محمد علي الله دادي.

إقرأ أيضاً: لغز غارة القنيطرة 2: هل كان سمير القنطار هو المستهدف؟

وقبل نهاية 2015 هزت خلال أيامها القليلة فاجعة أمنية مؤلمة قوى الممانعة في “حزب الله” والنظام السوري على اثر عملية اغتيال مثيرة للجدل لعميد الأسرى السابق سمير القنطار في ضاحية جرماية القريبة من الجولان، يقال ان الطيران الاسرائيلي هو من قام بالعملية. ناهيك عن الخسائر الفادحة التي مني بها الحرس الثوري بالداخل السوري بعدما سجلت سنة 2015 إرتفاع كبير باعداد القتلى في صفوف جنرالاته أهمهم المستشار العسكري للإمام علي خامنئي في الحرس الثوري الجنرال حسين همداني.
ليكتمل الأمر أخيراً في سنة 2015 بالتدخل الروسي الذي رمى بثقله العسكري والسياسي القوي على الساحة السورية، ولكن هذا التدخل تلقى صفعة عسكرية جريئة وقوية من تركيا بعدما أسقطت الأخيرة مقاتلة روسيا كانت تحلق فوق أراضيها.

لبنان لا يزل يئن بسبب عدم وجود رئيسا للجمهورية بعد تمنع عدد من نوابه الممددين لأنفسهم من انتخاب رئيسا للجمهورية. أيام معدودة ويغادر عام 2015 لبنان، ويترك لشعبه مجموعة سياسيين ووزراء ونواب فاشلين لا يحترفون إلا السرقات والصفقات المالية والمناكفات السياسية والمذهبية فيما بينهم، ناهيك عن الأداء الحكومي الخاطئ في إدارة شؤون البلاد، واستمرار تقاعسها أمام معالجة قضاية عدة أبرزها مشكلتي النفايات والكهرباء مما أدى إلى حراك مدني واحتجاجات واعتصامات للشعب اللبناني في الشوارع.

إقرأ أيضاً:لبنان يترقب خطاب نصرالله اليوم بعد اغتيال سمير القنطار

كذلك شهدت الساحة اللبنانية همروجة ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان طوني فرنجية لرئاسة الجمهورية ضمن تسوية اقليمية دولية، ما لبثت ان اصطدمت بممانعة محلية افضت الى فرملتها مؤقتا ً تترنح بين التأييد للترشح وبين طيّ صفحة الترشيح نهائياً.

سجل جهاز الأمن العام اللبناني والجيش ضربات أمنية وعسكرية كبيرة، تمثلت أولاً من قبل جهاز الأمن العام بإلقاء القبض على الشيخ الفار من وجه العدالة الشيخ أحمد الأسير، والضربات العسكرية المؤلمة التي حققها الجيش اللبناني بحق المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال. كما سجلت المساعي الخيرة قبل نهاية سنة 2015 خرقاً كبيراً في جدار قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى “جبهة النصرة”، بعدما أفرجت الأخيرة عن 16 عسكري لبناني ضمن صفقة تبادل مقابل إسلاميين أكثريتهم من التبعية السورية محكومين لدى الدولة اللبنانية، ليبقى باقي المخطوفين العسكريين اللبنانيين لدى تنظيم “داعش” تتأرجح ضمن اخباريات وشائعات، بين إن كان قد تم تصفيتهم أو ما زالوا على قيد الحياة.

العسكريين المحررين

بعد تحرير أسرى «النصرة»…الأنظار تتجّه نحو أسرى «داعش»

كما ستترك سنة 2015 بصمة مؤلمة على اللبنانيين بشكل عام وعلى الطائفة الشيعية بشكل خاص، وذلك بعدما ذيّل الارهاب الداعشي رسالة دموية إنتحارية مزدوجة داخل منطقة برج البراجنة بالضاحية الجنوبية، ناهيك عن حزام الحزن والأسى الذي لا يزال يلف ابناء الطائفة الشيعية، بسبب ارتفاع أعداد قتلى ابنائها المغرر بهم تحت لواء ميليشيا “حزب الله” في الداخل السوري.

عام 2015 الذي تكاد تنطفئ شمعته، كان حافلاً بالحزن والدموع على المستويين الفني والسياسي، الاول: بعد أن فقد الفن المصري ثلاثة من أهراماته الفنية، سيدة الشاشة المصرية الراحلة فاتن حمامة، والفنان العربي العالمي الراحل عمر الشريف، ونور السينما المصرية الفنان الراحل نور الشريف، والثاني: بعدما ودّع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود شعبه إلى مثواه الأخير.

ونحن على الأبواب لنستقبل عام 2016 ضمن أجواء عيد مولد النبوي الشريف محمد رسول الله، وعيد الميلاد لسيد البشرية عيسى المسيح، نتوجه بالدعاء إلى رب العالمين، أن يستعيد لبنان عافيته حراً سيداً مستقلاً تحت كنف رئيس منتخب، وعودة أبناء سورية الشقيقة إلى ربوع وطنهم، وينفك عن العراق الحبيب غيمة الفتن والقلاقل، ويستريح شعب اليمن العزيز من مصائب فرضت عليه، وتبقى فلسطين الغالية حرّة أبية وعاصية على بني إسرائيل.

بعد أيام معدودة وتحت نور القمر عند منتصف الليل، نودع عام2015 إلى زمن الأبدية لنستقبل عام 2016، أعاده الله على العالم بشكل عام وعلى الأمة العربية بشكل خاص، ولبنان وسورية والعراق واليمن وفلسطين المحتلة بالخير والسعادة، والوحدة بين كافة الدول العربية.

السابق
هذه هي ريما فرنجية… سيدة زغرتا الأولى
التالي
كلوي كاردشيان… نحو شهرة التعري!