بعد ان ثأرت «إسرائيل» من القنطار كيف سيكون ثأر حزب الله؟

سمير القنطار السيد حسن نصر الله
من المعلوم، أن تحرير الأسير سمير القنطار كلّف لبنان في عام 2006 اندلاع حرب تموز وذلك بإعتراف حزب الله. فهل سيشعل إغتياله على يد إسرائيل حربا ثانية؟ أم سيكتفي الحزب بردّ محدود على غرار عملية مزارع شبعا الأخيرة التي نفّذها بعد اغتيال جهاد مغنية في القنيطرة؟

أجّجت عملية إغتيال عميد الأسرى المحرّر من السجون الإسرائيلية سمير القنطار النار من جديد على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، بعدما همدت ونعمت بهدوء كامل منذ أن أقحم حزب الله نفسه في الحرب السورية، فيما ينهمك الإسرائيلي بنصب الكمائن وبالاغارة على مواقع للحزب على الاراضي السورية وتنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات تطاول في فترات متقطعة قادة في منه في سوريا ولبنان.

في مطلع العام استهدفت غارة إسرائيلية في 18 ك2 عام 2015 ستة من عناصر حزب الله، بينهم جهاد عماد مغنية والقائد العسكري محمد عيسى، أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا، إضافة إلى جنرال في الحرس الثورى الإيرانى، وذلك في منطقة القنيطرة الواقعة في سوريا، بالقرب من مرتفعات الجولان.
وأمس، لحق الشهيد سمير القنطار بمغنية إذ قضى في غارةٍ إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًّا كان بداخله في حيّ الحمصي في جرمانا في ريف دمشق، في سوريا في جرمانا.
وفيما لم تتبنّ إسرائيل اغتيال القنطار، حمّلها حزب الله المسؤولية. وجاء الردّ الميداني المبدئي أمس، على العملية من خلال إطلاق عددا من الصواريخ قيل انها مجهولة المصدر، من منطقة صور باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، الأمر الذي ردت عليه قوات الاحتلال بقذائف مدفعية على الأودية والأحراج المحاذية للمدينة بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة وطلعات حربية استطلاعية مكثفة في أجواء المنطقة.
أدّى ذلك إلى حالة من التوتر في جنوب لبنان بإنتظار ما سيؤول إليه الأخذ والردّ بين حزب الله وإسرائيل.

اقرأ أيضاً: لبنان يترقب خطاب نصرالله اليوم بعد اغتيال سمير القنطار

 

 

سمير القنطاروتترقب الأوساط مساء اليوم كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله رداً على اغتيال القنطار، والمتوقع كالغادة أن يتوعّد الإسرائيلي في الردّ على هذه العملية في المكان والزمان والتوقيت المناسب.
وبما أن تحرير القنطار كلّف لبنان اندلاع حرب تموز عام 2006 بإعتراف حزب الله. فهل سيشعل إغتياله على يد إسرائيل حربا ثانية؟ أم سيكتفي حزب الله بردّ محدود على غرار عملية مزارع شبعا الأخيرة التي ردّ فيها على اغتيال جهاد مغنية في القنيطرة؟

 

لقمان سليم
لقمان سليم

في تقدير، الناشط والباحث السياسي لقمان سليم أن “القنطار ليس أعز على حزب الله وليس أكثر شعبية من جهاد مغنية. فإذا كان الردّ على عملية إغتيال الأخير ومن معه من مسؤولين ميدانيين للحزب، اضافة لضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني إقتصر على عملية رمزية، واستدعت من الطرف اللبناني الآخر مدح حزب الله على حكمته، فإن من الصعب التوقع اليوم مع كل ما يجري أن يكون هناك ردّ ثان أو ردّ أكثر من ذلك. وذلك نظراً للتضييق على حزب الله على المستوى الإقليمي والدولي في الـ 5 قارات وليس في المنطقة فحسب”.

كما لفت سليم إلى أن “توقع أي عمل خارج حدود المنطقة “اللقيطة” أي مزارع شبعا بمثابة حرب كبيرة. فلا إيران ولا الحزب يريدان حربا جديدة. متسائلاً “ما قيمة القنطار الشرائية لدى اسرائيل لإستدعاء هكذا ردّ؟ واستبعد لقمان أن “يذهب حزب الله إلى حد تعريض الجنوب الشيعي لأي خطر كبير تحت عنوان “الثأر للقنطار”.

اقرأ أيضاً: الكلمة الإسرائيلية في اغتيال القنطار: الجولان «أمن قومي إسرائيلي»

وخلص سليم أن قيمة القنطار لدى الحزب غير معروفة. ولكن، بالنسبة لإسرائيل أيّة محاولة تمدّد لحزب الله في الجولان “الدرزي” لا بد من مواجهتها كما حصل في 18 كانون الثاني يوم اغتيل جهاد مغنية. فأي أمر يهدّد هذه الحدود يقضى عليه. مشيراً في النهاية إلى أن ” القنطار زوّد ماديًا ودعم معنويًا لتحريك جبهة الجولان من خلال استنساخ مقاومة وتجنيد مقاتلين من القرى الدرزية لشن هجمات ضد إسرائيل”.

وفي سياق متصل ومتابعة لهذا الموضوع، أكّد العميد الركن المتقاعد أمين حطيط لـ “جنوبية” على “ضرورة التمييز بين الردّ كمبدأ وكيفية الردّ كتنفيذ”.

أمين حطيط
أمين حطيط

مضيفًا أن “الردّ كمبدأ هو حتمي ولا يتخلّى عنه حزب الله لتثبيت معادلة الردع لإسرائيل وهذا ردّ لا يمكن التنازل عنه”. أما عن الكيفية فيقول حطيط أن “حزب الله ليس معنيّا اليوم أن يستدرج حرب اسرائيلية على لبنان. وهو سيردّ بشكلٍ مؤلم وموجع ولكن، بشكل لا يعطي ذريعة تلحق الضرر بلبنان”. مضيفًا “لكن، إذا استخدمت اسرائيل الردّ كذريعة لشن حرب على لبنان سيكون حزب الله جاهز”.

وأشار حطيط إلى أن “ما حصل أمس، ليس برد وليس له علاقة وما هو أكثر من ردّة فعل انفعالية”. وعن عدم تبنّي اسرائيل عملية الإغتيال قال حطيط إن “إسرائيل عادة ً في العمليات الأمنية لا تعلن عنها وهي تعتمد سياسة الغموض في ذلك”.

وعن التناقض، بين إعلام النظام السوري وحزب الله، اعتبر أن “بالنسبة لحزب الله والمقاومة الأمر محسوم إسرائيل هي وراء اغتيال القنطار”. أما السوريّون “فوصفوا الفعل بعملية ارهابية وهذا تكامل وليس تناقضا”. مشيراً إلى أنها” لغة عسكرية أمنية”.

وحول ما إذا أصبح أمن حزب الله مستباحًا قال حطيط “لا يوجد كيان يدعي أنه يستطيع أن يفرض سيطرة مطلقة.

وفيما يتعلق بالتنيسق الروسي – الإسرائيلي أشار حطيط إلى أنّ “العلم العسكري يتضمن نوعين من التنسيق الإيجابي والسلبي. فشقّ يتقاسم فيه الأطراف المهام، وفي الشقّ الآخر يتعاهد الأطراف ويتوافقوا على عدم الإصطدام “.

وخلص حطيط إلى أن “هذه العملية لم تخلُ من التعقيد والدقة، وهي بحاجة لعنصر بشري، ولكن هذا سوف يكشفه التحقيق”.

اقرأ أيضاً: استشهاد القنطار… أسئلة لا بد منها

السابق
طهران: جهود جارية لتسهيل حوار مباشر ايراني سعودي
التالي
ناشطو الحراك المدني من أمام السراي: نحذر الحكومة من اتخاذ قرار بترحيل النفايات