استشهاد القنطار… أسئلة لا بد منها

سمير القنطار
اعترف حزب الله صباح اليوم ان عميد الأسرى السابق الذي افرج عنه العدو الاسرائيلي عام 2008 استشهد بغارة اسرائيلية شنت على سوريا، ومن المعروف ان القنطار الذي انخرط في قتال فصائل المعارضة السورية في صفوف حزب الله تسلّم مهاما عسكرية في ريف دمشق والجولان، ويذكر ان القنطار كان قد نجا من غارة مماثلة استهدفت الجولان مطلع العام الحالي واستشهد فيها جهاد عماد مغنية وضابط ايراني كبير.

الخبر كما اوردته وسائل اعلام الممانعة يقول بان غارة اسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية جرمايا وادت الى استشهاد الاسير المحرر سمير القنطار. وهذا يستوجب التوقّف لملاحظة أمور عدة وهي:

اولا هناك تناقض في اصل الخبر حيث جاء عبر التلفزيون السوري الرسمي ان المبنى سقط نتيجة عمل ارهابي وليس غارة اسرائيلية، فاي الخبرين هو الصحيح خصوصا ان العدو لم يعلن رسميا عن مسؤوليته عن العملية، وهل اكتشفت ردارات ال s400 هذه الطائرات فتغاضت عنها او ليس للطائرات وجود اصلا ؟؟  اجوبة تنتظر من الجانب الروسي.
ثانيا باستثناء الغارة الاسرائيلية على منطقة القنيطرة واستهدافها الجنرال الايراني بطائرات مروحية، تعتبر هذه الغارة ان صحت الاولى من نوعها التي تستهدف اغتيال احدا، فهل سمير القنطار هدف بهذا الحجم عند العدو حتى تُفتتح به عمليات الاغتيال، بالرغم من وجود عشرات بل مئات الرموز الاخطر منه بما لا يقاس على الساحة السورية.
ثالثا الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام عن الغارة المفترضة لم تكشف عن طبيعة المنطقة، وكان مستغربا عدم وجود فرق انقاذ أو أي بشري، حتى بدا من الصور انها صور قد مرّ عليها زمن طويل، مع الاخذ بعين الاعتبار انها المرة الاولى التي ينقل فيها صور واضحة عن غارة اسرائيلية فهل هي صور حقيقية ام صور قديمة.
رابعا ما هو الدور الميداني الذي كان يلعبه القنطار، وما سبب وجوده في جرمايا اذا كان كما يقال وظيفته هي حصرا في الجولان؟ مع العلم انه معروف عن حزب الله عدم وثوقه الكامل بالقنطار، وهو الذي امضى ثلاثين عام في السجون الاسرائيلية وكان له هناك حياة شبه طبيعية من زواج وتعلّم وغيرها، وهذا حتما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة دوره ولهذا كان يعتبر القنطار محل تشكيك عند الاجهزة العسكرية للحزب خلافا لما يشاع بالاعلام .
خامسا هل حجم الاهتمام الاعلامي الكبير بهذا الاسير دون غيره من رفاقه الاسرى، هو تكملة لتبرير حرب ال 2006  التي شنت تحت عنوان تحريره وكلفت لبنان ما كلفت، عبر القول ” اننا كنا على صواب من اهمية وعظمة القنطار والدليل ان اسرائيل شنت غارة لاغتياله ” ؟
سادسا بعد التدخل الروسي ونشر صواريخه في سوريا قامت اسرائيل بعدة غارات استهدفت كما العادة مخازن صواريخ وذخيرة وتم التكتم عنها بشكل كبير، اولا لعدم امكانية الرد، وبالتالي ما قد يشكل الكشف عنها من حرج للحزب وثانيا لتفادي الاحراج امام جمهور الحزب عبر كشف التنسيق الكبير بين الممانع ” ابو علي بوتين ” والعدو الاسرائيلي، فهل الاعلان الان وبهذا الوضوح يشكل تحولا بالعلاقة بين الروسي والايراني ؟
سابعا يبقى السؤال الاكبر وهو كيف سيتصرف حزب الله بعد هذا الاغتيال، وهل له تبعات ما بعده ام سيكتفي بالاستفادة الاعلامية منه فقط عبر ربط المعارك بسوريا بالصراع مع العدو الاسرائيلي لاضفاء المزيد من الشرعية عليها فقط فيكون الردّ هنا ايضا كالرد على اغتيال عماد مغنية ؟؟
هذه الاسئلة وغيرها قد تبقى بدون اجوبة، او قد تكشف الايام عن بعضها، فلننظر اننا منتظرون.
السابق
لماذا تحرّك قطار التسوية ؟
التالي
قيادي ايراني: قتال المعارضة السورية أوجب من قتال الكيان الصهيوني