إنها وعود أسامة بن لادن…

"أراد بريجنيف أن يصل ويحقق هدفه من أفغانستان، ولكن بكرم الله تعالى لم يهزم في أفغانستان فحسب بل إنتهى هنا". هذا ما قاله أسامة بن لادن في واحدة من التسجيلات العائدة له. هزم الروس في أفغانستان ولم يهزم الله جنوده المتطرفين المتلهفين للقتال من أجل تأسيس دولتهم الإسلامية.

شباب في بداية العمر، شاركوا بن لادن في الحياة والموت، وفي التخفي داخل الكهوف الافغانية والهروب من صواريخ الدبابات الروسية وطائرات الـ”اف 15″ الاميركية.

لقد اصبح هؤلاء اليوم قياديين موزعين ما بين أحياء مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، والأطراف الشمالية للبنان. أما بالنسبة إلى قيادي من طراز أبو بكر البغدادي فكان كل من بن لادن وأيمن الظواهري قد تنبّآ بولادته في يوم من الأيام، وأن حقوق المسلمين ستسترجع وأن تدمير الدول الحليفة للشيطان هي مسألة وقت فقط.

إقرأ أيضاً: وثائق سرية تكشف علاقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بـ«إيران»!

منذ عام ١٩٧٩ أكد بن لادن مع عدد من شيوخ القاعدة على حتمية الحكم بالإسلام في كل الدول ذات الاغلبية المسلمة، والعمل الدؤوب من أجل تجهيز جيش إسلامي لفتح اوروبا من جديد ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة أجدادنا الامويين والعباسيين.

سوف يغزون العالم بأسلوبٍ جديد. وسوف يحاربون بأقصى ما يمتلكون من عنف حتى يفوزون بالدولة الاسلامية “الكبرى”.

الدولة الاسلامية

بالتدرج البطيء للتاريخ رفعت الفصائل المنبثقة عن القاعدة وتيرة نشاطها. فهنالك على بعد مئات الكيلومترات من بيروت إمارة اسلامية تضمّ اراض من سوريا والعراق. وبعيدا في شمال أفريقيا، أوغلت الدولة الاسلامية في رسم كيانها السياسي والجهادي على رمال الشواطئ الليبية لتقوم بتهديد الحكومة الشرعية هناك.

هل كان يعلم بن لادن عظمة الأحداث التي سوف تجري في العراق وسوريا وليبيا من بعده؟ فها أنا في عام ٢٠١٥ أشهد ولادة دولة اسلامية كبرى ومؤكد أن الفرحه والغبطة يأكلان بن لادن من داخل قبره المندثر في بحر العرب.

إقرأ أيضاً: الحرب على «الدولة الإسلامية» بين العنف والإصلاح

أشعر بكل ذلك شخصياً وأحاول تخيل مجرى واقعي للأحداث، حيث لا مفر من العيش لرؤية الطائرات الروسية تجوب سماء سوريا بحثاً عن مقاتلين اسلاميين متطرفين.

لقد أزهقت أرواح ١٤٢٠٠ جندي روسي في الحروب السابقة ضد الجهاديين في افغانستان والشيشان، وقتل للأميركيين الآلاف في لبنان والعراق وغيرها من بلدان، وبقي المتطرفون أحياء، لذلك أنا لست متفاءلة.

السابق
لذلك سوف تفشل الفدرالية في لبنان!
التالي
مناصرو يعقوب انهوا اعتصامهم بعد احالة الملف الى النيابة العامة